لم تَعُد النجمة المطربة أصالة نصري غريبة عن «زهرة الخليج»، فقد شاركتنا على مَرّ أعوام نجاحاتنا، كما شاركناها أفراحها وأزماتها، وقبل 10 سنوات، وتحديداً عام 2009، تصدّرت غلاف مناسبة (عيدنا الـ30)، إلى جانب مجموعة من الفنانين وزملائها المكرّمين حينها: عاصي الحلاني، أحلام، حسين الجسمي، ماجد المهندس، شيرين عبد الوهاب، هيفاء وهبي وسالم الهندي، وها هي «صُولا» تحتفل معنا في هذا العدد من جديد، بمناسبة عيد «زهرة الخليج الـ40»، لكنها اختارت أن تأتي بفكرة مختلفة، من خلال جلسة تصوير حصرية تجمعها مع والدتها وابنتها شام، تأكيداً منها على أن «زهرة الخليج» تواكب تَعاقُب الأجيال.

في هذا السياق بدأت حوارها معنا مُباركة، تقول: «كل سنة وأنتم طيبون، أقول لكم كمجلة وأسرة تحرير، إن أكثر من نصف عمري قضيته معكم إعلامياً. وبالنسبة إليّ «زهرة الخليج» واحدة من أهم الأسماء الإعلامية التي مرت عليّ في حياتي، منذ بداياتي وحتى اليوم، وكان بيننا على مر السنوات مختلف أشكال الحياة.. من محبة وخناقة وزعل وصلح وحرب وتفاهم ومساندة وغير ذلك. فأنا مع «زهرة الخليج» عشت حياة كاملة بظروفها كافة، منذ ولادة ابنتي شام وبقية أخواتها، وزيجتيّ الاثنتين، و.. و.. حتى كبُر أولادي والحياة مستمرة معنا، وفخورة بهذا الشيء. وبالتأكيد لا أنكر أني أخطأت في مرات عديدة وكنتم لي بالمرصاد، ومرات أخرى تكونون أنتم الغلطانين في حقي، فتعودون وتصالحوني، وفي الحالتين كنت أحترم مصداقيّتكم في الطرح. بالتالي، ما بيني وبين «زهرة الخليج» رحلة صدق أعتز وأفخَر بها».

الأوفر حظاً
• في مناسبة «عيد زهرة الخليج الـ40»، تجتمعين مع والدتك وابنتك في جلسة تصوير حصرية، فأيّ بينكم أنتُم الأجيال الثلاثة ترينه الأوفر حظاً؟
أكيد ابنتي شام، لأن الظروف متاحة لها بشكل سهل لأن تحقق أحلامها، بينما أنا حققت أحلامي بيدي بعد معاناة، حيث توفي والدي وأنا صغيرة، كذلك والدتي عانت بعد رحيل زوجها وكان عليها أن تفكر في أبنائها الأربعة وتنسى نفسها. وعموماً وضع أولادنا أفضل حالاً منّا، فمن يبحث منهم عن النجاح يجده، ومن يرغب في الضياع الأمر مُتاح له.

همّ فوق همي
• قبل أعوام عدة، كثيراً ما أعلنت أنك سترفضين عمل ابنتك في الفن إذا ما رغبت في ذلك، وستحرصين على علمها، فهل كسبت الرهان بعد أن نالت شام شهادة «الماجستير» في الكيمياء، وتُحضر حالياً للدكتوراه؟
لا تنسوا أن ابني خالد دخل المجال الفني وحالياً يمثل. وربما لديّ قليل من التأخر عندما أرفض لابنتي العمل في الفن، وأسمح لابني بذلك. علماً بأني فخورة كوني فنانة وأحاول أن أصنع تاريخاً أغني فيه بلهجات عدة، وحريصة على أن تكون علاقاتي الإنسانية مهمة ووطيدة مع الجميع حتى يذكرني الناس بالخير دائماً، ومن لا يذكرني بالخير قد يندم فيما بعد، إذا ما بحث في حياتي بعد مماتي، خاصة أني أحترم مهنتي وأعشقها، إنما طريق الفن والغناء صعب جداً، والحياة الفنية متعبة أكثر من الخيال، ولم أرغب لابنتي في مثل هذا التعب.

اشتغلت عاطفياً
• وكيف حفّزت ابنتك على التحصيل العلمي، في الوقت الذي نجد فيه أبناء كثير من المطربين يمتهنون الغناء؟
على فكرة، لم أتعذب كثيراً مع ابنتي شام حتى تلتفت إلى علمها. فالموضوع بالنسبة إليّ كان مجرد استعطاف، حيث اشتغلت عليها عاطفياً وإنسانياً كما أشتغل على أصحابي، وكانت النتيجة رائعة. فالثقافة جداً مرتبطة بالفن، لذلك كل ما فعلته هو أني جلست مع ابنتي عندما كانت في المرحلة المتوسطة، وأخذت أبكي أمامها قائلة لها: «أنا أعمل ليلاً نهاراً حتى أراك في أعلى المناصب، وأنت في إمكانك أن تدَعي الناس يقولون، فعلاً أصالة إنسانة كبيرة.. شوفوا كيف ربّت أولادها لأنها محترمة ومتعلمة، أو أنت في إمكانك إذا لم تهتمي بنفسك ودراستك، جعل الناس ذاتهم يقولون (شو بدكم يطلع من تربية فنانة لأولادها)، فتأثرت ابنتي بكلامي، وكان أن بدأت تهتم بدراستها، وأخذت تقرأ وتتفوّق».

• أيهما يُسعدك أكثر؟ أن يُقال إن ابنك خالد فنان، أم إن ابنتك شام «عالمة كيمياء»؟
فخورة بالإثنين، لأن خالد موهوب، وفنان خلوق، ويشارك حالياً في مسرحية ستُعرض في أميركا عن اللاجئين، يجسّد فيها دوراً رئيسياً. وخالد اكتسب العديد من صفاتي، وتقريباً «أخذني كلّي».

صفحة جديدة
• تُركزين في عباراتك التي تستخدمينها عبر وسائل «التواصل الاجتماعي» على جانب العلاقات الإنسانية، فهل لا تزال هذه العلاقات موجودة في زماننا الحالي، في ظل التطور الذي طرأ على الحياة والنفوس البشرية؟
نعم. هي موجودة بينك وبين مُحيطك. فعلى الرغم من أن هناك أناساً قد يسقطون من حساباتك بين الفترة والأخرى، لكن هذا لا يعني أن نشمل ونقول إن العلاقات الإنسانية ماتت، وأنا دائماً مع أن أفتح صفحة جديدة مع الأصدقاء، إذا حدث بيننا ذات مرة سوء تفاهم، وأن نرجع ونبني العلاقة من جديد، هذا كوني أقدّر الصداقة والمحبة «وعايشة بالحب»، حتى إني في عزّ خلافاتي مع أشخاص غدروا بي بشكل غير عادي، كنت أبحث لهم عن مبررات تُريحني وتجعلني أعيش بأقل ألم. وأنا عموماً «بَني آدم»، من الطبيعي ألا أستسلم لليأس.

• يُقال: «أسْمَع كلامك أصدقك.. أشوف عمايلك أستغرب»، وهكذا بعد أن امتدحت المطربة أنغام في أكثر من مكان وعبر حساباتك على مواقع التواصل، ووصفتها بالأخت وأنها تُشبهك، وتشاركتما معاً في إحياء حفلات.. أستغرب قيامك مؤخراً بعمل (Unfollow) لها عبر «الانستجرام».. فبادرتك الفعل بمثله. لماذا تم سحب السفراء بينكما؟
لأن الظرف يحكم. إذ ليس في إمكاني أن أكون مُنافقة. في المقابل، على الرغم من أن هناك زميلة أخرى لي «عمّ تؤذيني أذيّة لا تتخيلها»، وقد تضرني في شغلي ورزقي ومستقبلي وحياة أولادي. حيث تدفع هذه الزميلة إلى شخصية معينة لتضرّني، مع هذا لم أعمل لها (Blook).

شك واحد في المليار
• لماذا؟ فهل هذا خوف من هذه الزميلة؟
لا. لأنه في مسألة أنغام الأمر واضح، إذ إنها تزوجت من شاب متزوج بفتاة ذات صلة عائلية بي، وهذا الأمر انعكس سلباً على أسرة وأبناء. فتهدّم كيان العائلة، لذا كان لا بد أن أتخذ موقفاً. أمّا في مسألة الزميلة الأخرى، فلديّ شك واحد في المليار في أنها قد لا تكون قاصدة الضرر بي، على الرغم من أن كل مُحيطها يؤكد لي هذا. وأنا على قناعة بأنه «ما في حدا عمل مصيبة لأحد وأضر به، إلا وجاءته 600 ألف مصيبة». لذلك، أنا حريصة جداً على ألا أدخل مجال الشك.

• أصالة، الناس أذكياء، والجميع باتوا يعلمون أن هذه الزميلة التي تتحدثين عنها هي المطربة أحلام، خاصة أن الكثير من الجمهور أشاروا إلى اسمها عبر مواقع التواصل. فهل فعلاً تتهمينها بأنها وراء تحفيز إحداهنّ على مهاجمتك إعلامياً والنّيْل من وطنّيتك. نَودّ منك إجابة تُنصف أو تُدين أحلام، حتى لا تظل في موقع شك؟
أنا لا أريد أن أتهم أحلام، خاصة أنها قبل أيام عايدتني. عُموماً، بالتأكيد كل الهجوم الذي تعرضت له مؤخراً «مهزلة»، الهدف منه نيل الشهرة لصاحبته، لأن «من يتمسّح بي.. أكيد بدّو يطلع».

تمويل الهجوم على أنغام
• في مُداخلة هاتفية لك مع الإعلامي عمرو أديب قلت: «عندما يكون الـ(بني آدم) هو أحد الأطراف في مشكلة ما، عندها لا يكون عادلاً في حكمه». فهل هذا اعتراف صريح منك بأنك لست عادلة في مسألة خلافك مع المطربة أنغام، كونك أحد أطراف المشكلة؟
بل أعتقد أني عادلة، إنما هناك تساؤلات داخل نفسي حول ما حدث لا أعرفها، كما أن المظهر والشكل العام يجعلان موضوع زواجها غير لطيف، لأن قريبة لي تضررت بسببها.

• لن ندخل في تفاصيل قصة زواج أنغام من الموزّع الموسيقي أحمد إبراهيم، المتزوج من ابنة شقيقة زوجك المخرج طارق العريان، لكن لا تزال تستوقفنا مسألة المقاطعة التي تمّت بينكما علناً عبر مواقع التواصل!
هذا كوني واضحة وأكره النفاق، فجاء ردّ فعلي تجاه أنغام مباشراً، علماً أني كنت أحبها «وفوق ما تتصور».

• وهل لا تزالين تحبينها بعد زواجها الأخير؟
الحب عندما يشوبه شيء من الشك، لا يعود بالطريقة والاندفاع نفسيهما، لكن الاحترام يظل باقياً. ثم إنه عندي أصدقاء كثيرون، بالتالي عندما أسقطُ أحداً من حساباتي، أخطأ في حقي أو حق أحد من أفراد عائلتي مثل أنغام.. فأين المشكلة؟ بالتالي، أنا سقطت من حساباتها.

• بصراحة، هل تقفين اليوم وراء تمويل الهجوم الذي تتعرض له أنغام من البعض، جرّاء زواجها الحالي؟
إطلاقاً.. (وتحلف قائلة): «وحياة أولادي الأربعة، ووحياة عيون بابا، أنا بعمري ما بعمل هيك، لأني إنسانة أخاف الله، كما أني شخصية ليست جاحدة، أي لا أجْحَد حتى الخصام».

• لو أحببنا في مناسبة فرحتنا بـ«عيد زهرة الخليج الـ40»، وتزامُناً مع «عام التسامُح»، أن نُصالح بينك وبين أنغام.. فهل تقبَلين؟
لم أفكر للحظة في هذا الموضوع، ولا نعرف ماذا سيحصل فيما بعد أو كيف ستتغير الظروف.

• لكن في جميع الأحوال، لا تنسي أن الزواج «قسمة ونصيب»!
كوني أنا داخل الموضوع، أعرف تفاصيل تدعوني لأن أزعل من أنغام.

العودة لسوريا
• متى سنرى أصالة من جديد في وطنها الأم سوريا؟
أتمنّى أن يحدث هذا وأنا على قيد الحياة. فعلى الرغم من اشتياقي إلى زيارة قبر والدي، ورؤية شُجيرات الياسمين الدمشقي التي تحدث عنها نزار قباني، وأن أزور حارات الشام بكل ما فيها من تفاصيل جميلة وحلوة، واشتياقي إلى الجلوس عند بائعي (الصبّارة)، وأن أزور من هي بمثابة أمي «أمّولة» التي تصنع لي (ورق العنب) و... و...، إنما خلاص.. الفكرة لم تعد تخطر على بالي.

• أخيراً، سمعت أنك ستزورين كوريا قريباً لإجراء جراحة تجميلية هناك؟
هذا صحيح.. فأنا لديّ أسفل منطقة الفك ما يُسمّى (Double Chin)، أي «ذقن ثانية» وهي تزعجني، خاصة عندما ألاحظها في صُوَري، وقد أجريت لها (عملية شفط) في إحدى الدول العربية لكنها لم تنجح، بالتالي نصحوني بالسفر إلى كوريا لأجل إجراء عملية جراحية هناك لأرتاح من هذه المشكلة، وأخبروني أن هناك أطباء أكفاء في هذا المجال، وسأفعل هذا قريباً.

أصالة عكس والدتها
على الرغم من قناعة أصالة بأن مناسبة «عيد الأم» يجب ألا تكون مُحددة بتاريخ معيّن، وعدم حرصها على الاحتفاء بالمناسبة احتراماً لمشاعر زوجها طارق العريان، الذي فقد أمه في عمر صغير، مع هذا لبّت احتياجات أمها ودلّعتها يوم «عيد الأم»، كما طلبت من نجليها التوأمين (آدم وعلي) عند سؤالهما لها: «ماما.. شو بدّك منا هدية في عيد الأم؟». فكان طلبها منهما أن يتحدثا ذلك اليوم باللغة العربية، من دون استخدام أي مفردة إنجليزية»، ليكون هذا الطلب هديتهما لها. ونسأل أصالة: هل تُربين أولادك على طريقة تربية أمك لك؟ فتجيب: «بل أربيهم بطريقة مختلفة تماماً، وعكس ما ربّتني أمي، التي كانت تخاف عليّ أنا وإخوتي، وصارمة في تعاملها معنا، بينما أنا صديقة لأولادي أكثر».

أصالة بين عيد «زهرة الخليج» الـ30 والـ40
ونحن نعيش اليوم مناسبة مرور (40 عاماً) على تأسيس «زهرة الخليج»، لا يسعنا إلا أن نسترجع الذكريات، ففي مثل هذا التاريخ، احتفلت أصالة معنا ومع عدد من زملائها الفنانين، بمناسبة عيدنا الـ30، وفي تلك الليلة غنّى النجوم.. فطرب من طرب ورقص من ابتهج، وسمعناهم يقولون أحلى الكلام عنّا.. فامتدحوا مصداقيّتنا، وشددوا على احترامهم وثقتهم بنا، واصفين زهرتنا بأنها ذات لون ورائحة تفوح منها العطور وتبتهج لها الأنظار، ويومها صالحنا بين أصالة وأحلام، فزال العتب بعد أن قالت الأخيرة: مشكلة أصالة أنها «ودْنيّة»، كما عبّرت النجمات الأربع: أصالة وأحلام وشيرين وهيفاء وهبي عن صداقتهن معاً، بالتقاطهن صوراً تذكارية تجمعهن مع الجسمي وماجد المهندس وعاصي الحلاني وسالم الهندي، لتبقى تلك الصّوَر خير شاهد على زمن جميل نفتقده، لم يكن قد أصابته بعد سهام «الربيع العربي»، ولم تقتحمه بعد بشراهة وسائل «التواصل الاجتماعي». وما أحدثه كلاهما من متغيرات عشناها ما بين عيدينا الـ30 والـ40.. فماذا تتوقعون في عيدنا الـ50؟

صولا.. في «الأولمبياد الخاص»
زارت أصالة مؤخراً أبوظبي، وشاركت إلى جانب المطربين: حسين الجسمي، تامر حسني، لويس فونسي صاحب أغنية «ديسباسيتو»، في تقديم أغنية حفل افتتاح (الأولمبياد الخاص - الألعاب العالمية 2019). عن مشاركتها تقول: «أكثر أشخاص شاهدتهم في حياتي يحققون أحلامهم بسرعة وبأقل الأضرار النفسية، على الرغم من محنتهم الكبيرة هم «أصحاب الهمم»، إذ نجد منهم أناساً كثيرين أحسن بكثير من أسوياء مثلنا على مستوى التعليم والثقافة والموهبة والنفسية، وأنا فخورة جداً بهم».