جرت العادة في الماضي، أن تكون هذه الحصة الدراسية هي المساحة التي يجوز إلغاؤها أو استبدالها بدرس آخر في المدرسة، على الرغم من أنها إحدى أكثر مساحات اليوم الدراسي متعة بالنسبة إلينا كطلبة آنذاك، هل عرفتموها؟ هي مرتبطة بالقول الشائع (العقل السليم في الجسم السليم) الذي كان يكرره أهلنا ومدرسونا على مسامعنا كل يوم.
هي حصة الألعاب (الرياضة) وما ذكّرني بها هو أن الأمم المتحدة تحتفل في 6 إبريل من كل عام بـ(اليوم الدولي للرياضة من أجل التنمية والسلام)، ولكن قد يتبادر للأذهان: ما علاقة الرياضة بالتنمية والسلام؟ وتأتي الإجابة من أثرها في حياتنا، فمن يواظب على روتين رياضي نشيط، تكون حياته أكثر سعادة وإنتاجية، مقارنة مع غيره. وعلى المستوى المجتمعي والإنساني تذوب أي حواجز وفوارق وتسود روح الفريق وتُولَد روابط وعلاقات جديدة وغيرها العديد من الفوائد.
على الرغم من أنني لا أحب أن أثقل سطوري بتعداد نقاط أو نحوه، إلا أنه هذه المرة وجدت أهمية كبرى لأورد تعريف منظمة الأمم المتحدة لأثر الرياضة في التنمية والسلام الذي يمتد ليشمل: التنمية الفردية، تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض، وتعزيز المساواة بين الجنسين، والتكامل الاجتماعي، وتنمية رأس المال الاجتماعي، وبناء السلام، ومنع النزاعات وحلها، والإغاثة بعد الكوارث، والصدمات، وتطبيع الحياة، والنمو الاقتصادي، والتواصل، والتعبئة الاجتماعية.
تمر هذه المناسبة العالمية، وقد احتفلنا مؤخراً بأجمل صور التسامح والتنمية، وهي النسخة الأكبر في تاريخ العالم من الأولمبياد الخاص، الذي احتضن أكثر من 7500 رياضي من أصحاب الهمم من 192 دولة حول العالم، وكان لوحة تسامح رياضية عالمية بأجمل صورها.
فعلى الرغم من بساطة الصورة التي قد يرسمها الإنسان للرياضة في حياته، وتجعله يتجاهلها أحياناً بحجة الانشغال، إلا أن أثرها الذي أوردته يجعل (الرياضة حياة) ليس للأفراد فحسب، بل للدول والعالم، ولأن نواة كل مجتمع الأسرة، ولاحتفالنا بعام التسامح، وجدت هذا اليوم العالمي للرياضة فرصة لاقتراح مبادرة تنطلق من كل بيت، وهي تعزيز التسامح بجعل حياتنا قائمة على الرياضة لتكون (الرياضة تسامحاً)، ولا يهم شكل الرياضة الذي تختارونه، ولكن أن نبدأ ونجعلها طقساً اجتماعياً مستداماً وتنموياً.