شكلت شركة ديزني العريقة، بألعابها وحديقتها الترفيهية وبرامجها وأفلامها شيئاً أقرب للخيال والحلم، كونها ركزت على ثقافة الطفل، خصوصاً الأفلام الكلاسيكية التي أوصلت للعالم جزءاً كبيراً من الثقافة البصرية والموسيقية والقيم الجمالية للطفل على مدى أجيال.

وأفلام الطفل تكون عادةً موجهة بلغة السلام والتسامح والمحبة والقيم بعيداً عن وضع أي سم فيها.. ولكن هل لأفلام ديزني تأثير خطير على الأطفال؟

وجد عدد من الخبراء أن بعض أفلام ديزني الكلاسيكية الشهيرة تشكل خطورةً على عقلية الأطفال، لا سيما فيلما "علاء الدين، وبيوتي أند ذا بيست" اللذين وجهت إليهما انتقادات بالعنصرية والخطورة.

وبحسب صحيفة "ميرور" البريطانية، انتقد الخبراء تلك الأفلام التي نشأنا عليها مثل Sleeping Beauty  وLion King، معتبرين أنها قد تكون ضارة ومؤذية بنفسية أطفالنا وأنها تنشر العنصرية والإساءة وترسخ أفكاراً نمطية عن أشكال الناس في عقول الأطفال.

واعتبرت الدكتورة فيكتوريا كان، أستاذة العلوم الإنسانية بجامعة إيست أنجليا، أن فيلم "الجميلة والوحش" هو أحد أكثر الأفلام خطورة في تاريخ ديزني كونه يقدم حالة من حالات متلازمة ستوكهولم من خلال الوحش الذي يشعر بالغضب الدائم والرغبة بالأفعال العدوانية.

واعتبرت الدكتورة كان، أن المحتوى العنصري يشكِّل جزءاً من تاريخ شركة ديزني، إضافة إلى مشكلة أخرى تسير جنباً إلى جنب مع فخاخ العنصرية وهي النساء في الأفلام، وقالت: "الأميرات والمحاربات، والأمهات والساحرات والجنيات، كلهن موجودات في الأفلام، ولكن أين النساء الحقيقيات؟".

وأضافت كان: "الفيلم يرسخ صورة المرأة التي تظل صبورة لأطول فترة ممكنة، بغية إرضاء شريكها الغاضب والعنيف، وفي النهاية نجد أن الوحش الغاضب يتحول إلى رجل أشقر وسيم ليعيش مع البطلة حياة هانئة وسعيدة".

كما تناولت الدكتورة فكتوريا فيلم "علاء الدين" الذي انتج عام 1992 مشيرةً إلى أنه "عنصري"، مبينة أن جميع الشخصيات "الجيدة" في الفيلم، بما في ذلك علاء الدين لها بشرة فاتحة، في حين أن الأشرار لديهم بشرة داكنة، مضيفة أن هذا النهج نفسه يظهر في فيلم "الأسد الملك" إذ يظهر الشرير بندبة أغمق بكثير من بقية الشخصيات.

وعلى جانب آخر، تعتقد الدكتورة لورا كوفي غلوفر من جامعة نوتنغهام ترينت، أن شخصية "سنو وايت" تخلق توقعات غير واقعية للفتيات الصغيرات، وأن الفيلم يصور النساء كشخصيات لا حول لهن ولا قوة وعليهن أن تنتظرن قدوم رجل الأحلام لينتشلهن وينقذهن من الوحل.

كما اعتبرت الدكتورة لورا أن فيلم الجميلة النائمة  يعزز مفهوم "فقدان الشهية" كون البطلة تمتلك قواماً نحيلاً وخصراً رفيعاً، الأمر الذي قد ترى فيه الفتيات مبرراً لاتباع رجيم قاصٍ ليحصلن على نفس جسمها.

وأضافت الدكتورة أن فيلم "سنو وايت" يشترك مع فيلم الجميلة النائمة بالترويج لقضية خطيرة أيضاً وهي خضوع المرأة التام والتطبيع مع فكرة استباحة الرجل لجسدها بغض النظر عن رضاها، لأن كلا الفيلمين يظهران تقبيل البطلة من رجل وهي نائمة مع الإشارة إلى أن هذه القبلة هي التي تنقذ حياتها.

وفي نهاية التقرير، امتدح الخبراء أفلام ديزني الجديدة مثل Frozen، الذي يعرض مواضيع أكثر حداثة بما في ذلك الصداقة والولاء العائلي والحركة النسائية.