• يقولون: «لا تجري جَري الوحوش.. غير رزقك لن تَحُوش».. لكن العديد من نجوم الغناء في عالمنا العربي لا يعون هذا، متناسين أنهم بشر ومعرضون للمرض.. صحيح أن «الرزق يحب الخفية».. والدولارات شكلها مغرٍ، لكن النتيجة بعد ذلك أن أصالة نصري فور انتهاء حفل لها في السعودية، من السفر والإجهاد مرضت في الكويت، وغاب صوتها قبيل حفلها في «فبراير الكويت» الأخير. ونوال الكويتية إثر حفليها في الكويت واختتام برنامج «الميدان» في دبي، تعرضت لوعكة فرضت عليها الاعتذار عن حفلها في مدينة الأحساء السعودية مع رابح صقر، وحفل آخر في الرياض يجمعها مع ماجد المهندس، أيضاً قبل فترة، وإثر بروفات وإجهاد، دخل عبد الله الرويشد المستشفى في مدينة الدمام معتذراً عن حفله مع المهندس. والأسبوع الماضي أحيا عمرو دياب حفلاً جماهيرياً ضخماً في (مدينة الإعلام) في دبي، حضره (8000 متفرج)، بعده بساعتين أحيا وفي ساعة متأخرة من الليل، حفلاً خاصاً لإحدى العائلات السورية، شاركه فيه المطرب حسين الديك، وعمرو الذي كان قبل سنوات متوازناً في عدد حفلاته، وقع عدداً كبيراً من الحفلات في السعودية، وبعد حفله في الدمام قبل أسبوعين، يغني في جدة. باختصار، بعد سنوات وسنوات، لا يزال المطربون العرب يلهثون، سفراً وغناء ودولارات، اللَّهُمَّ لا حسد، لكن «إذا فات الفوت.. لا ينفع الصوت».. اللَّهُمَّ إنّي بَلّغت.

• حوّل الكثير من الفنانين أمر الطلاق إلى «لعبة» وربما «مسخرة».. فهم لم يكتفوا بالزواج والطلاق بشراهة على صعيد حياتهم الخاصة، حتى إن حالات طلاق كثيرة صدمتنا مؤخراً؛ لأنها كثيراً ما تلت «عقد القران» وسبقت حفل الزفاف، لكن الموضة حالياً هي «دغدغة» مشاعر الجمهور بخبرياتهم العاطفية، ليبقوا حديث المجالس، فها هي كارول سماحة تطلق أغنية «مطلقة»، ليظن كثيرون أنها غنتها جراء انفصالها عن زوجها، وبعد أن كبرت الشائعة أطلت لتنفي الخبرية وتدعم الأغنية. وكذلك نجوى كرم في برنامج المذيع هشام الهويش، تتحدث عاطفياً عن حبها لصديق، لينشغل الناس بزواجها، ثم تطل مع المذيع صبحي عطري، وتنفي قائلة: «كنت مع هشام أمزح.. ومش كل قصة أحكيها تأخذوها جدّ». والخلاصة، علّمني معظم أهل الفن ألا أسألهم لمَ كذبتهم، لأنهم حتماً سيُجيبونني بكذبة أخرى.

• ودعنا قبل فترة نجمين، أشغلتني الحياة عن تقديم واجب العزاء في رحيلهما، هما الممثل المصري سعيد عبد الغني، والمطرب البحريني إبراهيم بحر، اللذين كنت أحترم ما يقدمانه، وأطرب لما يقولانه. وفي سياق الوداع، تحضرني هذه القصة: «يحكى أن ملكاً قال لمن حوله وهو على فراش الموت.. وصيتي الأولى: ألا يحمل نعشي عند الدفن إلا أطبائي. ووصيتي الثانية: أن يُنثر على طريقي من مكان موتي حتى المقبرة قطع الذهب والفضة والألماس التي جمعتها طيلة حياتي.. ووصيتي الأخيرة، حين ترفعونني عن النعش أخرجوا يديّ من الكفن، وأبقوهما معلقتين نحو الخارج، وهما مفتوحان. وهنا أكد له نائبه أن ما أمر به سيُنفّذ، لكنه تمنى من الملك أن يخبره المغزى من الأمنيات الثلاث.. فأجابه الملك: أريد أن أعطي العالم درساً لم أفقهه إلى الآن. فبخصوص الوصية الأولى، أردت أن يعرف الناس أن الموت إذا حضر، لم ينفع في رده حتى الأطباء الذين نهرع إليهم. وأن الصحة والعمر ثروة لا يمنحهما أحد من البشر. أما الوصية الثانية، فحتى يعلم الناس أن كل وقت قضيناه في جمع المال ليس إلا هباء منثوراً ولن نأخذه معنا. أما الوصية الثالثة، فليعلم الناس أننا أتينا إلى هذه الدنيا فارغي الأيدي، وسنخرج منها فارغي الأيدي».. فهل أستفيد ومعي أهل الفن وعامة الناس من هذه الوصايا؟