تتوالى وتتسارع خطوات تحديث الحياة في المجتمع السعودي، ورفدها بالعديد من المبادرات، وسن الأنظمة، وإقامة الفعاليات المتعددة، وفق جدول يكفل تنفيذها في المناطق والمحافظات والقرى السعودية كافة. وما إن انتهى برنامج «موسم الشرقية الثقافي والفني»، الذي أقيم لأول مرة في الفترة من 14 إلى 31 مارس المنصرم، وتضمن مهرجاناً للسينما والشعر في كل من محافظتي الهفوف والظهران، انطلق في اليوم الأخير من مارس، ولأول مرة، في مبادرة يقدمها القطاع الأهلي في السعودية، ممثلاً في شركة الكهرباء، «مهرجان نور للثقافة والفنون» في تظاهرة مميزة للغاية، والذي انتهى يوم 6 أبريل الماضي، خرج للجمهور بصورة مغايرة تماماً لكل الفعاليات التي أقيمت من قبل؛ نتيجة التحضير المتقن، واختيار العناصر المتميزة، وتدشين العديد من الفعاليات التي تم تقديمها بصورة راقية ومواكبة لوعي الناس واحتياجاتهم.
وحقق «مهرجان نور للثقافة والفنون» ردود فعل إيجابية كبيرة، وقد حضر الفعاليات الأسر والشباب والأطفال وأطياف المجتمع كافة، الذين ابتهجوا بهذه الفعالية لا سيما أن المحتوى والتنفيذ والإدارة والتنظيم بأيدٍ سعودية، وسيسجل التاريخ أن شركة الكهرباء السعودية كانت أول من بادر للمساهمة في برنامج جودة الحياة، وأنتجت فعالية موجهة للمجتمع؛ لإثراء الحياة بالمتنفسات والنوافذ التي تجلب للروح الإنسانية سعادة واستقراراً.
وفي ختام «مهرجان نور للثقافة والفنون» رفعت الأيدي ابتهاجاً وتطلعاً إلى أن تكون النسخة الثانية من المهرجان، امتداداً للنجاح الذي تحقق في البداية، ومما يجدر الإشارة إليه أنه إلى جانب الفعاليات الثقافية والفنية في «مهرجان نور للثقافة والفنون»، أقيمت فعاليات أخرى لا تقل أهمية وجمالاً عن سابقتها، فقد قدم المهرجان ركناً للغة الصينية تعلماً وكتابة، والرسم في الهواء الطلق، وأنواع الخط العربي، بحضور الفنانين والجمهور الذين تلقفوا الفعاليات بترحاب بالغ.
من جانب آخر بدأت وزارة الثقافة بسرعة حثيثة خطواتها، بتنفيذ مشاريعها، التي أعلنت عنها في نهاية شهر مارس المنصرم، فزار وزير الثقافة مركز الملك فهد الثقافي، وأعلن أثناء وجوده فيه أن المركز سيكون مقراً للفرقة الوطنية للموسيقى والمسرح، وسمى المسرحي عبد العزيز السماعيل رئيساً للفرقة، والملحن عبد الرب إدريس رئيساً لفرقة الموسيقى الوطنية، وهذه الخطوات التي برزت على السطح مؤشرات إيجابية للغاية، يترقبها الشارع السعودي بتلهف كبير، منتظراً السعي الحثيث نحو تحويل هذه التطلعات إلى منتج حقيقي يترجم طموحاتنا.
في السياق ذاته نظمت وزارة الإعلام ملتقى المرأة السعودية، وكرمت عدداً من الشخصيات النسائية الفاعلة في المجتمع، مثل العالمة غادة المطيري في مجال الاختراعات، والأميرة هيفاء الفيصل في العمل التطوعي، والفنانة هدى العمر في الفن التشكيلي، وفي الشعر الدكتورة فاطمة القرني، وفي الإدارة نورة المبارك، وفي الموسيقى إيمان قستي، وفي الصحافة أمجاد رضا وفي النقد الأدبي لمياء باعشن وفي الإعلام سارة دندراوي.
وقبل ذلك كله كانت فعالية تكريم الأديب عبد الكريم الجهيمان، أول من طالب بتعليم المرأة عندما كان يكتب في صحيفة الظهران ومعرض الرياض الدولي للكتاب، ونظمت جمعية الفنون أمسية للشاعر العريق محمد جبر الحربي. وتنتشر الأمسيات الغنائية في كل حين، تحت مظلة هيئة الترفيه المعنية بهذا النشاط، ولديها برنامج مكثف يجري تنفيذه بإتقان، في الوقت الذي تواصل فيه الهيئة العامة للثقافة برمجة الأنشطة والفعاليات مع الجهات المنفذة لها، تحت مظلة وزارة الثقافة من أجل الوفاء بالالتزامات كافة المدرجة في برنامج جودة الحياة، الذي بدأ العمل فيه أواخر عام 2018 ويستمر لمدة عام كامل؛ بهدف إعادة برمجة الإنسان، وتوفير متطلباته الرئيسية من معطيات ثقافية وفنية، ليحصل على ما يريد من احتياجاته، وصولاً إلى صورة إيجابية للحياة في مخيلة المواطن السعودي.