من أرعب الكوابيس التي رأيتها في حياتي؛ كانت عندما حلمت بإحدى قططنا حلماً بين اليقظة والنوم، وهو ما يسميه البعض جاثوماً، أو ظاهرة علمية أو ميتافيزيقية أو أياً يكن. كنت مستلقياً على ظهري، وإذ بقطتنا اللطيفة تقف على صدري وتحدق في عيني. وفجأة ابتسمت في وجهي ابتسامة مخيفة؛ جعلتني أرتعد وأنا أحاول النهوض دون جدوى، ثم بدأت بخنقي، بينما كنت أركل الفراغ بقدمي وأصرخ مستنجداً، دون أن أسمع صوتي، قبل أن أستيقظ وأنا أتصبب عرقاً. كنت أسترجع ذلك الكابوس كلما نظرت إلى قطتنا تلك، واحتجت وقتاً طويلاً قبل أن أراها أليفة مرة أخرى. ثم جاء الوقت الذي شاهدت فيه فيلم Pet Sematry ليوقظ فيّ ذلك الكابوس القديم، وهذه المرة أعود إلى البيت، وفيه اثنا عشر قطاً وقطة، راجياً ألا يبتسم أحد منها في وجهي.

Pet Sematary
تنويه: هذه الفقرة لا تحتوي على حرق للأحداث، وكل ما فيها من السرد متضمن في الإعلان الدعائي للفيلم. تدور قصة Pet Sematary حول عائلة مكونة من أم وأب وطفلة وطفل وقط، تنتقل إلى منزلها الجديد في الريف، وفي الغابة المجاورة للمنزل، يكتشف أفراد العائلة مقبرة للحيوانات الأليفة. تبدأ الإثارة بعد موت القط إثر تعرضه لحادث دهس مروع، وحتى لا يفطر الخبر قلب الابنة (إيلي)؛ يتكفل الأب (لويس) بمهمة دفنه سرياً في مقبرة الحيوانات، لكن الجار الطيب (جاد) يشير عليه بدفنه في منطقة أعمق في الغابة، وذات قوة سحرية غامضة، لتفاجأ العائلة بعودة القط حياً في اليوم التالي!. ومع تصاعد الأحداث إلى العقدة، تتعرض العائلة لصدمة أعنف تدفعها لاتخاذ خيارات خطيرة لا تحمد عقباها.

فيلم Pet Sematary مبني على رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب الأميركي ستيفن كينج، المشهور بمؤلفاته في أدب الرعب، وعلاقتي بهذا الكاتب مقتصرة على مشاهدة الأفلام المبنية على رواياته، ويحضرني منها الآن فيلم The Shining وIt. لم أرفع من سقف توقعاتي قبل مشاهدة Pet Sematary بسبب تجربتي المحبطة مع It، فمع أنه أثار ضجة غير مسبوقة، وحقق أعلى إيرادات في تاريخ أفلام الرعب، إلا أنني أتفق مع كثيرين غيري ممن يرونه سخيفاً وطفولياً، وإن كانت فيه بعض اللمسات الفنية الجمالية، إلا أنه قبل كل شيء فيلم رعب، وما دام لم يوصل هذا الشعور إلى المشاهد؛ فهو في نظري فاشل في مجاله. لكن فيلم Pet Sematary كان أفضل حالاً بكثير، وأقل تشتيتاً وتمطيطاً من It، ولعل السبب في ذلك يعود إلى القصة التي تركز على عائلة واحدة ومنزل ومقبرة، رعب تقليدي؟ نعم، لكنه يظل رعباً يؤدي الغرض، وإن كنت أعتقد أنه يبدو على الورق مخيفاً أكثر مما هو على الشاشة. كما أن وجود الممثلين Jason Clarke وJohn Lithgow منح الفيلم قوة وجدية أكبر، مع عدم إغفالنا للأداء البارع للطفلة التي مثلت دور (إيلي).

مادة خصبة
الأطفال، والدمى، والحيوانات الأليفة؛ عناصر تجمعها البراءة واللطافة وقلة الحيلة، ولذا فإنها حين تكتسب صفات مضادة، عدوانية وشيطانية، تصبح مادة خصبة للرعب أكثر من غيرها، كما في أفلام Orphan وAnnabelle وPet Sematary. قد تصلح القطط للعب أدوار مخيفة في الأفلام، لكن يصعب عليَّ أن أراها بهذه الصفة على الدوام، فأقصى ما قد تصل إليه من الشر هو أن تكون (مصلحجية) كعادتها، تأخذ منك حاجتها وتنساك، وها هي قطتي تتمسح بقدمي أثناء كتابتي لهذا المقال لتحثني على النهوض ومنحها بعضاً من الاهتمام أو الطعام، وأظن أن عليَّ أن أختم هنا