• متى سيتخلص الفنانون من سياستهم في «الضرب تحت الحزام» ولسعاتهم التي يقومون بها تجاه بعضهم بعضاً، في مقابلاتهم الإعلامية أو تغريداتهم عبر مواقع التواصل؟ وإذا كانوا يقرؤون.. فليتعلموا. تقول القصة: «جلس عجوز حكيم على ضفة النهر يتأمل في الجمال المحيط به، لمح عقرباً وقع في الماء وأخذ يتخبط محاولاً أن يُنقذ نفسه من الغرق، هنا قرر العجوز أن ينقذه، مدّ له يده فلسعه العقرب. سحب الرجل يده صارخاً من شدة الألم. ولم يمضِ سوى دقيقة واحدة حتى مد يده ثانية لينقذه، فلسعه العقرب، فسحب الرجل يده مرة أخرى صارخاً من شدة الألم. وبعد دقيقة راح يحاول للمرة الثالثة، وكان على مقربة منه يجلس رجل آخر يراقب ما يحدث، فصرخ قائلاً: «أيها الحكيم، ألم تتعظ من المرة الأولى، ولا من المرة الثانية؟ وها أنت تحاول إنقاذه للمرة الثالثة». فلم يأبه الحكيم لتوبيخ الرجل، وظل يحاول حتى نجح في إنقاذ العقرب، ثم مشى في اتجاه ذلك الرجل وربت على كتفه قائلاً: «يا بُني من طَبْع هذا العقرب أن «يلسَع»، ومن طبعي أن «أحبّ»، فلماذا تُريدني أن أسمح لطبعه بأن يتغلب على طبعي؟». وفعلاً لو أن عدد المحبين في الوسط الفني يفوق مَن يلسعون، لأصبحت مهنة الفن ونجومها أرقى، إنما للأسف في زمن الـ«سوشيال ميديا» تحول الكثيرون من أهل الفن إلى «عقارب»، وقرؤوا تغريداتهم وتعوّذوا من سموم لسعاتهم.

• ليس دفاعاً عن المطربتين أصالة وبلقيس، وليس هجوماً على الإعلامية فجر السعيد تحدثت لهما من خلال برنامجها، فقالت في الأولى ما يشكك في وطنيّتها تجاه مملكة البحرين التي تحمل جوازها، وعابت في الثانية على صوتها مُتطرّقة إلى تصريح أعلن فيه والدها أحمد فتحي: «أنا (ملك العود) وليس أحمد عبادي الجوهر»، بعد أن جاء في سياق الحوار معه وصفه لعبادي بأنه (أخطبوط العود)، وأن فتحي يرى نفسه «ملك العود»، وتطور تصريح فجر بأن بلقيس ووالدها لو وضعا معاً في «خلاط» فكلاهما لا يوازيان «وتراً» واحداً من أوتار عبادي، وقولها إن صوت السعودية داليا مبارك أجمل من بلقيس. إن كل هذا الكلام الذي تعتبره السعيد مجرد «رأي شخصي» لها تعلنه في برنامجها، لا ندري ما أهميته على المشاهد حتى تتبنّى القناة التي تطل من خلالها المذيعة ذلك الهجوم إلا إذا كانت سياسة القناة والبرنامج هي زيادة عدد مشاهديها عن طريق إشعال نار الفتنة، بتوسيع فجوة الاختلاف بين الفنانين، والعزف على «وتر» جنسياتهم، وهي أسلحة ألوم عليها الزميلة فجر السعيد لثقتي بأنا بثقافتها ونضجها وخبرتها وعلاقاتها، قادرة على أن تبني عوضاً عن أن تهدم، وأنها طاقة إعلامية كبيرة لو «خلّت عنها» سياسة «خالف تُعرف»، التي بدأتها منذ فترة مع الرائعة نجلاء فتحي، حتى وصلت إلى أصالة وبلقيس، وصدق من قال: «رغم كل الماء العذب التي تصبّه السماء في البحر إلا أنه يبقى مالحاً، فلا تُرهق نفسك، فالبعض لا يتغير مهما حاولت».

• مُضحك جداً أن أطلّت «ملكة جمال المغرب» أحلام حجي، لتُعلن: «لا أعرف لماذا المطرب وائل كفوري لم ينفِ شائعة زواجنا عندما باركوا له، احتمال من أجل تسويق ألبومه الأخير». وفعلاً «مجنون يحكي وعاقل يسمع». فهل وائل في حاجة إلى شائعة مع أحلام، أم العكس؟ وهل أدركتم الآن لماذا الكثير من الفنانين مظلومون؟ لأن هناك من يحاولون الصعود على أكتافهم، ويا لها من أحلام!

• فارس آخَر من نجوم الفن المصري والعربي يودعنا، فبعد أزمة مَرَضيّة رَحَل عنّا في صمت الفنان محمود الجندي، عن عمر ناهز تقريباً الـ(74 عاماً).. وفعلاً، نحن لا نعرف قيمة نجومنا إلا بعد أن نفقدهم، فعودوا لما قدمه الجندي فنياً، وستجزمون بمدى موهبته وجمال أدائه وحُسن تمثيله، ويكفيه شرفاً أنه لم يبحث عن فضيحة أو شائعة حتى يروّج لنفسه يوماً، فعاش هادئاً ورحل صامتاً، وبين البداية والنهاية كان مبدعاً.