تؤكد مدرّبة رياضة «اليوجا»، المتخصصة في (علم النظام الغذائي المعتمد على النبات الكامل)، خديجة محيسن الدجاني، أن هذا النظام الغذائي يعتبر وقاية وعلاجاً سينظم ويقضي على الأمراض المؤدية والمسببة للوفاة بشكل مباشر. ويتلخّص النظام الغذائي المعتمد على النباتات الكاملة والمختلف عن النظام النباتي (الخضري)، في تناول قطعة النبات كاملة من مصدرها الطبيعي. ويشمل الفاكهة، الخضراوات، المكسرات، البذور، البقوليات، الحبوب الكاملة وغيرها من الخيارات الكثيرة الملونة والمتنوعة. وتحذّر من أي مُنتج مُصنّع مكتوب عليه «مناسب للنباتيّين»، إذ إنه يحتوي على مركبات كيميائية والكثير من الأملاح والسكريات المكررة، وستُثبت الدراسات بعد عقود عدة أن هذا النظام المعروف بالـ(Vegan)، لا يعطي مُتّبعيه أي فوائد وفائدته فقط للبيئة والحيوانات.

• ما أبرز محطاتك في مجال التوعية بالصحة الجسدية والروحية والعقلية؟
عملت بعد تخرّجي في أماكن عديدة، حتى حصلت عام 2015 على رخصة في تعليم «اليوجا» للفائدة الشخصية، لكنني وجدت نفسي ألتزم بإعطاء دروس منتظمة في أماكن عدة. وبعد دراستي «علم التغذية» المعتمد على النبات الكامل، وحصولي على شهادة دولية مُعتمَدة من مركز Centre for Nutrition Studies في جامعة Cornel، أنشأت مُدوّنة تحت اسم adventures of the soul، لاقت رواجاً ومتابعة من أعداد كبيرة لم أكن أتوقعها، أكتب فيها موضوعات حول مفهوم الصحة بأنواعها كافة، وكيف نعيش حياتنا بلياقة جسدية وروحية وعقلية، وأشرح عن النظام الغذائي المعتمد على النبات الكامل، وكيفية تطبيقه وفوائده.

• كيف تُكمل «اليوجا» تحقيق هدف الصحة بمفهومها الواسع، مع مشروعك عن التوعية بالتغذية المعتمدة على النبات؟
تُعتبر رياضة «اليوجا» من أهم الرياضات للجنسين، للجسم والروح والعقل، ولا يُشترط عمر مُحدد لممارستها، وفوائدها كثيرة، إذ تقوم بطرد السموم من الجسم، مما يجعل الجسم في حالة أعلى من النشاط والحيوية، وتُكسبه المرونة والقوة، وتؤخر ظهور علامات تقدم العمر والشيخوخة، وتخفض ضغط الدم، وتجعل عدد نبضات القلب أقل، ويصير التنفس أكثر كفاءة، وتقلل التوتر، وتكبح الشهية في تناول الأطعمة الضارة، كما تُحسّن عمل الذاكرة؛ مما يمنع الإصابة بمرض «ألزهايمر»، وتقلل الميل إلى العدوانية، وتحمي من الاكتئاب.

تغذية معتمدة على النبات

• كيف تُعرّفين للشخص غير المتخصص، كيفيّة التغذية المعتمدة على النباتات؟
هناك فرق كبير.. فالذي أدعو له وأعمل على توعية الناس به، يتمثل في التغذية المعتمدة على الطعام بشكله الطبيعي whole plant based nutrition، ويهدف هذا النظام إلى الحفاظ على صحة الإنسان، وحمايته من أضرار الأطعمة المكررة أو المصنّعة حتى لو كان مصدرها النبات، في هذا النظام نتناول الفاكهة وليس عصيرها، ممنوع الدقيق الأبيض وحتى الأسمر، بمعنى أن يكون الطعام، ذو المصدر النباتي عندما يصل إلى المائدة، مَرّ بمرحلة أو اثنتين على الأكثر، عند الحصول عليه من الأرض.
بينما يعتمد النظام الغذائي النباتي أو الخضري (vegan) على الأطعمة ذات المصدر النباتي، بغض النظر عن معالجتها مخبريّاً أو مصنعيّاً، فيتناول هؤلاء الأشخاص، ونسمّيهم (vegetarian)، السكر المكرّر على سبيل المثال، ويتناول شبه النباتيين البيض والحليب وهما من مصدر حيواني، والهدف يكون في الحفاظ على البيئة، أو الرفق بالحيوانات وحمايتها من الانقراض، وربما لأسباب عقائدية ودينية.

المناطق الزرقاء

• هل هذا يعني التسليم بأن المعتمدين على النباتات في غذائهم، أكثر صحة وأطول عمراً وأقل إصابة بالأمراض؟
من دون شك، والدليل هو الذي يُسمّى بالمناطق الزرقاء (blue zones)، وهي خمس مناطق تم تحديدها على أساس خصائص ساكنيها، وتتميز بمعدل أعمار يفوق الطبيعي، وهي القرى الجبلية التابعة لمقاطعة نورو في سردينيا، جزيرة إيكاريا اليونانية في شمال شرق بحر إيجه، جزيرة أوكيناوا اليابانية، شبه جزيرة نيكويا، كوستاريكا، ومدينة لوما ليندا الأميركية في كاليفورنيا. وتشترك هذه المناطق في كونها مناطق مشمسة وجيدة التهوية، وفي اعتمادها نُظماً غذائية تعتمد على النباتات، فسلوكنا الغذائي العادي والخالي تماماً من الاعتماد على النبات يدمّر أجسامنا ويؤذي توازنها.

• كيف يمكن أن تلخّصي أهم الفوائد التي تعود على متّبع هذا النظام؟
النباتات لا تمد الجسم بالنشاط فقط، بل تزوّده بالكثير من الطاقة النظيفة التي يحتاج إليها، وتوفر للجسم ما يلزمه، ليقوم بوظائفه بشكل متوازن. فهي لا تحتوي على أي دهون مشبعة ضارّة، أو على «الكازين» أو «الكوليسترول». وقد أثبتت أحدث دراسة للدكتور مايكل جريجر، أحد أهم الباحثين في هذا العلم، أن النظام الغذائي النباتي يوفّر مستويات أعلى من المغذيات للجسم، مثل الألياف وكثير من الفيتامينات.

«تجارب مُثيرة عن الروح»
تعمل مدربة «اليوجا» المتخصصة في «علم النظام الغذائي» خديجة الدجاني، على مشروع مصور تحت عنوان «تجارب مثيرة عن الروح»، هو عبارة عن مجموعة من الحلقات الحوارية مع أشخاص مُلهمين، لديهم تجربة تخطّي أمراض صعبة، أو نجاحات في ظروف تبدو مستحيلة، ستُنشر تباعاً عبر موقع «اليوتيوب». وتضيف الدجاني مختتمة: «من الشخصيات التي حاورتها دينا الحسيني، وهي سيدة أصيبت بمرض (التهاب المفاصل الروماتويدي)، الذي يصيب الجهاز المناعي فيُهاجم المفاصل ويدمرها، ومع تطوره يؤدي بصاحبه إلى الإعاقة الحركية الدائمة. تحكي الحسيني عن تجربتها منذ أن وصف لها الأطباء أدوية كتلك التي تُصرف لمرضى السرطان، مُروراً باتّباع النظام الغذائي المعتمد على النبات الكامل، حتى شُفيت تماماً، وتعيش حالياً حياتها الطبيعية؛ فتُمارس الرياضة، وتتبنّى حملة توعوية للتعريف بهذا النظام وفوائده في تقوية الجسم، وزيادة مناعته ومقاومته للأمراض والشفاء منها».