تُعد ريم بن كرم أنموذجاً مشرفاً للمرأة الإماراتية، إذ استطاعت أن تفرض نفسها بقوة على الساحة الرياضية والاقتصادية والاجتماعية، من خلال إدارتها للجنة الاتصال والفعاليات في «دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات»، فضلاً عن إدارتها لـ«مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة»، لتؤهلها مبادراتها التطوعية وعطاؤها اللامحدود، في خدمة الإمارات لرئاسة «مسيرة فرسان القافلة الوردية»، التي تهدف إلى رفع درجات الوعي بمرض «سرطان الثدي»، وتصحيح المفاهيم المغلوطة حول هذا المرض بين أفراد المجتمع.

• كيف خطوت نحو ممارسة حياتك المهنية؟
بدأت مباشرة فور تخرجي في «الجامعة الأميركية» في الشارقة عام 2002، عندما التحقت بالطيران المدني بدبي قسم الهندسة لاكتساب الخبرة، من ثم عملت في شركة والدي المتخصصة في مجال المقاولات، ومنذ ذلك الوقت بدأت بتوسيع دائرة علاقاتي وأنشطتي الاجتماعية، ومن ثم شاركت في برامج تابعة لـ«منتدى الشارقة للتطوير»، وبقيت مشاركة في فعالياته حتى بعد أن تغير اسمه، وأصبح «مؤسسة الشارقة لتطوير القدرات».

• كيف كانت تجربتك في إدارة مراكز الأطفال؟
كانت تجربة ثرية؛ إذ إنها تمثل واحداً من المشاريع الرائدة التي تُحسب لإمارة الشارقة، التي قدمت إنجازات عديدة بالتعاون مع المؤسسات الشريكة والمتعاونة في سبيل الاهتمام بالأطفال تربوياً، صحياً، رياضياً، اجتماعياً وثقافياً، بهدف تنمية قدراتهم وتطوير شخصياتهم والاستثمار في طاقاتهم، لبناء جيل قادر على النهوض بالوطن واستكمال مشروع النهضة والتطوير في دولة الإمارات.

مجال جديد
• ما الخبرات التي حصلت عليها من الإدارة الرياضية؟
كان المجال الرياضي بعيداً كل البعد عن مجال عملي منذ أن تخرجت، إلى أن حظيت بفرصة لإدارة لجنة الاتصال والفعاليات في «دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات» عام 2014، حينها تعرفت إلى مجال جديد كان مبهماً بالنسبة إلي، ولكني شخصية أحب التجديد والمغامرات المحسوبة، لذلك خضت التجربة التي أفادتني كثيراً واستمتعت بها، حيث إن المجال الرياضي يعتبر من المجالات الشيقة على الرغم من صعوبته، لذلك أتمنى إعادة التجربة مرة أخرى في المستقبل.

• ماذا عن دور «مؤسسة نماء» في الارتقاء بالمرأة؟
تركز «مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة» على تفعيل دورها، والارتقاء والنهوض بها في القطاعات الاقتصادية والمهنية والاجتماعية إلى جانب قطاعات أخرى، لكونها مورداً بشرياً مهماً لا يمكن الاستغناء عنه في مسيرة التقدم، وتسعى المؤسسة إلى الانتقال من مرحلة دعم المرأة وتمكينها، وضمان المساواة بين الجنسين، إلى مرحلة الارتقاء بها ومنحها دورها، عضواً فعالاً وأساسياً في المجتمع، وتمكينها للوصول إلى أعلى المراتب والمستويات، إلى جانب إطلاق البرامج الفعالة التي تدعم التكامل بين الجنسين في جميع القطاعات، إضافة إلى محاربة الممارسات التي من شأنها أن تعيق تمكينها.

مبادرة نبيلة
• كيف تسترجعين انطلاقة «مسيرة القافلة الوردية»؟
قبل ثماني سنوات، ومع أول «مسيرة للقافلة الوردية» عام 2011، تابع فريق العمل بشغف أعداد الفرسان والمتطوعين الراغبين في الانضمام إلينا، ومع الانطلاقة كنا سعداء بتفاعل المجتمع والإقبال على إجراءات «الفحص المبكر» للكشف عن «سرطان الثدي». وفي الحقيقة، كان لدينا طموح وإصرار على المواصلة في المبادرة التطوعية النبيلة، التي تزيد من إنسانية كل ما يتعرف إليها ويقترب منها، ولكن مع وجود تخوف كبير من مدى الإقبال والتفاعل، مع فكرة المسيرة التي تتمثل في وجود مجموعة من الفرسان والفارسات على خيول يجوبون إمارات الدولة السبع، وأطباء في عيادات متنقلة وثابتة، في سبيل تصحيح مفاهيم مغلوطة حول مرض «سرطان الثدي» المنتشر في العالم كافة، يمكن العلاج منه بسهولة إذا تم اكتشافه في وقت مبكر.

• ما أبرز التحديات التي تعيق تطور المرأة الإماراتية؟
ليس هناك ما يعيق مسيرة تطور المرأة الإماراتية سوى نفسها، فاليوم دولة الإمارات محت كلمة معوقات من حياة النساء الإماراتيات؛ انطلاقاً من إيمان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيَّب الله ثراه)، بأن النهوض بالمرأة هو نهوض بالمجتمع، في دولة وصلت إلى العالمية، على الرغم من أن عمرها أقل من 50 عاماً، إلا أنها تمكنت من صنع إنجازات باهرة جعلتها تتقدم على دول عمرها مئات السنين.

على نهج زايد
تقول مديرة «مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة»، ريم بن كرم، عن ما وصلت إليه المرأة الإماراتية من مكانة: «نجحت دولة الإمارات، في تقديم تجربة عالمية يُحتذى بها في تمكين المرأة، وتعزيز مشاركتها في القطاعات كافة، بفضل توجيهات قيادتنا الرشيدة، والجهود الكبيرة التي تبذلها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، والرعاية المتميزة من قبل قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، لنحظى بصياغة شعار يحمل مفهوماً مليئاً بالمعاني، يتجسد في (المرأة على نهج زايد)، بما يرسخ السير على المبادئ الداعية إلى تمكين المرأة والارتقاء بقدراتها وطاقاتها في شتى المجالات».