تقود أم ياسر التي ارتدت نقاباً وعباءة سوداء سيدات يمارسن رياضة السير في الطبيعة عبر دروب وعرة وسط جبال جنوب شبه جزيرة سيناء المصرية، في مشهد غير مسبوق وغير معتاد بالنسبة للمجتمع البدوي المحافظ.
ووافقت قبيلة حمادة التي ينحدر افرادها من قبائل البدو الرحل في نهاية مارس على أن تعمل سيداتها كمرشدات للدروب الجبلية. وهي مجموعة البدو الوحيدة من سكان هذه المنطقة التي تفعل ذلك.
وكانت أم ياسر ذات السبعة وأربعين عاماً رائدة في هذا المجال، وانضمت ثلاث سيدات أخريات رفضن الافصاح عن هويتهن، أخيراً إلى "درب سيناء"، وهي جمعية تعاونية تنظم رحلات سيراً على الأقدام في الجبال وتأخذ كذلك على عاتقها صيانة وإصلاح الطرق في محافظة جنوب سيناء، وتعمل على جذب هواة هذا النوع من الرياضة السياحية.
في وادي صحو، وهي قرية شيدت مبانيها من الطوب الحجري وألواح الصفيح المموجة، يراهن البدو على عودة السياحة، بعد سنوات من الاضطرابات أعقبت ثورة 2011.
وتقول أم ياسر وهي تسير في الرمال وسط الحجارة مرتدية حذاء رياضياً خفيفاً محلي الصنع بينما تتفادى الصخور بمرونة: "السيدات في هذه القرية ليس لديهن عمل، إنه العمل الوحيد المتاح". وتضيف: "أتمنى أن يكون هناك مزيد من السياح بانتظام حتى يصبح لدينا دخل دائم".