سرعة تعلم أي شيء قد تحدد جودة الحياة التي تعيشها، تخيل أنه باستطاعتك أن تحترف المهارة التي طالما أردت تعلمها في شهور عدة بدلاً من سنين، كيف سيؤثر هذا في حياتك؟
الخبراء والباحثون أثبتوا أنه في إمكان الشخص تعلم أي شيء في وقت قياسي، الأمر فقط يعتمد على اتباعك القواعد المناسبة، وهي:

فكر في المردود
ابدأ بسؤال نفسك: لماذا تريد تعلم هذه المهارة، أو هذا العلم؟ وما مردوده على حياتك أو مهنتك؟ قد تقرأ مئات الكتب ولا تستفيد منها شيئاً؛ لأنّك لا تعلم لماذا تقرؤها، قد تكتب الآلاف من السطور البرمجية، ولا تخرج بتطبيق واحد مفيد؛ لأنك لم تحدد ما المردود من وراء هذه الكتابة. قبل كل شيء توقف للحظة، وأجب عن هذا السؤال: لماذا يجب عليك تعلم هذا الشيء، أو ذاك من دون سواه؟ ضع رؤية واضحة ومحددة لما تريد تحقيقه.

قلّد الأفضل
الكثير من القادة العظماء، أثبتوا أنّ أسرع طريقة لكي تحترف أي مهارة، أو الوصول لأي هدف في الحياة، هي أن تقتدي بأولئك الذين سبقوك إلى المقدمة على الطريق نفسه؛ فإذا كنت تستطيع أن تجد شخصاً قد حقق النتائج نفسها التي ترغبها، ففي إمكانك أن تخطو خطواته ذاتها، وتحقق النتائج نفسها، وعلى الرغم من أن هناك تحفظاً على هذه المقولة، إلا أن فيها شيئاً من الصحة، فدراسة آليات واستراتيجيات المحترفين الذين سبقوك في مهنة ما، أو تعلم مهارة، بالتأكيد تفيدك في صنع طريقك الخاص. ففي عصر المعلوماتية اليوم، هناك الكثير من كتب السير الذاتية، الفيديوهات، المحاضرات، والكم الهائل من المعرفة متاح لمن يريدها.

قيّم حالتك ولا تكابر
إذا كنت تقود في طريق ما، وكان لديك أسرع سيارة في العالم، ولكنك أخذت المخرج الخاطئ للطريق السريع من دون علمك، فإن سرعة السيارة لن تفيدك بشيء، فليس من الحكمة قيادة السيارة بسرعة في هذه الحالة. لأن هذا يعني أنك أخذت طريقاً خاطئاً وسرت فيه أطول مسافة، ما سيكلفك في ما بعد ثمناً باهظاً للعودة. هذه من إحدى أهم العقبات التي تواجهك أثناء التعلم، حين تحاول أن تتعلم كل شيء بنفسك، هذا في حد ذاته يسمى كبراً خفياً، فأنت لا تريد أن تسأل، حتى لا تظهر في صورة الجاهل، في حين أنك لست جاهلاً حينما تسأل. أنت تريد فقط أن تتعلم.

دعك مما لا يفيد
عمل مهام متعددة في آن واحد سوف يرهقك، ومع ذلك تستمر في فعله، هناك دراسة أظهرت أنك تستغرق في المتوسط 23 دقيقة و15 ثانية لتعود لتركيزك الكامل، فور أن تشتت نفسك بمهمة أخرى عن تلك التي بيدك، لإتمام أي مهمة أنت في حاجة إلى التركيز لتقوم بها على أكمل وجه، وباعتبار أن معظم الناس يعملون 8-9 ساعات في اليوم، فكم من المشتتات تواجههم كل 5 دقائق. هذه الدراسة تدعو إلى وضع حلول للتخلص من المشتتات، ومن هذه الطرق التي في إمكانك اتباعها لزيادة إنتاجيتك، هي ترك ما لا يفيد.

الإصرار والتكرار
في السيرة الذاتية الخاصة بأرنولد شوارزنجر، أوضح أن الناجح من الناس يقوم بشيئين دوماً وهما (التكرار - الإصرار).
للتكرار أهمية كبيرة، لكن الاستمرار الطويل عادة مهم أيضاً، إذا كان في إمكانك حصر عدد المواهب، والأعمال، والاختراعات التي دُفنت بسبب قلة الصبر، فسيكون الرقم صادماً.
القواعد السابقة ستجعلك تتعلم في وقت قياسي المهارة التي تريدها. لسبب بسيط هو أنه بتجاهلك لهذه القواعد فإنك سوف تستغرق وقتاً طويلاً لتعلم هذه المهارة، وربما أكثر من الحد الطبيعي لتعلمها.

الاستغراق
تتذكر عندما بدأت تتعلم قيادة السيارات؟ كان عليك أن تركز على العشرات من الأشياء في وقت واحد، واحدة منها كيف تتجنب الاصطدام، ومتى تضغط على المكابح، وكيف تضبط قدمك على دواسة البترول، ومتى تضغط على سهم الإشارة حينما تريد تغير وجهتك، لكن بعد الجلوس خلف مقود السيارة للمرة المئة، فإنك لم تعد تفكر في التفاصيل الصغيرة، وكل ما تفعله هو الاعتماد على الذاكرة للقيام بعمل المهام نفسها الخاصة بالقيادة. هناك دراسة تناولت محترفي العزف على الكمان، دعمت قانون الاستغراق، خلصت هذه الدراسة إلى أن الفرق بين العازف الجيد، والعازف المحترف كان فقط 2000 ساعة من التدريب.