بدأ الفنان الكوميدي علي ربيع مشواره بالكفاح ومحاولة إظهار موهبته، فدراسته كانت بعيدة تماماً عن التمثيل، إلا أنه على الرغم من ذلك لُقّب بـ«أفضل ممثل مسرحي في الجامعات المصرية». أمّا انطلاقته القوية فجاءت من خلال «مسرح مصر». يطل علي ربيع على جمهوره في الموسم الدرامي الرمضاني المقبل، بالمسلسل الكوميدي «فكرة بمليون جنيه»، ونسأله:

• لماذا اخترت مسلسل «فكرة بمليون جنيه» تحديداً، لتقدمه في رمضان؟
كنت أبحث عن موضوع تكون فكرته مختلفة عن فكرة مسلسل «سك على أخواتك» الذي قدمته في رمضان الماضي، وفي الوقت ذاته يكون دراما وكوميديا، فيها قصة تجذب المشاهد منذ الحلقة الأولى. و«فكرة بمليون جنيه» من تأليف إياد إبراهيم، وإخراج وائل إحسان، وتدور أحداثه حول شاب يؤمن بفكرة ما، ويرى أنه بهذه الفكرة ستحل جميع المشاكل التي يواجهها في حياته، خاصة الاقتصادية منها، وتتوالى الأحداث. والعمل يضم الفنانين: صلاح عبد الله، صابرين، طارق عبد العزيز، وليد فواز وآخرين. وجاءتني فكرة المسلسل من واقع الحياة، فعندما يكون شخص ما عنده فكرة جيدة، يقول: «أنا عندي فكرة بمليون جنيه». وأجسد في العمل شخصية «صلاح الدين المصباح»، ووالداي هما صابرين وصلاح عبد الله.

• ما أهمية هذا العمل بالنسبة إليك؟
المسلسل يقدم نموذجاً لشاب إيجابي، يسعى إلى تحقيق حلمه في إطار كوميدي بحت يجمع أفراد العائلة، لأنني حريص على تقديم أعمال تخاطب العائلة والأعمار كافة.

من التجارة إلى المسرح
• كيف دخلت عالم التمثيل، على الرغم من أنك لم تدرسه؟
أنا خريج كلية التجارة، وكنت وقتها أشارك في «مسرح الجامعة» منذ العام الأول لي، بعدها شاركت في العديد من الأعمال المسرحية عبر الجامعات المختلفة، حتى لُقبت بـ«أفضل ممثل مسرحي في الجامعات»، وبعدها اشتركت في العديد من الأعمال المسرحية الأخرى، عبر مركز الإبداع في «دار الأوبرا المصرية»، مع المخرج خالد جلال، وأهلني هذا إلى الاشتراك في «تياترو مصر»، عندما شاهدني الفنان أشرف عبد الباقي، واختارني للانضمام إلى فريق «مسرح مصر»، وكنت وقتها في منتهى السعادة.

• لماذا لم تحقق أعمالك المسرحية في مركز الإبداع مع المخرج خالد جلال، النجاح نفسه الذي حققته في «مسرح مصر»؟
لأن مساحة الأدوار التي لعبتها في «مسرح مصر» كانت أكبر، فضلاً عن عرضه بشكل ثابت أسبوعياً على التلفزيون، وهذا ما عرّف كثيرين بي وبموهبتي في الكوميديا.

«تياترو ومسرح مصر»
• البعض يردد أن تجربتي «تياترو مصر» و«مسرح مصر» لا تُعتبران مسرحاً بالمعنى الحقيقي، ما ردك؟
بالعكس هما تجربة مسرح حقيقية، لكنها قُدمت بشكل جديد مختلف؛ بهدف مواكبة روح العصر والإيقاع السريع من حيث مدة العرض، وتنوع القصص المسرحية والعروض، وتختلف عن المسرح العادي في أنها تُعرض أسبوعياً على التلفزيون، بعكس المسرحيات الأخرى التي تظل لسنوات عديدة حتى يتم عرضها على التلفزيون في الأعياد فقط، وتجربة «تياترو مصر» أنعشت المسرح من جديد، وجعلت كثيراً من النجوم يعودون إلى المسرح مرة أخرى.

• هل تتذكر موقفاً ما حدث لك أثناء تقديمك عروض «مسرح مصر»؟
نعم. ففي أحد العروض صعدت على خشبة المسرح، وكنت قد أجريت قبلها عملية جراحية في قدمي، وعلى الرغم من أنني كنت أعاني الألم، إلا أنني أصررت على الاشتراك في العرض، وقدمت العرض المسرحي، وكان الناس يضحكون من قلوبهم، وكنت وقتها أعاني آلاماً شديدة ولم يشعر بذلك أحد.

• بعد عرض مسلسلك «سك على أخواتك»، واجهت مشاكل مع المعلمين ومع أهالي بني سويف. ما ردك؟
بالنسبة إلى المعلمين، كان اعتراضهم بسبب مشهد بالتأكيد لم يفهموا معناه، أو لم يتابعوا العمل ككل، والمفروض في هذا المشهد أنني لا أعرف القراءة أو الكتابة، وأريد أن أتعلم حتى أستطيع إدارة الشركة الخاصة بوالدي، و«شريف» الذي كان يعمل مع والدي، ولا يريدني أن أدير الشركة أو أن أعرف شيئاً عنها، يستعين بـ«معلم مزيف»، يتفق معه مسبقاً حتى لا يعلمني شيئاً، وهو أصلاً ليس مدرساً أو معلماً، لذا تخيل المعلمون أنني أسخر منهم. كذلك أهل بني سويف، فقد كان هناك سوء تفاهم في أحد المشاهد، وذهبت إليهم بنفسي وتحدثت مع أناس كبيرة هناك، واكتشفت أنهم ليس لديهم أي اعتراض أو ضيق من جانبي ويحبونني كثيراً، وهم على رأسي.

تقليد
• بعض النقاد يرون أن تمثيلك في المسرح يتشابه تماماً مع تمثيلك في الدراما، وأنك لم تغير من جلدك. فما دفاعك؟
هذا الكلام غير صحيح، فطريقة التمثيل في المسرح مختلفة تماماً عن الدراما والسينما، وعن الدراما التلفزيونية والأفلام، لذلك هذا النقد ليس له أساس من الدقة.

• مَن مثلك الأعلى بين الفنانين في الكوميديا؟
مثلي الأعلى دائماً الفنان أشرف عبد الباقي، وأدين له بالفضل في مشواري الفني، كذلك «الزعيم» عادل إمام، ومن الفنانين القدماء إسماعيل ياسين ومحمود شكوكو.

• هل يمكن أن نراك بعيداً عن الكوميديا؟
لا أرى نفسي إلا في الكوميديا، ولو قدمت عملاً غير كوميدي.. سيكون «دمي تقيل».

• قلدت على المسرح العديد من النجوم، مثل عبد الحليم حافظ، وواجهت العديد من المشاكل، وعلى الرغم من ذلك تستمر في تقليد الكثيرين، لماذا؟
تقليدي للفنان الراحل عبد الحليم حافظ أو غيره من الفنانين، لا يعني أنني أسخر منهم أو أقلل من شأنهم، بل أقلدهم لأنهم مؤثرون في الجمهور، ولهم تاريخ من الأعمال الناجحة، وأنا أقلد عبد الحليم لأنني أحبه على المستوى الشخصي، وفوجئت بعد ذلك بأن عائلته غضبت مني، واعتذرت إليهم وانتهى الأمر.

«مليكة»
 عن ابنته مليكة، يوضح علي ربيع: «زوجتي من اختارت لها اسم «مليكة»، ووجدته اسماً جميلاً، هذا عدا أني زوج ديمقراطي، وابنتي هي كل حياتي ومصدر سعادتي، وعندما أنظر إليها أشعر بأنني ملكت العالم».