بعد جولات مليئة بالحماس، ومراحل تنافسية متتالية، شهدها مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي، على مدار 10 حلقات مباشرة، يودع عشاق الشعر العربي الفصيح برنامج «أمير الشعراء»، بانتظار موسم جديد، قد يحمل في طياته فروعاً جديدة، منها إطلاق نسخة الصغار من البرنامج الثقافي الفني الإبداعي.

د. علي بن تميم

لجنة التحكيم الخاصة ببرنامج «أمير الشعراء»، التي تضم 3 قامات ثقافية عربية، هم مدير عام أبوظبي للإعلام سعادة الدكتور علي بن تميم، والدكتور صلاح فضل والدكتور عبد الملك مرتاض، وهذه اللجنة إضافة إلى دورها المهم والبارز في تقييم الشعراء وقصائدهم، لعبت دوراً مهماً في نشر الثقافة لدى الجمهور أيضاً، وللوقوف على رأيهم في ما أنجزوه في هذا الموسم كانت لنا معهم هذه الحوارات.


أحمد الجميري: الفنان المشهور مرآة للناس
قال الفنان البحريني أحمد الجميري الذي حل ضيفاً على الحلقة قبل الأخيرة من برنامج «أمير الشعراء»، إنه يعتز بمشاركته في البرنامج، مشيراً إلى أنه شعر بالسعادة عندما طُلب منه تقديم قصيدة بالفصحى في برنامج تلفزيوني، مضيفاً: «سر سعادتي أنني أحب اللغة العربية، وأسعدني أكثر أنني أرسلت خمس أغنيات لإدارة البرنامج، فتم اختيار أغنية «مضناك جفاه مرقده»، لأنني أحب هذه الأغنية من جهة، ولأنها من كلمات أمير الشعراء أحمد شوقي، ومن ألحان وغناء محمد عبد الوهاب».
وعن مكانة القصيدة الغنائية بين أغنيات هذه الأيام، أكد الجميري: «قصيدة «زيديني عشقاً» لكاظم الساهر من أنجح أغنياته، والسبب أنها باللغة العربية الفصحى المبسطة، لأن اللغة العربية تجمع حولها الأمة العربية، فمثلاً عندما غنى عبد الحليم حافظ «قارئة الفنجان» رددها من خلفه المراهقون، فغنوها وهم قد لا يعرفون معانيها، ولكنهم غنوها حباً بعبد الحليم، فالفنان المشهور هو مرآة الناس».


عبد الملك مرتاض:«أمير الشعراء» مدرسة شعرية
عن رأيه في الموسم الثامن من البرنامج، قال أستاذ الأدب العربي د.عبد الملك مرتاض: «هذا الموسم لا يختلف عن المواسم السابقة من حيث النجاح والحضور الجيد للشعر، ولكننا فوجئنا بعدد المشاركين الذي تجاوز 1000 مرشح، على الرغم من أن البرنامج في موسمه الثامن، وهذا يدل على أنه استطاع أن يكتسب سمعة كبيرة، فهذه المسابقة أصبحت «مدرسة شعرية» لتخريج نجوم الشعر، الذين أصبحوا نجوماً يتمنى الكثيرون أن يروهم ويسمعوهم في العالم العربي.  وعن تجربة «أمير الشعراء للصغار»، قال مرتاض: «أؤيد هذه الفكرة لأنه سيكون برنامجاً شبابياً بمعنى الكلمة، لأن البرنامج بصيغته الحالية هو برنامج الكهول لأنه لسن 45 سنة، وبهذه الحال نقترح أن تعلو أعمار الشعراء إلى الخمسين والبرنامج الآخر من 15 – 20 عاماً».

صلاح فضل:« القصيدة» رغيف خبز الشعراء
بدوره طالب أستاذ الأدب والنقد د.صلاح فضل، بضم ثلاث جوائز إلى الموسم التاسع من برنامج «أمير الشعراء»، هي: (واحدة للشعراء فوق سن الـ45، وأخرى لشعراء قصيدة النثر، وثالثة لشعراء الأغنية، كون القصيدة الغنائية صارت هذه الأيام بمثابة رغيف خبز للشعراء الشباب)، وأضاف فضل: «تبلورت، في الموسم الثامن من البرنامج، أشياء في غاية الأهمية، بحيث أصبح «أمير الشعراء» أكاديمية كبرى للإبداع، ومجمعاً عظيماً لتخريج الشعراء الشباب، الذين بدؤوا يملؤون الساحة الشعرية. أما الملامح المميزة لهذا البرنامج، فتتمثل بكثافة الحضور النسائي، والدليل أن فاعلية البرنامج حركت موهبة المرأة الإبداعية، حتى نافست الرجل وتفوقت عدداً عليه، ومن الملامح المميزة أيضاً أن هناك شاعرين أفريقيين، أحدهما من مالي والآخر من السينغال نافسا الشعراء العرب».