شائعات كثيرة راجت مؤخراً تؤكد أن الفنان المصري لطفي لبيب اعتزل الفن، وأن حالته الصحية متردية ويصعب عليه الوقوف مرة أخرى أمام الكاميرات، الأمر الذي سبب حالة ذعر له ولأسرته، فخرج لينفي كل ما أشيع في حواره. ونسأله:

• كيف استقبلت الشائعات التي طالتك في الفترة الماضية؟
استقبلتها مثل استقبال الريح التي تأتي بغبارها وعاصفتها غير المرغوب فيها، فوقفت صامداً أمامها حتى لا تؤثر فـي، وقررت الإطلالة على جمهوري في أكثر من لقاء، لأقول لهم إنني موجود وحيّ أرزق، وأن الشائعات لا تغضبني لأني اعتدتها وتعلمت كيفية تجاهلها.

• ضمن هذه الشائعات كان خبر وفاتك الذي صدم الجميع؟
لست وحدي من تناولتهم مثل هذه الشائعات، فعدد كبير من النجوم بينهم «الزعيم» عادل إمام طالتهم مثل هذه الأكاذيب، وأنا موجود وعلى استعداد للمشاركة في أي عمل فني يعرض علي من دون تردد.

• قيل إنك اعتزلت الفن أيضاً؟
من الصعب أن يعتزل الفنان عشقه المتمثل في الفن، لكن يمكن القول إني أعيش «استراحة محارب» وفترة نقاهة، إلى حين الانتهاء من مرحلة العلاج واستقرار الأوضاع الصحية.

صحتي «زي البُمب»
• كيف هي حالتك الصحية؟
صحتي «زي البُمب»، وبدأت أتماثل للشفاء واستئناف نشاطي الفني، من خلال هوايتي الأساسية في الكتابة، وأتمنى أن أنتهي من العمل الذي أكتبه، وهو مسلسل تاريخي بعنوان «أم النيل»، عن امرأة أمريكية جاءت إلى مصر عام 1910 وتوفيت عام 1960، وتركت أكبر ملجأ في العالم. والعمل يتناول السيرة الذاتية للأميركية «ليليان تراشر»، التي أسست أكبر مؤسسة عالمية للأيتام في أسيوط قبل وفاتها.

• وهل ستشارك في هذا العمل؟
لن أمثل فيه واكتفيت بالكتابة فقط، وأرى أنه إذا تم تنفيذه سأحقق بذلك حلماً مؤجلاً راودني منذ سنوات عديدة.

• لماذا «ليليان تراشر» لتقديم سيرتها الذاتية؟
لأننا في الفترة الأخيرة افتقدنا القيم والمضمون، والأعمال التي تقدم أمثالاً للجيل الجديد ليُحتذَى بها، وركزت الدراما عوضاً عن ذلك على أنواع معينة أصبحت السائدة والدارجة، ومنها موضة «البلطجة» و«العشوائية». وسابقاً قدم «قطاع الإنتاج» و«صوت القاهرة» و«المدينة الإعلامية» في مصر، أعمالاً ذات قيمة ومضمون لا تخجل منها الأسرة، ونجحت في استقطاب الجمهور. لكن للأسف كل ذلك قل وغاب.

رؤية جديدة
• على الرغم من إصرارك على التمثيل والمشاركة في الأعمال التي ستعرض عليك، إلا أنك قررت الابتعاد عن المسرح. لماذا؟
قرار الابتعاد عن المسرح خارج عن إرادتي، لأن المسرح صعب ومرهق ويتطلب الحركة السريعة، وفي ظل حالتي الصحية حالياً هذه يصعب علي الالتزام. لذا، كي لا أضع زملائي في حرج قررت الابتعاد، وأشعر بحزن شديد لأني ابتعدت عن «أبو الفنون».

• علمنا أن لديك شغفاً وحماساً لمتابعة عرض «الملك لير» في نسخته الجديدة؟
طبعاً. وأنتظر على أحر من الجمر، فهو عمل مهم تم تقديمه أكثر من مرة على خشبة المسرح القومي وشاركت فيه، وحقق نجاحاً كبيراً إلى جانب الإيرادات التي تحسب للمسرح القومي وقتها، وهذا النجاح سبب استغلال القائمين عليه في أن يُعرض مرة أخرى، بقيادة العالمي يحيى الفخراني، بإخراج ورؤية مسرحية جديدة.

دفعة قوية
• تم تكريمك مؤخراً ضمن فعاليات الدورة الثالثة لـ«مهرجان شرم الشيخ للسينما الآسيوية».. فهل تعتبر أن هذا التكريم جاء متأخراً؟
التكريم يعطي الفنان دفعة قوية، وهو بحاجة إليه في مختلف مراحل العمر تقديراً لمشواره الفني، وأحياناً يظلم عدد كبير من الفنانين بسبب عدم تكريمهم وهم أحياء، ويتناسى صناع المهرجانات مشوارهم الفني، وقد يغفلونه لسنوات طويلة ويتذكرونه عند وفاته، وهو أمر مزعج لأسرته.

• في ندوة تكريمك الخاصة بالمهرجان، توجّهت بالشكر إلى كل من المخرجين عمر عبد العزيز ومحمد عبد العزيز.. لماذا؟
لأنني أدين بالفضل دائماً إلى كل ساعدني في بداية حياتي الفنية، وأول مرة أقف فيها أمام كاميرا سينمائية، كانت مع المخرج محمد عبد العزيز، في فيلم «الجلسة السرية»، وبعدها مع المخرج عمر عبد العزيز، في فيلمَي «كراكيب» و«كلام في الممنوع».

قناعة شخصية
• قدمت أكثر من 350 عملاً فنياً.. فلماذا لم تلعب في منطقة البطولة المطلقة؟
لأنني أرى نفسي لاعب خط وسط، حيث إن الشخصية الصغيرة تحتاج إلى جُهد لإبراز الدور وتأثيره.

• قدمت دور «السفير الإسرائيلي» في فيلم «السفارة في العمارة» من بطولة النجم عادل إمام. كيف وافقت؟ علماً أن بعض الفنانين يخشون تقديم مثل هذه الأدوار؟
لدي قناعة شخصية بأن أقدم الأدوار التي تستهويني حتى لو كانت تحمل مغامرة شخصية لي؛ فعندما عرض علي الدور تخوفت واستشرت الفنان محمد هنيدي وقتها، فحذرني من المشاركة في الفيلم قائلاً لي: «الناس بتحبّك.. فمُمكن تكرهك». وقلت له إن «الدور هيعَلِّم مع الناس». وفي اليوم نفسه، تلقيت اتصالاً من المخرج سعيد حامد، الذي شجعني على تقديم الدور.

تجربة أشرف عبد الباقي.. إضحاك بلا نص
تجاوزت مسيرة الفنان لطفي لبيب المسرحية 24 عرضاً، وكونه صاحب خبرة سألناه عن تقييمه لتجربة زميله الفنان أشرف عبد الباقي المسرحية، مع فارق السن، فأجابنا: «تجربة أشرف أفرزت جيلاً جديداً من الشبان، وساعدهم على ذلك، إصرار أشرف على تقديم مشروعه وفكرته التي حارب من أجلها سنوات طويلة، لكن هذه التجربة لا تُعد مسرحاً بالمعنى الدارج أو المفهوم، فهي عبارة عن إضحاك بلا نص، لذلك لا أصنّفه مسرحاً، ولكنها تجربة مهمة أنعشت المسرح مرة أخرى، ونشكر أشرف عليها بالطبع.