لماذا لا يتمتع بعض الناس بالقدر الكافي من الثقة؟ ويشعرون بأن هنالك أشخاصاً آخرين أفضل منهم لأسباب مختلفة، إذ يعتقدون أنهم أكثر نجاحاً وتميزاً من خلال العالم الافتراضي على وسائل التواصل الاجتماعي، ولهذا السبب قد يشعر أحدهم بالنقص في شيء ما، عند مقارنته بغيره. فمثلاً، إذا احتفل أحدهم بترقية أو زواج أو الحصول على مؤهل عالٍ، يؤدي ذلك إلى إحباطه وشعوره بأنه أقل منهم، وقد يؤدي ذلك إلى كثير من المشاكل الاجتماعية والنفسية.

استياء
كما يُظهر البعض مؤخراً استياءه من الآخرين بسبب الغيرة والانزعاج من تميزهم حسب مقاييسه الشخصية، وسبب ذلك يأتي من طرق التربية الخاطئة التي يمارسها الوالدان أو المعلمون، وهي المقارنة بين الفرد وزملائه أو إخوته وعادة ما تكون في فترة الطفولة أو المراهقة «انظر إلى صديقك المهذب والمتميز، لمَ لا تكون مثله؟»، ويبقى هذا التساؤل محور حياة هذا الشخص، لذا فهو دائم التساؤل عن تميز الآخرين وتجاهل كل ما لديه وإن شهد الجميع بأنه قد يكون الأفضل، ولكنه يبقى باحثاً عما لدى الآخرين ويدور في تلك الحلقة المفرغة إلى ما لا نهاية.

السؤال هنا: ما الحل؟
• أتذكرون عندما كنا صغاراً، كنا نصنع مراكب من ورق ونضعها في حوض الماء أو في بحيرة صغيرة تكونت نتيجة مطر الشتاء، كانت بيضاء حيث نصنعها من كراسة المدرسة، وأحياناً نصنعها من الأوراق الملونة، لو نتخيل أن نجمع كل ما يُثقل عقولنا وكل تلك الكآبة والأفكار السلبية ونكتبها على الورق قبل صنع القارب ونتركه يطفو حتى يغرق أو يتوه، وبذلك نستطيع التخلص من ذاك العبء والألم الذي نشعر به.

• تطرقت سابقاً إلى موضوع أهمية التعامل مع الفكرة، حيث إنها الأساس في سلوكياتنا الناتجة عن المشاعر التي تتولد بداخلنا بسبب تلك الفكرة. فإذا فكرنا بشكل سلبي تجاه أنفسنا، فهذا سيؤدي إلى مشاعر مؤلمة، ومحبطة وحزينة، ستجعل سلوكنا سلبياً تجاه أنفسنا وتجاه الآخر؛ لذا علينا تغيير النظرة إلى الأمور أو التبرير.

• أما الصديق فهو دائماً موجود يشارك في حمل ثقل العبء، يستمع للمشكلة من خلال الوجود والاحتواء. وعندما يكون الصديق عوناً فليس من الضروري تحمل مشكلتك، ولكن قد يكون من خلال مشاركتك مشاعره، لأن لديه الهموم نفسها، ولكن لديه القدرة على تجاوز الألم.

• وإن أراد فليذهب إلى متخصص ليساعده على التعامل مع تلك المشاعر، ويساعده على تغيير الأفكار السلبية من خلال التعامل معها من دون استسلام.

استشارة
• يسأل أحدهم: ما الفرق بين الأخصائي النفسي والطبيب النفسي؟
الطبيب النفسي، خريج كلية الطب، يشخص الاضطراب النفسي من خلال الأعراض التي يعانيها المريض، ثم يقوم بوصف الدواء للمريض. أما الأخصائي النفسي، فهو خريج قسم علم النفس، ومن ثم يحصل على الماجستير أو الدكتوراه في تخصص علم النفس الإكلينيكي أو العلاج النفسي، ويعتمد في تشخيص الاضطرابات النفسية على التقييم النفسي، من خلال المقابلة النفسية وتطبيق الاختبارات النفسية، لا يصرف الدواء، ولكن يمارس التقنيات العلاجية والإرشادية، حسب أسباب الاضطراب النفسي كالعلاج السلوكي أو المعرفي أو التحليل النفسي وغيره من الأنواع الأخرى.