بصدور عددها رقم 2088، تحتفي مجلة «زهرة الخليج» بمسيرة 40 عاماً من التميز في عالم الصحافة، ولما لهذا الرقم من معنى في أعمارنا، ولكن في «زهرة الخليج»، قد يكون صعباً أن نعد عمر المجلة بعدد السنين فقط، وهي التي قدمت على مر سنواتها، عدداً لا يستهان به من موضوعات تهم المرأة العربية والإماراتية، فمنذ انطلاقها في 28 مارس 1979، لاحقت المجلة مسيرة المرأة الإماراتية وكانت عيناً لها، ومن غير المبالغ اعتبار المجلة أرشيفاً كاملاً لرحلة حياة المرأة الإماراتية وتطورها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وعلمياً ورياضياً.

من يتابع «زهرة الخليج» منذ بدايتها، سيجد نفسه أمام رحلة علمية متصلة، تضيء على التطور الذي عايشته المرأة الإماراتية، منذ الحاجة الملحة لوجود كوادر متعلمة من النساء القادرات على مسايرة متطلبات الدولة الحديثة، فاحتفت المجلة بالجيل المتعلم الأول والخريجات الأوائل والمتميزات، وأضاءت على جهد الطالبات المبتعثات، وعلى الجامعات التي افتتحت حينها.
في العدد 88 الصادر في العام 1980، زينت «زهرة الخليج» صفحاتها بأولى دفعات جامعة الإمارات، فيما احتفت في العام 1991 بالدفعة العاشرة من خريجات الجامعة. وفي العام 1990، سلطت المجلة الضوء على الجيل الثاني من حملة شهادة الدكتوراه العائدات من الخارج. أما في عام 1996 فنشرت المجلة ملفاً أكاديمياً متكاملاً عن الخريجات الجامعيات الأوائل تحت عنوان (حكاية أول فتاة تدخل الجامعة)، تضمن حوارات مع الجيل الأول من المتعلمات، مثل شيخة نايل النعيمي التي كانت أول فتاة إماراتية تتخرج في الجامعة. ولم يتوقف اهتمام المجلة بأجيال المتعلمات حتى يومنا هذا، ففي العدد 2086 نشرت حكاية الطفلة دانة البلوشي (13 عاماً) التي تُعد أصغر منتسبة لجامعة الفضاء في هيوستن الأمريكية، وأول طفلة إماراتية تدرس علوم الفضاء وتصميم الصواريخ.

«الأوائل»
للأوائل الإماراتيات نصيب كبير من احتفاء «زهرة الخليج» بهن، ففي العدد 634 الصادر عام 1991، نشرت حواراً مع أول محامية إماراتية سميرة قرقاش، وفي عام 1997 أجرت المجلة حواراً مع منى نواف التي تعد أول إماراتية تعمل في سوق الأوراق المالية. وتزينت صفحات المجلة عام 2008 بملف تحت عنوان «أوائل بنات الإمارات بُناة الاتحاد»، إذ سلط الملف الضوء على النساء الإماراتيات السباقات في مجالهن. وفي عام 2018، التقت المجلة شمسة الظاهري أول سيدة إماراتية في «مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي».

ساحة الرياضة
في عام 1986 تصدر غلاف «زهرة الخليج» عنوان «بنت الإمارات حَكَم دولي»، إشادة بمشاركة الإماراتيات في تحكيم «أولمبياد دبي للعبة الشطرنج». كما تزينت صفحات المجلة في عام 1998 بصور نادي أبوظبي للسيدات قبل الافتتاح الرسمي، أما في عام 2011 فشهدت ملاعب الإمارات أول بطولة نسائية في لعبة كرة القدم، شاركت فيها فتيات إماراتيات وعربيات، ولم تغب «زهرة الخليج» عن مواكبة الحدث.  وفي عام 2018 حاورت المجلة أول حكمة معتمدة عالمياً في الإمارات وهي منى الشامسي، وتصدرت بطلة لعبة الجوجيتسو، الإماراتية مهرة الهنائي الفائزة بالميدالية الذهبية في «بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو»، غلاف «زهرة الخليج» في مايو من العام نفسه.

المرأة في العمل السياسي
تطرقت «زهرة الخليج» في عام 2007  لقضية «التمكين السياسي للمرأة الإماراتية»، محاورة الدفعة الأولى من البرلمانيات الإماراتيات. وفي عام 2009، أقامت المجلة ندوة بمناسبة مرور عامين على دخول المرأة الإماراتية المجلس الوطني الاتحادي، وبمشاركة عدد من عضوات المجلس الوطني الاتحادي حينها. وفي عام 2011 نشرت المجلة تحقيقاً كاملاً تحت عنوان «المرأة الإماراتية والانتخابات البرلمانية. لمن ستصوت؟ وما الذي تطلبه من المرشحات؟»، مقدرة دور المرأة الإماراتية في العمل السياسي.