شقّت الإماراتية سهيلة عباس، طريقها نحو الارتقاء والتميز عن طريق رياضة كرة السلة التي استحوذت على وجدانها منذ الصغر، وحرصت (عاشقة الرميات الثلاثية) على تنمية عقليتها رياضياً قبل عضلاتها أثناء التدريبات، لتساعدها على تخطي عقبات الحياة وتقوية مهارة التركيز والدقة في التصويب، التي أهّلتها لنيل لقب (أفضل هدافة) في الدورة السادسة من دورة الشيخة هند للألعاب الرياضية للسيدات.

• كيف بدأت مشوارك مع لعبة كرة السلة؟
عندما كنت في المرحلة الابتدائية، كنت أمارس العديد من الرياضات بالمدرسة من ضمنها لعبة كرة السلة، وقررت بعد فترة قصيرة من ممارستها ترك باقي الرياضات والتركيز فقط في تدريباتها، وبالفعل بدأت المشاركة في بطولات المدراس التي تألقت بها، ثم تم اختياري من بين عدد كبير من الطالبات للفريق الرديف بنادي سيدات الشارقة عندما كان عمري 14 سنة، ومن هنا بدأت مشوار احترافي للعبة عام 2008، وبعد أربع سنوات أصبحت عضواً في الفريق الأول بالنادي.

ظاهرة حضارية
• هل واجهت معارضة من الأهل عند اختيارك هذه الرياضة؟
واجهت استغراباً من العائلة وليس معارضة، نظراً لكوني أول فرد بالأسرة يدخل مجال الرياضة بصورة احترافية، ولكن مع التزامي بالعادات والتقاليد ومتابعة دارستي باجتهاد، رحبوا باختياري وقدموا لي كل الدعم والترحيب، وأصبحوا حريصين على متابعة المباريات من المدرجات، في ظاهرة حضارية أسعدتني كثيراً وحفزتني على المواصلة وتقديم الأفضل دائماً.

• ما هي أبرز التحديات التي واجهتك خلال مشوارك الرياضي؟
الإصابة بالنسبة لأي لاعب تكون بمثابة كابوس مزعج، ومع الأسف تعرضت لإصابة بركبتي أثناء الاستعداد لخوض غمار منافسات الدورة الرابعة لرياضة المرأة الخليجية بسلطنة عمان، ولم أتمكن من المشاركة نظراً لحاجتي للخضوع لفترة علاج طبيعي استمرت 6 أشهر، ثم فترة تقوية عضلات وتمارين لياقة بدنية، حينها تألمت نفسياً كثيراً، إذ كنت أتمنى المشاركة ضمن صفوف المنتخب لتمثيل الدولة، وهو ما أعتبره بمثابة مهمة لتقديم صورة مشرفة في رياضة المرأة الإماراتية.

المعلمة حنان
• كيف تخطيت مرحلة الإصابة؟
أتذكر اللحظات الصعبة التي شعرت بها في أول مباراة لعبتها بعد الإصابة، فبجانب إحساسي بعدم الثقة بالنفس والحذر من تكرار الإصابة كنت أرتدي واقياً للركبة من الحديد كان يعيق حركتي خلال اللعب، ولكن سرعان ما عدت مرة ثانية للأجواء وتغلبت على مخاوفي، وحاولت تكثيف التدريبات لاستعادة لياقتي البدنية ولمساتي الفنية للكرة.

• من هي الشخصيات المؤثرة في مسيرتك الرياضية؟
لا يمكن أن أنسى فضل معلمتي حنان، التي شجعتني على ممارسة رياضة كرة السلة وآمنت بموهبتي، وأقنعت عائلتي في بداية الأمر بتنمية مهارتي باللعبة من خلال الانتساب إلى نادٍ متخصص وممارسة اللعبة بصورة احترافية، إلى أن أصبحت عضواً في الفريق الرديف تحت قيادة المدربة عواطف، التي عملت على صقل موهبتي وأعطتني كل الدعم الفني والمعنوي المطلوب في بداية مسيرتي الاحترافية، لذا أكن لمعلمتي ومدربتي كل الحب والتقدير، فهما نموذج مشرف للتفاني والإخلاص في العمل.

• ما هي هواياتك الأخرى؟
أحب كثيراً رياضة ركوب الخيل، فهي تمنحني شعوراً بالانطلاق والتحرر، كما أن لها فوائد جسدية رائعة في تقوية العضلات والمفاصل والقلب، التي تدعم لياقتي وتحضرني بصورة أكبر لمنافسات كرة السلة، وعلى الرغم من رغبتي الشديدة في احتراف رياضة ركوب الخيل إلا أن ضيق وقتي يحول بين ذلك لانشغالي بالدراسة والعمل ورياضة كرة السلة، ولكني سأحاول جاهدة ممارسة رياضة ركوب الخيل ولو على سبيل الهواية.

مواقف طريفة
تؤكد اللاعبة سهيلة عباس، أن لعبة كرة السلة لا تخلو من المواقف الطريفة التي يمكن أن يتعرض لها أي شخص. وتروي موقفاً حصل معها، قائلة: «أثناء لعبي في إحدى المباريات، خلال قيامي بالإرسال سحبت حجابي مع الكرة، وحاولت مسرعة تدارك الموقف والتقاط حجابي وارتداءه من جديد، الأمر الذي تسبب في توقف اللعب وسط ضحك جميع اللاعبات وطاقم التحكيم، وعلى الرغم من إحراجي إلا أنه كان موقفاً طريفاً خفف من جدية المباراة وحدة المنافسة آنذاك».