يمكن أن تخف حدة الأزمات الاقتصادية التي تمر بها الأسر، من خلال تقديم حلول إبداعية لأفرادها وخاصة الأطفال منهم، وذلك عبر تطوير قدراتهم، وصقل هواياتهم، وتنمية مهاراتهم منذ الصغر.
ويرى خبراء الاقتصاد أنه إذا وجدت رعاية للأطفال الموهوبين من أسرهم بعد انتهاء اليوم الدراسي، أو في فترة الإجازات، أو من معلميهم في المدارس، فسوف يكون لهم شأن عظيم، ومرونة في التعامل مع الآخرين، بل سيسهمون في حل بعض الأزمات الاقتصادية للعائلة.
تستطيع الأم أن تقدم نموذجاً للتفتح والتفهم واحترام طفلها، بتوظيف المعرفة التي يحصل عليها، واعتمادها أساساً للإبداع، وتنمية المهارات الفنية له، ويكمن ذلك في اكتشاف قدراته على التواصل مع مجتمعه، والإحساس باحتياجاته وفهم ثقافته واستثمار مهاراته في التفكير الإبداعي لحل مشاكله؛ فكم من عظماء في التاريخ البشري نشؤوا في ظل أسر فقيرة. فإدارة موهبة طفلك وتوظيفها توظيفاً صحيحاً، سيجعله حراً مالياً حين يكبر، فالعالم مليء بالموظفين والعاملين في كل القطاعات، لكنه يفتقر إلى الموهوبين، فقد يكون بين يديك طفل لديه موهبة لم تتوافر لكثير من الأطفال غيره، كالرسم، أو الموسيقى، أو الرياضة، أو الاكتشاف، أو التفكير التخيلي، الاختراع.
كل ما عليك هو مراقبة طفلك، حتى تستطيعي اكتشاف الموهبة الكامنة فيه، ولا تقيسي نجاحه في مراحل التعليم الأولى بالتفوق الدراسي، والحصول على درجات عالية كهدف نهائي للتعليم؛ لأن كل عملية تعليمية ناجحة تحتاج إلى أساليب تربوية، وتطوير للنظريات العلمية؛ للوصول إلى تعليم يُنمي شخصية طفلك، ويستفيد من قدراته، ويمنح أسرتك فرصة لجني ثمار تعبك وجهودك.
إن تنمية قدرات الأطفال الاقتصادية، واستثمارها يصب في النهاية ضمن حصيلة الأسرة ومصلحتها، ومصلحة الطفل نفسه فيما بعد. أنت كأم قادرة، بما تزرعينه في طفلك منذ الصغر، على جني الكثير من الثمار، بما يتجاوز حدود طفلك إلى جميع أفراد الأسرة. أعدي طفلك منذ الصغر لعالم المال والأعمال، ليكون قادراً على مواجهة صعوبات الحياة، وداعماً لأسرتك حين يكبر، فهي مهارات يمكن اكتسابها بالتدريب المستمر، والقراءة في كتب اقتصاد الطفل.