منذ أن اجتاحت حمى أغنية "ديسباسيتو" قنوات الإذاعة والتلفزيون وخصوصاً الهواتف وأجهزة الكمبيوتر قبل عامين، باتت الموسيقى الأميركية اللاتينية منتشرة على نطاق واسع في الولايات المتحدة وأصبح نجومها من الأسماء البارزة في المهرجانات الفنية.

وقدّم عدد غير مسبوق من المغنين المنحدرين من أميركا اللاتينية عروضاً هذه السنة في مهرجان كوتشيلا أشهر المهرجانات الأميركية. ورقص الجمهور بحماسة على إيقاع أغنيات الكولومبي خ. بالفين أحد أبرز مغني الريغيتون والنجم البورتوريكي باد باني. وهما شاركا كمغنين رئيسيين وليس كضيوف المهرجان. هؤلاء النجوم الجدد الذين يغنون بالإسبانية، ما يعكس الحضور القوي لهذه اللغة التي ينطق بها 41 مليون شخص كلغة أمّ في الولايات المتحدة، فيما كان أسلافهم ريكي مارتن وشاكيرا وغلوريا إستيفان يغنيان باللغتين الإسبانية والإنكليزية.


وقال باد باني بالإسبانية قبل أيام على المسرح الرئيسي لمهرجان كوتشيلا: "أنا فخور جداً بما يمثله ذلك، بما نجح به المتحدرون من أصول أميركية لاتينية من خلال التحدث باللغة التي نتكلم بها في بلدي". وقد حقق هذا المغني البالغ 25 عاماً بفضل أسلوبه الذي يمزج بين الريغيتون وأسلوب الراب المنتشر في جنوب الولايات المتحدة المعروف باسم تراب، نجاحاً كبيراً في الولايات المتحدة. قال النجم خ. بالفين من ناحيته أمام آلاف من المتفرجين الذين حمل كثر منهم أعلاماً لبلدان أميركية لاتينية: "لقد احتجنا إلى خمسة عشر عاما كي تصل موسيقى الريغيتون إلى كوتشيلا... نحن هنا".


ويعزو خبراء هذا النجاح الكبير للموسيقى الأميركية اللاتينية إلى طفرة خدمات البث التدفقي التي باتت المدماك الرئيسي في قطاع الموسيقى. وبحسب الجمعية الأميركية لصناعة الموسيقى، ارتفعت إيرادات هذا النوع بنسبة 18 % العام الماضي لتبلغ 413 مليون دولار. وأعلنت يوتيوب في ديسمبر أن ثمانية من التسجيلات المصورة الأكثر مشاهدة على منصتها في العالم سنة 2018 كانت أغنيات باللغة الإسبانية.

وقد استحوذ المغني أوزونا المتحدر من بورتوريكو والدومينيكان وصاحب الشهرة الواسعة في بلدان الكاريبي، على أربع من هذه المراتب. وهو كان قد اشتكى في مقابلة أجراها أخيراً مع مجلة "بيلبورد" من أن كل الأعمال الموسيقية "تقدم بالإنكليزية طوال الوقت".