ما كان يفترض أن يكون سهرة حب جميلة، كما كل العشاق الذين يلتقون في سرية المخمل، أصبح تراجيدية حارقة، تحولت إلى أسطورة حقيقية. كان دودي الفايد شاباً حيوياً، منحته الدنيا كل ما اشتهاه. فهو ابن الكاتبة السعودية التنويرية سميرة خاشقجي، وحفيد عدنان خاشقجي، تاجر الأسلحة الملياردير. اختار دودي مهنة الإنتاج السينمائي، فمول أفلاماً تجارية ومسلسلات كثيرة. ينام على إمبراطورية مالية كبيرة صنعها والده الملياردير محمد الفايد، أسس من خلالها شبكة علاقات وصلت حتى قصر ويندسور الملكي، في لندن.
من جهتها، كانت ليدي ديانا جميلة جداً، أميرة خرجت من حلم. بعد خيانات متكررة من زوجها تشارلز، قررت الطلاق منه، لتدخل في علاقة مع الجراح الباكستاني العالمي، حسنت خان، وكانت تريدها استثنائية، لدرجة أنها كانت مستعدة أن تترك كل شيء، من أجله، بما في ذلك دينها، واعتناق الإسلام، لكن العنصرية الاجتماعية منعتها من أن تتطور. فقد تعب الجراح من حياة لم يكن مستعداً لها. استطاع دودي، بكل ما يملك من حب، أن يخرجها من دائرة الخيبة والعزلة، ويمنحها الحب الذي تستحقه. تفرغ لها كلياً. في فترة وجيزة من علاقتهما، استعادت ديانا سعادتها وحياتها. كان دودي يعرف أن علاقاتها الكثيرة بحثاً عن الحلم الضائع، ستجبره على العطاء أكثر لامتلاك قلبها. فقد ارتبطت ديانا بحارسها الخاص باري مناكي، الذي جعلها تفكر في ترك كل شيء والسير وراء جنونها. وعندما اكتشفت العائلة الملكية هذه العلاقة السرية، طردت باري من القصر، لكنه ظل على علاقة سرية بديانا إلى يوم وجد مقتولاً. أثبت التحقيق السريع أن الموت جاء نتيجة حادث وليس جريمة. لكن ديانا ظلت مقتنعة بأنه قتل وبأمر داخلي: الدم الملكي ونقاء السلالة خط أحمر. أحبت بعده جيمس هيويت، أستاذها في رياضة ركوب الخيل التي كانت تحبها، عاشت معه أربع سنوات مجنونة، كتب سيرته معها: الأميرة العاشقة، حكى فيها مغامرته العشقية مع ديانا، وتحول الكتاب بسرعة برقية إلى «بيست سيلر» ربح صاحبه من ورائه 25 مليون ليفر ستيرلنغ. علاقات أخرى حُكيت عنها، لا ندري مدى جديتها، مع رجل المال فيليب دون، ودافيد كير، صاحب غاليري فنون، ويل كارلينغ من فريق إنجلترا للريجبي، والأنتكير أوليفر هوير. وهناك من يضيف إلى هؤلاء المغني برايان أدامس، والممثل والمخرج كيفن كوستنر، وحتى الملك خوان كارلوس المعروف بعشقه النسوي. لكن حبها لدودي الفايد هز كيانها كلياً، فقد أنساها كل رجالها. فارتبطت به بقوة لدرجة أنهما قررا الزواج. لكن قصر ويندسور ظل ينظر إلى هذه العلاقة بعين الريبة، وكان يريد إنهاءها بأي شكل من الأشكال. وفجأة، أصبح ما كان سراً أمراً معلناً. صور القبلة المكشوفة المشهورة التي تقاسمتها الصحافة الفضائحية الإنجليزية، في أغسطس 1997، مباشرة بعد طلاقها من تشارلز، أصبحت رمزاً لهذه العلاقة. على الرغم من أنهما شوهدا الكثير من المرات في الاحتفالات الخيرية منذ ديسمبر 1996، لكن الأمر بدا عادياً. غابت ديانا عن الحياة الإنجليزية اليومية، لتظهر مع دودي الفايد في أمكنة حميمية كثيرة، في مسكنه في سان تروبي. في لاكوت دازو، ساردينيا، مروراً بكورسيكا، حتى سواحل ريفيرا، على متن اليخت العائلي: جونيكال. لم تعد العلاقة سرية، وأصبح مطاردو الصور «باباراتزي» يركضون في كل الاتجاهات للحصول على ما يشفي فضول جرائدهم. عادا أخيراً إلى باريس وهما يحلمان بليلة مخملية في فندق ريتز، لكن الأمور لم تسر كما اشتهياها، فتحول الحلم الوردي إلى كابوس أسود، كيف؟

(يتبع...)