يُعد الدكتور منصور العور، أول عربي يتبوّأ منصب «رئيس مجلس أمناء معهد اليونسكو لتقنيات المعلومات في التعليم»، فهو مؤسس «جامعة حمدان محمد الذكية» في عام 2002، أول جامعة تُدرّس علوم المستقبل في الإمارات، والوحيدة في منطقة الشرق الأوسط. والعور الذي كان قد أنشأ قسم إدارة الجودة في «شرطة دبي» عام 1998، له رؤيته الخاصة في «التعليم الذكي» وآفاقه ومستقبله، ويعتبره فرصة تعليمية لجميع أفراد المجتمع من عمر السابعة إلى عمر الـ99.

• بماذا تتميز «جامعة حمدان بن محمد الذكية»؟ وبماذا تختلف عن الجامعات التقليدية؟
هي نمط جديد من الجامعات التي تحمل رؤية المستقبل، فهي توفر فرصاً تعليمية لجميع أفراد المجتمع من عمر السابعة إلى الـ99، أي أن الجد وأحفاد الأحفاد يمكن أن ينضموا إليها معاً، ويجد كل منهم ما يتعلمه ويُرضي طموحه. كما تعتمد الجامعة نمطاً فريداً من التعليم يوفر متطلبات من يسعى إلى التعلم مدى الحياة، الذي هو صفة لصيقة بـ«التعلم الذكي والإلكتروني». وبالنسبة إلى الشهادات الأكاديمية، يتشابه نظام الجامعة مع شروط ومتطلبات أي جامعة أخرى، إنما خارج هذا الإطار، إذا رغب أي شخص في أن يشارك في دورة تدريبية أو مُحاضرة عامة أو مؤتمر علمي، فلا تُطلب منه شهادة أكاديمية.

• هل هناك أنماط لهذا النموذج التعليمي؟
يشبه النموذج التعليمي في «جامعة حمدان» الهرَم الذي يشكل العمود الفقري للجامعة ويقوم على أنماط أربعة. الصنف الأول: هو الدارس غير المنتظم (من دولة الإمارات أو من أي دولة من العالم)، الذي يشارك في محاضرة أو دورة تدريبية أو مؤتمر علمي. وهناك النمط الثاني: الدارس الملتزم الذي يريد أن يحصل على شهادة مهنية أو يتطور في مهنته أو وظيفته، والنمط الثالث: هو الدراسة الأكاديمية المنتظمة التقليدية، أما قمّة الهرَم: فهم أصحاب القرار والمسؤولون من رئيس قسم وما فوق، ونسمّي هذا النمط الدارس المستمر.

جذب العقول
• ما عناصر «التعليم الذكي» التي يمكن أن توفرها الجامعات الذكية؟
يستطيع نمط «التعليم الذكي» الذي نتّبعه أن يؤثر في المجتمع بأكمله، لا في فئة محددة أو نخبة داخل المجتمع وحسب. إذ تعتمد الجامعات الذكية على العقول الموجودة في العالم، والتخصص المطلوب والفئة العمرية التي نريدها، وهي لا تنحصر بالعرب أو الموجودين في دولة الإمارات فقط، وهدفنا أن يحصل الطلاب على مستوى تعليمي منافس عالمياً. أما كيف نستطيع أن نجذب هذه العقول؟ فبرؤيتنا وعملنا وإنتاجنا، وهي عوامل جذب لأي عالم أو إنسان ممارس للتعليم، بالتالي نكون حريصين على حفاظ هذا العقل الذي انجذب إلينا بحكم محتوانا، باعتماد نظرة إدارية تقوم على نمط جديد والتواصل في الفضاء الرّحب.

• ما عامل الجذب الخاص بكم كجامعة ذكية؟
عامل الجذب الذي نُعرف به، هو نمط جديد في التعليم والتفرد منذ 17 عاماً، يركز على شخص الإنسان وعدم اعتباره كمجموع، ونحرص في الوقت عينه على ضمان جودة الناتج من الجامعات، لمواجهة التخوف في العالم العربي من «التعلم الذكي والإلكتروني»، وتشبيهه بأنه «دّكان» يبيع شهادات.

استراتيجية
• هل تعتمدون مناهج تعليمية مشابهة لجامعات ذكية أخرى موجودة في العالم؟
بعض تخصصاتنا ليس لها مثيل، أقلّه في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط. قد يكون النموذج موجوداً ولكننا صغنا برنامجنا بأسلوب لا شبيه له. والمثال على ذلك، الماجستير في التميز المؤسَّسي الذي أطلقناه في عام 2005، والماجستير في إدارة التغيير والابتكار الذي تبنّته الدولة في عام 2014، وكنّا بدأناه بعام 2006. وكل هذا يشير إلى أنه كان لدينا نظرة للمستقبل، وأسّسنا برامجنا الأكاديمية التي تبني الكفاءات والقُدرات في العالم العربي بشكل عام.

• ما هو نظام «الملف التعليمي الذكي» الذي تطبّقه الجامعة؟
الملف هو هوية الطالب في الجامعة. اعتاد الطالب أن يكون له بطاقة جامعية يحصل عليها عند التسجيل، وقد استبدلناها بملف يكون عنوان الطالب وسيرته الذاتية، وأنشطته ومشاركاته الاجتماعية، وخبراته وإنجازاته العملية السابقة والحاضرة والمستقبلية.

• هل «التعليم الذكي» أصبح ثقافة مُعمّمة في المجتمع العربي؟
لا شك في أن الناس بدأت تتقبّله أكثر من ذي قبل، وقد أصبح استراتيجية في دولة الإمارات، والجامعات مطالبة بأن تُسرع الخطى نحوه. ونحن نعتمد على الإعلام في أن يتبنّى هذا الموضوع كنهج ليُثيره فيتثقف الناس. غايتنا تتمثل في أن نكون (هارفرد، أوكسفورد أو كمبريدج الخليج)، وقد بتنا رقماً صعباً والمستقبل أمامنا.

لاعب رئيسي
• ماذا تهدفون من وراء إقامة «مؤتمر إبداعات عربية السنوي»؟
يعكس هذا المؤتمر الذي انعقد في دورته الـ12 نهاية شهر فبراير الفائت، التزام الجامعة بتطوير ومشاركة الأبحاث وأفضل الممارسات وقصص النجاح، وفرصة لجميع الطلبة المُلزَمين بحضوره، لتحفيز البحوث والتطوير الذاتي. كما أطلقنا نادياً يضع الإمارات بين اللاعبين الرئيسيين الـ10 على مستوى العالم في «التعليم الذكي»، وهي خطوة كبيرة نشكل من خلالها التعليم الذكي في المستقبل، تخوّلنا بأن نُقيّم الآخرين الذين ينضمّون مستقبلاً إلى هذا المجال.

• ماذا استطعت أن تحقق من خلال ترّأسك مجلس أمناء «معهد اليونسكو لتقنية التعليم»؟
استطعت عبر وجودي في «الأونيسكو» وضع «جامعة حمدان بن محمد الذكية» في مصاف الجامعات المرموقة في العالم، باعتبار أن أساليب التعلم والمبادرات والأنماط الجديدة التي ننتهجها، تتقدم على دول كثيرة لا تزال محافظة، وإن كانت تدّعي اعتماد «التعليم الذكي».

راية «التعليم الذكي»
يؤكد الدكتور منصور العور، أن حمل الجامعة رايـة «التعليم الذكي»، يؤشر إلى صوابيّة المشروع الذي انطلق منذ 17 عاماً، بهدف أن تكون جامعات دولة الإمارات كلها ذكية بحلول عام 2030، مضيفاً: «هو أمر نفتخر به لأننا روّاده الذين انطلقوا بالمشروع. وبالطبع، كنا على قدر التحدي؛ بسبب الدعم المعنوي الكبير لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي (رعاه الله)، أيام تكوين الجامعة، الذي أشار علينا بالمرور عبر هذا النظام».