«مهرجان طيران الإمارات للآداب»، منذ انطلاقته الأولى في عام 2009 وهو على موعد مع النجاح، ومن النادر أن تنال مهرجانات الأدب والثقافة على وجه العموم نصيباً من النجاح الباهر، إلا «طيران الإمارات»، التي أصبحت خلال فترة وجيزة من أهم شركات الطيران حول العالم، تمتلك أسرار النجاح التي أهّلتها لهذا النجاح.
إن المؤسسات الوطنية في الإمارات عادة ما تسهم في دعم الأنشطة بالدولة، وذلك بالرعاية من خلال الدعم المادي لأي فعالية، سواء أكانت اقتصادية أم اجتماعية أم فنية، وهو أمر محمود ويحسب لمؤسساتنا الوطنية على قيامها بهذا الدور، ولكن «طيران الإمارات» رأت أن تؤسس لها مهرجانها الخاص، ليس في مجال السياحة والطيران، كما هو متوقع منها، ولكنها اختارت الآداب واجهة تطل بها على العالم، ولأنها شركة عالمية فقد كان مداها عالمياً، ومن النادر أن نرى نشاطاً أدبياً عالمياً، حيث اقتصرت الفعاليات الأدبية على بعد اللغة، مما جعل العرب لهم مهرجاناتهم الخاصة وجميع اللغات لها الاهتمام ذاته.
وفي المهرجان الأول كانت المناسبة الأولى لي للقاء بشعراء من العرب، وإن كانت بدايته ليست بطموح المشرفين على المهرجان، فسرعان ما اتسعت الدائرة في المهرجانات اللاحقة، فأصبحت حدثاً أدبياً عالمياً، أسهم اسم الإمارات في نجاحه، وجهد العاملين عليه كذلك.
ومن يعرف دبي يدرك أنها المدينة مدمنة النجاح، أو بتعبير أدق، لا تعرف غير النجاح والتميز، عملاً بنظرية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، فمن خلال حواراته ومؤلفاته، يدرك المتابع أن دبي حالة استثنائية على مستوى العالم.
ومن تابع «مهرجان دبي» في السنوات السابقة، وأدرك حجم المتابعة الجماهيرية له، سيكتشف تعطش الناس إلى الفنون والآداب والقراءة، وهو ما يكرسه «مهرجان طيران الإمارات للآداب»، وتتضح أهمية أن تكون المؤسسات المالية، كالبنوك أو المؤسسات السياحية أو الشركات التجارية الوطنية، في أن يكون لها دور في رفد الثقافة والفنون والطباعة والنشر، وهناك تجارب في بعض الدول، تدعم فيها بعض المؤسسات المالية الكاتب المحلي، من خلال شراء مؤلفات الكتاب بسعر مغرٍ، لتخفف عنه عبء التكاليف، مما يؤدي إلى زيادة المطبوعات، والإسهام في رفد المكتبة المحلية والعربية بنتاج الكتّاب، و«طيران الإمارات» اتخذت الخطوة الصحيحة فكأنها أرادت أن تقول للعالم، نحن شركة عالمية في مجال السفر، ونحن شركة وطنية بامتياز، وإن الثقافة شأن عالمي وإنساني لا تختص به المؤسسات الثقافية فقط.

شعر

وجلستُ لأطوي أخيلةً

حملت من فكري أشرعةً

كانت لعيونكِ تعتمرُ

جامحةً توأمها السفرُ

كانت بسمائكِ سابحةً

حملت من صدري أوردةً

ضائعةً يرقبها البصرُ

نابضةً بهوى يعتذرُ

وتفرُّ كريمٍ شاردةٍ

تلك الأفكارُ وأخيلتي

وتغيبُ ويرجعها الأثرُ

تاريخٌ أنت به القدرُ