علماء المستقبل يتوقعون أن يصبح تعداد الروبوتات على سطح الكرة الأرضية أكثر من البشر، بحلول عام 2033، أي بنحو 9.4 مليار إنسان آلي، علماً بأن الرقم الحالي لتعدادها ليس قليلاً، إنه 57 مليوناً في العالم، وعلينا أن نتخيل ذلك، بينما الدول الآن مشغولة بحلول تواجه الكثافة السكانية في أكثر من بلد.
الآن لدينا 57 مليون روبوت، بأشكال وجنسيات صناعية وتقنيات مختلفة، وعلى سبيل المثال، فإن عدد سكان الدول الاسكندنافية المتقدمة جداً أقل من نصف هذا الرقم، أي 25 مليون نسمة يعيشون في دول عدة في شمال أوروبا، فكيف ستكون حال الأرض عندما تكتظ بمليارات الروبوتات، بكل ما نعرفه عنها من مواصفات الذكاء والسرعة والتحليل؟ وما الوظائف والأدوار المتبقية للبشر حين تسيطر الآلات العبقرية والبرمجيات الدقيقة على كل شيء؟!
الأمر ليس كأفلام الخيال العلمي. إنها مخاوف حقيقية في العالم المتطور الذي يحسب مسافة قفزاته للمستقبل، بقدر ما يصنع من رقميات وروبوتات. قبل أيام أظهر استطلاع للرأي أن أكثر من نصف الأوروبيين يخشون من أن تحل الروبوتات محلهم في العمل، والقلق لا ينتهي في أوساط العمالة المساندة من تزايد الأجهزة المنزلية المرتبطة بشبكة الإنترنت، وفاعلية الإنسان الآلي في أداء بعض الأعمال.
هذه المخاوف طبيعية وقديمة في دفاع الإنسان عن وجوده ضد أي تهديد. لكننا نثق بأن النبوغ البشري الذي صنع أشباهاً للإنسان على هيئة آلات وبرمجيات، قادر على التكيف والسيطرة، مهما بلغ ذكاء الروبوتات، فهذه «كائنات» اخترعها العلماء، لتساعدنا على معرفة الكون، والاستمتاع بالحياة، واكتشاف قوتنا كبشر. لن تكون وحوشاً، إلا إذا زرع فيها البشر خلية صغيرة من شر.

ضوء

المستقبل يعدنا بأننا لن نتعامل مع آلات جافة من أي شعور، تكتفي بتنفيذ الأوامر، وابتكار ردود الأفعال. يقول العالم إيان بيرسون: «نحن على بعد سنوات قليلة من تطوير روبوتات بمشاعر حقيقية»..