رجوى الخالدي شاعرة سعودية، لها حضورها الأدبي في ميادين الشعر وأمسياته. صدر لها ديوان شعري بعنوان «أحاسيس أوامر»، وكانت توقع على أشعارها في الصحف والمجلات المتخصصة بلقب «أوامر»، خوفاً من نظرة المجتمع والقبيلة إليها..

في زيارتها الأخيرة لدولة الإمارات، التقيناها وتحدثنا عن الشعر والمجتمع وأشياء أخرى.

• يشهد المجتمع السعودي حركة انفتاح متزايدة، لا سيما تجاه تمكين المرأة، فما توقعاتك لاستفادة الحركة الشعرية من هذا الانفتاح؟
أتوقع اكتشاف مزيد من المواهب الشعرية الصغيرة، وتبنيها في فترة مبكرة، فقد مارست كتابة الشعر لسنوات طويلة باسم مستعار، وكنت أراسل المجلات والصحف في دولة الكويت باسم «أوامر»، ولم أكشف عن هويتي على الرغم من انتشار قصائدي، خوفاً من هجوم القبيلة التي أنتمي إليها، وحتى اليوم الذي قررت فيه الظهور والتعريف بنفسي لم أحظَ بأي موافقة أو تشجيع، ولكن اليوم بات ظهور المرأة السعودية في الصحف والفضائيات، أمراً مقبولاً في القطاعات المختلفة، ولا بد أن تتغير نظرة المجتمع للشاعرة، وأن يعترف بقدرتها الفائقة على سرد تجاربها الحياتية في شكل أبيات شعرية غنية بالحِكَم والمشاعر والأحاسيس.

• هل لهذه المعاناة دور في صنع إبداعك الشعري؟
دمعتي قريبة لأن قصائدي تفصح عن تجارب أغلبها كانت قاسية، والسعيدة منها تلمس وجداني وتثير شجني، وما واجهته في حياتي زاد من حماسي، وتمسكي الشديد بالكتابة، وتحقيق مرادي بأن أصبح شاعرة متفردة، ذات أسلوب سهل ممتنع، كما وصفني كثيرون من قراء شعري، فالعادات والتقاليد السلبية تحبط الشخص الضعيف أو المتردد، وقد تجاوزت مرحلة كتابة الشعر وإتلافه، خوفاً من أن يقرأه أحد من أفراد عائلتي، وتخلصت من تلك المخاوف وأصبح لدي استقلال بذاتي، وبت أكثر راحة، مما جعل إنتاجي أكبر من ذي قبل، وزاد انتشاري عبر وسائل الإعلام المختلفة، ووسائل المنع والخوف اختفت، ولا يوجد شيء أقسى وأسوأ من شعور الخوف الذي يؤثر في المبدع والشاعر.

• لماذا لا يوجد انتشار لقصائدك عبر المنصات الرقمية، ومواقع التواصل الاجتماعي؟
لم أنسجم مع أسلوب وآلية عمل وسائل التواصل الاجتماعي، وأكتفي بالاحتفاظ بالمقابلات التلفزيونية، وجلسات الشعر على منصة «يوتيوب»، ولي الكثير من الأشعار التي يسهل الوصول إليها من خلال محرك البحث «غوغل». وفي ذهني خطط مستقبلية للانتشار، عبر طبع مزيد من الدواوين الشعرية، وربما أكرر مشاركتي في إحدى المسابقات الشعرية، التي تنصف المتسابقين.

• تترددين إلى دولة الإمارات خلال السنوات الأخيرة، هل هي زيارات عمل أم سياحة؟
أحب دولة الإمارات، المتطورة، المتقدمة، وهي صورة عظيمة ومشرفة لمنطقة الخليج بأكملها. وتعتبر إحدى محطات انطلاقي في عالم الشعر، حيث تشرفت بطباعة صاحب السمو الشيح الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، لديواني «أحاسيس أوامر» على نفقته الخاصة، ما ساعدني بشكل كبير في مسيرتي الشعرية وعرفني أكثر بالمجتمع الإماراتي.

• لك آراء في مسألة تحول الشعر إلى سلعة، فكيف تنظرين إلى فكرة تجارة الشعر بشكل عام؟
لست ضد بيع الشعر أو كتابة الشعر الغنائي، فقد عرض عليّ الأمر لمرات عديدة، ولكن أشعاري تعبر عن العديد من الحالات والتجارب التي مررت بها، ولم أقتنع بالأمر. منذ بدايات ممارستي لهواية كتابة الشعر في الـ14 من عمري حتى اليوم، لا أهتم بفكرة المتاجرة وبيع أشعاري فالشعر ليس سلعة تباع، وأرفض استغلال المواقف، فالمتاجرة ساعدت على انتشار «المستشعرين» على حساب الشعراء الحقيقيين.