يُتّهم الوسط الفني بأنه، على الرغم من جماليات ما فيه من فنون، لكنه خالٍ من الوفاء والإحساس بالمسؤولية على صعيد التعامل الشخصي مع المنتسبين إليه، وكي لا أعمّم أقول إن نسبة كبيرة منه وبشهادة من ينتمون إليه، يؤكدون أنه لا وفاء في الوسط الفني من الصداقات وحتى الزيجات والطلاقات والتعاملات. وفي أمسية جمعتني الأيام الماضية مع بعض الأصدقاء كان بينهم فنانون، دارت الأحاديث والنقاشات، وكان مجملها حول مشكلة الكثير من الفنانين بأنهم لا يقرؤون، ولا يجدون من يوجههم ويثقفهم، لذلك هم خارج «البلاتوهات» و«الاستوديوهات»، بعيدون كلياً عن أدب الحديث أو المعارف من أقوال وأحكام، ومواضيع علمية وثقافية واجتماعية، إلا فيما ندر. وكي لا يُلقى باللوم كالعادة على أهل الإعلام، يتوجب علينا القيام ولو بجزء بسيط من هذا الدور. لذا الدرس الأول الذي أبدأ به من خلال مُدوّنتي، تذكير الفنانين بأهمية معرفة ما يقولونه في حواراتهم، التي للأسف باتت أشبه بـ«حَبل غسيل» ينشرون عليه المستور من حياتهم وحياة غيرهم، مُتناسين أنه «ليس كل ما يُعرَف يُقال!». يقول الشافعي: «وجدتُ سُكوتي متجراً فلزمتهُ، إذا لم أجد ربحاً فلستُ بخاسر، وما الصمتُ إلا في الرجال مَتاجر.. وتاجرهُ يعلو على كل تاجر». فكما ليس من الخطر أن تكون السفينة في الماء، ولكن الخطر أن يكون الماء في السفينة، كذلك ليس من الخطر أن يكون في فمكَ ماء، لكن الخطر أن تُلقي بهذا الماء فتبوح بما تندم عليه وتغرق في متاهات القال والقيل، والمنع والعزل والتحقيق.. بدليل ما أصاب شيرين عبد الوهاب، بقرار إيقافها عن الغناء في وطنها، وتَوقّف مسلسل «فالنتينو» للنجم عادل إمام، وكما يُقال هذا يعود لخلفيّة ما أعلنه «الزعيم» في مُداخلة له مع برنامج وائل الإبراشي، ولتَعْلم عزيزي الفنان وأنت في زمن الـ«سوشيال ميديا» أنه «مَن خاف سِلِم»، فاسْلمُوا بصمتكم، أو سيروا على نهج جبران خليل جبران: «لا تصمت كي تتكلم، ولا تتكلم كي تصمت، إذا رفضت.. فعبّر عن رفضك، ولأن نصف الرفض قبول، ونصف الطريق لن يوصلك إلى أي مكان، ونصف فكرة لن تُعطي لك نتيجة.. النصف هو لحظة عجزك وأنت لست بعاجز، لأنك لست نصف إنسان.. أنت إنسان، وُجدت كي تعيش الحياة وليس كي تعيش نصف حياة». بالتالي، عزيزي الفنان احذَر أن تكون نصف إنسان، أي عليك قول ما يمليه عليك ضميرك، وليس ما تمليه عليك مصلحتك، وافصل بين أنك إنسان تُمثل للناس ولا تمثّل على الناس.


• أحترم جداً صمت المطرب ماجد المهندس ورُقيه إذا تكلم، هذا الفنان الذي صنع نفسه بنفسه، فبات يستحق ما وصل إليه من نجومية. لقد حافظ على الإنسان الكامن داخله فكسب بتهذيبه شهادة زملاء مهنته، إنه فنان خلوق و«كلاس». الجميل في هذا «البرنس» المهذّب أنه مستمع جيد، يأخذ بالنصيحة، صوته كإحساسه كمشاعره، دافئة كأخلاقه، ويكفيه فخراً أنه حقق مُعادلة الفنان الذي يُنافس تهذيبه فنه.. «برافـو» ماجد.


• الفنانة سمية الخشاب حصلت أخيراً على الطلاق من الفنان أحمد سعد، وفي قناعتي أن عليها الآن التزام الصمت بعد أن كثّفت مؤخراً لقاءاتها الإعلامية لترد اعتبارها أمام الطرف الآخر بأنه ليس مَن بادر بالطلاق، بل هي من لجأت إلى «الخلع». وبعد أن تحقق المراد، هنا الصمت في حضرة الطلاق «زينة العقل»، خاصة أنها كشفت لي عن أن أحمد سعد طلقها طلاقاً رجعياً وليس طلاقاً بائناً. فهل هذا معناه أن لديه أملاً في الرجوع إليها؟ أم هي بداية لمشاكل مقبلة؟ وحتى تنتهي «العدّة» وينتهي الطلاق الرجعي، ستظل سمية تعيش «استراحة مُحارب»، الصمت فيها خير دواء لردع داء «أبغض الحلال».