تفتحن على بلاط «زهرة الخليج» منذ بداياتها، ووهبنها «زهرة» أعمارهن فمنحتهن باقة من الثقة، أثرن في المجلة وأثرت فيهن، «سال» مدادهن على صفحاتها إبداعاً وجمالاً، و«فاض» عليها عبيراً لا ينسى من سيرة حياتهن وحياة الناس، هو حديث الذكريات مع مجموعة من الصحافيات اللاتي عملن سابقاً في المجلة، والمحطات التي عايشنها وتابعن مجرياتها.


النعيمي: اسم زاهٍ
تستعيد الصحافية أمل النعيمي، والتي عملت في المجلة في باكورة سنواتها عام 1982، ذكريات ظروف التحاقها بالعمل فيها قائلة: «تقدمت بفكرة عرض كتاب، ونال ذلك استحسان رئيسة التحرير آنذاك عبلة النويس، ومن ثم تم قبولي محررة، إذ كانت أولويات المجلة الاعتناء بالأسرة ثقافياً وصحياً والتواصل مع الثقافات الأخرى، فحررت عدداً كبيراً من الموضوعات المختصة، وتمكنت من أدوات العمل الصحافي ومتطلباته». وتضيف: «أحببت العمل فترة الثمانينات واشتقت له، كوننا انخرطنا في مجتمع يقبل المجازفة في مناقشة كل الموضوعات التي تجس نبض الشارع من خلال الحوارات التلقائية». وتشير النعيمي: «تطور الأداء في المجلة وأدواتها وحتى المجتمع وطريقة تفكيره ووجود الجاليات، كل هذا طرح مضماراً جديداً للعطاء من خلال الصحافة». وتقول: «الزهرة، صنعت اسماً زاهياً في عالم الصحافة العربية، وتصدرت المشهد الإعلامي دوماً برسالتها التي أثرت في الوعيين المحلي والعربي».

حافظ: رحلة ساحرة
في رحلة ذكرياتها مع مدينه أبوظبي، تتصدر مجلة «زهرة الخليج» المشهد الأكثر تألقاً وبريقاً وتأثيراً، لدى الصحافية ليلى حافظ، مسؤولة (صفحات الموضة والجمال) الأسبق، حيث التحقت حافظ بالمجلة منذ سنواتها الأولى في الصحافة، وقضت فيها أكثر من 30 عاماً، تصفها بالقول: «كانت رحلة ساحرة مع المجلة تبادلنا فيها العطاء، أعطيتها وقتي وجهدي، ومنحتني الخبرة والثقة بالنفس والعلاقات العميقة مع الآخرين». وعن أبرز البصمات التي وضعتها في المجلة، تذكر حافظ بفخر: «بعد سنوات من العمل في التحقيقات، كان من بينها تحقيق يتناول قضية مدى تمسّك ابنة الإمارات بملابسها التقليدية مُقابل الانفتاح الكبير على الموضة العالمية، دعمت موضوعي بتصوير مجموعة من الأزياء التقليدية، من خلال فتاتين، وكان هذا يحدث لأول مرة في المجلة، حيث لاقى الموضوع الاستحسان وتم تطبيق هذا النموذج من (التصوير الحيّ) لصفحات الأزياء، التي كانت وقتها تستعين بصور الأزياء من المجلات العالمية».

عبد العظيم: نقلة كبيرة
تقول الصحافية ثناء عبد العظيم: «انضممت إلى أسرة التحرير في عام 1994 واستمر عملي بها طيلة 20 عاماً، كانت بالنسبة إليّ نقلة كبيرة، وقدمت مجموعة من الموضوعات المميزة وكنت أطرح من خلالها القضايا التي تهم المرأة والأسرة، حتى  لقبني زملائي بـ(صحافية المهام الصعبة)».
وترى ثنا،ء كابنة محبة للمجلة، أن ما يميز «زهرة الخليج» أنها واكبت المرأة الإماراتية في أوائل عهدها بالنهضة وخروجها للعمل، وساعدت على نشر الوعي المجتمعي والحراك الاجتماعي والثقافي، وتضيف: «كانت المجلة ولا تزال سباقة في نقل الحدث وما وراءه، وقد أضافت لي كثيراً ومنحتني الخبرة في العمل الصحافي ومثلت المنصة الإعلامية الأكثر زخماً وتداولاً بين أفراد الأسرة العربية، وأعتبرها تجربة جديرة بالفخر، أن يرتبط اسمي وحياتي بالمجلة الأكثر تألقاً عربياً والتي فتحت لنا أبواب الشهرة والمعرفة ومنحناها نحن من أعمارنا وأقلامنا وأفكارنا ما يفيد المجتمع الإماراتي والأسرة العربية».