«حملة فرعون»، عنوان الفيلم الذي يُعد حدثاً سينمائياً مهمّاً للسينما العربية، لمشاركة الملاكم والنجم العالمي «مايك تايسون» في بطولته، في أول مشاركة له في السينما المصرية، وقد رصد منتجه محمد السبكي ميزانية ضخمة غير مسبوقة تصل إلى نحو 100 مليون جنيه مصري، ومن المتوقع أن يُعرض الفيلم في «عيد الفطر» المقبل، في العديد من الدول العربية والأجنبية. وتكشف «زهرة الخليج» حصرياً التفاصيل الكاملة لـ«حملة فرعون»، والدور الذي صوّره تايسون على مدى أسبوع في مصر، وتفاصيل أخرى.

أجر تايسون
كثيرون تعاملوا مع خبر الاتفاق مع الملاكم الأميركي مايك تايسون (مالك تايسون، بطل العالم للوزن الثقيل للمحترفين الذي أعلن إسلامه)، على المشاركة في فيلم «حملة فرعون»، ;كونه مجرد شائعة وأحد أساليب الدعاية للفيلم، إلى أن فوجئ الجميع بوصوله إلى مصر للبدء بتصوير مشاهده، وقد بدأ المنتج محمد السبكي اتصالاته ومفاوضاته مع تايسون منذ عدة أشهر، حيث اختاره لتجسيد دور زعيم جماعة مسلحة تسيطر على إحدى القرى السورية، ويُثار في الكواليس أن تايسون حصل على أجر يبلغ مليون دولار، وهناك من يؤكد حصوله على مليوني دولار، إلا أن السبكي يرفض الكشف عن الأجر الحقيقي. وفور وصول تايسون إلى القاهرة، زار مع زوجته أهرامات الجيزة، وفي اليوم التالي بدأ بتصوير مشاهده في إحدى المناطق الطبيعية الريفية التي تتشابه إلى حد ما مع القرى السورية، لأن هذه المشاهد طبقاً لأحداث الفيلم تدور أحداثها في قرية سورية، وصوّر تايسون أغلب مشاهده مع النجمة السورية سوزان نجم الدين، التي تشارك في بطولة الفيلم بشخصية «جليلة» زعيمة الضيعة، والمغنية اللبنانية قمر التي تقدم دوراً صغيراً في الأحداث، كما صور مشاهد أخرى مع أبطال الفيلم.

مشاركة فان دام.. والرقابة
تضمنت مشاهد تايسون التي تنفرد «زهرة الخليج» بنشر صورها، احتجازه لأهالي وأطفال القرية السورية التي يسيطر عليها مع جماعته المسلحة، ومعارك ومواجهات عنيفة ودموية عديدة مع المشاركين في الفيلم، وانتهى تايسون من تصوير دوره في الفيلم خلال أسبوع واحد. وأكد لنا المنتج السبكي أن سيناريو الفيلم حصل بالتأكيد على موافقة الرقابة، وبناء على هذه الموافقة بدأ التصوير. وعن ما يتردد حول اتفاقه مع النجم جون كلود فان دام، ليكون ثاني نجم عالمي يشارك في الفيلم بعد تايسون، يُعلق لنا السبكي أن الأمر لم يُحسم بشكل نهائي، وفي حالة حسمه سيستغرق فان دام أياماً قليلة في تصوير دوره.

اكتساح وشعور بالندم
تردد في الكواليس أن المنتج السبكي استعان في «حملة فرعون» بالنجم العالمي تايسون، وحشد للفيلم إمكانات ضخمة، ليكتسح الأفلام التي ستُعرض هذا العام، ومنها: فيلم «كازابلانكا» بطولة أمير كرارة، «ترانيم إبليس» بطولة أحمد السقا، «كل سنة وأنت طيب» بطولة تامر حسني، «الكنز 2» بطولة محمد رمضان ومحمد سعد، «الممر» بطولة أحمد عز، «الفيل الأزرق 2» بطولة كريم عبد العزيز، وفيلم «لص بغداد» بطولة محمد عادل إمام. أيضاً لينتقم من الفنانين أمير كرارة وعمرو يوسف وآخرين، بعد أن رفضوا هذا الفيلم عندما عُرض عليهم في بداية التجهيز له، حيث لم يكن وقتها هناك تفكير في الاستعانة بمايك تايسون، وليجعل كل من اعتذر عن الفيلم يشعر بالندم الشديد.

انسحابات واعتذارات
حكاية «حملة فرعون» بدأت عقب عرض فيلم «حرب كرموز» العام الماضي، الذي أنتجه السبكي ومنح بطولته لأمير كرارة، في أول بطولة مطلقة له على شاشة السينما، وأخرجه بيتر ميمي، وحقق وقتها العمل نجاحاً وإيرادات ضخمة، فقرر السبكي إنتاج فيلم جديد لكرارة من إخراج بيتر ميمي بعنوان «حملة فرعون»، إلا أنه فوجئ برفض كرارة الفيلم، وتعاقده على فيلم آخر هو «كازابلانكا» مع المنتج وليد منصور، الأمر الذي أغضب السبكي. عقب ذلك انسحب المخرج بيتر ميمي من إخراج «حملة فرعون» وتعاقد على إخراج «كازابلانكا»، فاتفق السبكي مع الفنان عمرو يوسف على بطولة الفيلم، ومعه محمد ممدوح ومي عمر، وأسند الإخراج إلى محمد سامي، وأثناء التحضير لبدء التصوير اعتذر عمرو يوسف عن الفيلم، لتعاقده على تقديم الجزء الثاني من فيلمه «ولاد رزق»، كما اعتذر محمد ممدوح والمخرج محمد سامي وزوجته مي عمر، فاختار السبكي عمرو سعد للبطولة ومعه الفنانون: روبي، محمود عبد المغني، محمد لطفي، حمدي الميرغني، وبطلا كمال الأجسام رامي سبيعي المعروف باسم «بيج رامي»، وكرم جابر، وحورية فرغلي «ضيفة شرف»، وأسند الإخراج إلى رؤوف عبد العزيز، وسريعاً بدأ التصوير بين القاهرة ولبنان.

تنافس بين روبي والنجمة الإيطالية
يتضمن «حملة فرعون» مشاهد «أكشن» ومعارك وأحداثاً إنسانية وأخرى كوميدية. كما يشهد تنافساً في الأداء بين فنانتين، الأولى هي الفنانة الإيطالية مايا طلام (من أصل عربي تونسي)، تُجيد أكثر من لغة منها الإيطالية، الإنجليزية والعربية، وقدمت العديد من الأعمال الإيطالية، إلى أن شاركت في الدراما المصرية في مسلسل «السهام المارقة» بدور زوجة البطل. أما الثانية فهي الفنانة روبي، التي تجسّد شخصية مُقدمة عروض «أكروبات»، وتدور بينها وبين بطل العمل العديد من الأحداث في إطار تشويقي «أكشن». ومن أجل دورها تظهر روبي بشعر قصير تماماً.

اغتيالات مايك تايسون في «حملة فرعون»
فيلم «حملة فرعون» مأخوذ عن قصة الفيلم الياباني «الساموراي السبعة»، الذي قُدّم في منتصف خمسينات القرن الماضي، عن قصة مجموعة من القرويين البسطاء، يستعينون بسبعة من الساموراي لحمايتهم والتصدي لمن يهاجمون قريتهم، وحقق الفيلم نجاحاً ونال جوائز عدة. وتدور الأحداث حول شخصية يحيى الشهير بـ«فرعون» (يجسدها عمرو سعد)، الذي يُدير أكبر شبكة اغتيالات منظمة في مصر، ويتزوج من فتاة سورية (سوزان نجم الدين) ويُنجب منها ابناً، ويكتشف «فرعون» بعد قيام الحرب في سوريا أن زوجته التي هربت إلى وطنها مع ابنه من دون علمه، نتيجة عمله في البلطجة أثناء زواجهما، تم اختطافهما على يد «فرانك» (يقوم بدوره النجم مايك تايسون)، وهو يتاجر في البشر، ومع قيام الحرب يبني «فرانك» مستعمرة ويُطلق عليها «ضاحية فرانك» يحبس فيها الأسرى، وفي إحدى المرات يرى زوجة «فرعون» ويُعجب بها فيأخذها، ويفرّق بينها وبين ابنها ويؤكد لها أنه قتله، وعندما يعلم «فرعون» بذلك، يقرر أن يأخذ أصحابه للذهاب في مهمه لتحرير ابنه، وهم محمد لطفي، محمود عبد المغني، حمدي الميرغني، رامز أمير وروبي، ويضطر إلى التوجه إلى سوريا معهم لإنقاذ واستعادة حبيبته المحتجزة هي وأفراد هذه القرية، فيواجه هو ومن معه أحداثاً مُثيرة ودامية أثناء المهمة التي تبدو مستحيلة، ويتجه إلى «ضاحية فرانك»، ويعرف أن ابنه قُتل على يد «فرانك»، لكن أثناء عودته بعد انتصاره يجد طفلاً لا يعرفه، وأثناء حديثهما يكتشف أن الطفل يردّد مقولة كان يمزح بها معه عندما كان صغيراً، ويتأكد من أنه ابنه.