ولدت «زهرة الخليج» قبل 40 عاماً، فأدارت الرؤوس صوبها وتعلقت بها القلوب. سيدات من أجيال مختلفة، ورثن حبها وأعلنَّ عن ارتباطهن الوثيق بها، ويحترن عند أي من صفحاتها يتوقفن. ببساطة هن متعلقات بها من (الجلدة إلى الجلدة)، وينظرن إلى «الزهرة» على أنها وسيلة إعلامية رائدة في بيوت العالم العربي كله.

الريادة
تقول عضو المجلس الوطني الاتحادي، عفراء البسطي: «لم تكن مجلة (زهرة الخليج) بالنسبة لي وللعديدات من أبناء جيلي مجرد وسيلة إعلامية عادية، بل كانت ضيفاً ليس بغريب ومرحَّباً به دائماً في البيت». وتستعيد ذكرياتها قائلة: «مع كل عدد، كنا ننتظر الجديد من اللقاءات والأعمدة المتميزة والموضوعات الاجتماعية الشيقة، وزاد تأثرنا بها على مدى سنوات لتصبح عزيزة وغالية في قلوبنا، وواحدة من أهم المنصات الإعلامية الإماراتية واسعة الانتشار».
وتتقدم البسطي بالتهنئة لأسرة المجلة، مشيرة إلى «أن (الزهرة) منذ تأسيسها،أمتعتنا بكتّابها وبالعديد من الموضوعات الهادفة والشيقة والجديدة؛ مما ميز الشخصية التي تتمتع بها وأهلها لتحتل الريادة في مجالها حتى الساعة». وتضيف: «نشعر بالفخر والسعادة في دولة الإمارات حينما نرى مجلة إماراتية تحقق نجاحاً كبيراً على مستوى الدولة والعالم العربي».

مجلة الجميع
تشير الرئيس التنفيذي لدار الياسمين للنشر، الدكتورة مريم الشناصي إلى أنها قرأت مجلة «زهرة الخليج» في المدرسة عندما كانت في المرحلة الثانوية، شارحة: «كانت المجلة تشعرني أنا وغيري من الطالبات بأننا أكبر من عمرنا، لعمق الموضوعات المضاء عليها، وأذكر أن باب «مشكلتك لها حل» كان يستحوذ على اهتمامنا إلى درجة مناقشة المشكلات المطروحة مع بعضنا، كما كنا نتابع بحماس أبواب الأزياء وصفحات الطهو والكثير من المقالات»،
وتقول الشناصي: «استفدنا من موضوعات المجلة في المناهج الدراسية، في التعبير، في الحوار وفي حصة التدبير المنزلي ووصفات الطعام. كما كنا نتابع بشوق الحوارات الصحفية مع الأدباء والباحثين والكتاب والفنانين. وأذكر أنه تم تخصيص صفحات للفتيات تساعدهن في المحافظة على الجمال وموضوعات تهم المرأة، وقد جرت العادة أن نتداول المجلة مع الصديقات، وكثيرات ما زلن يحتفظن بأعداد قديمة منها».

تحاكي العالمية
تحكي المذيعة في تلفزيون أبوظبي فاطمة الهندي، عن قصتها مع المجلة: «تعرفت على (زهرة الخليج) من خلال والدتي، وكنت حينها في عمر المراهقة وشدتني القصص الواقعية والمشكلات والحلول التي تفرد لها المجلة مساحة، وتقدم للفتيات نصائح مفيدة حول تساؤلات كثيرة قد تخطر ببالهن ويخجلن من طرحها على أمهاتهن».
وتضيف: «كبرت وكبر حب المجلة في قلبي، وصرت أميل لصفحات الأزياء والجمال وهي متقدمة جداً بالمقارنة مع مجلات أخرى، وزدت تعلقاً بها وبتّ أستقي كمذيعة من موضوعاتها المتنوعة أفكاراً جميلة أقدمها للمشاهدين. شخصياً أراقب المجلة مع تقدم السنوات، وأجد أنها تحاكي تطور المجلات العالمية، إن من ناحية الغلاف أو المحتوى الذي أخذ حلة جديدة مواكبة للعصر».

انفتاح وحراك
تعود خبيرة التراث فاطمة المغني بالذاكرة 40 عاماً وتروي: «شهدت ولادة مجلة (زهرة الخليج) بغلافها الذي جمع سبع طالبات من جامعة الإمارات، كان لهن حوارات داخل صفحات المجلة، وتفاجأت يومها مثل كثير من الإماراتيين بهذه المجلة التي أشعرتنا من اللحظة الأولى بالانفتاح الذي بدأ، والحراك الذي يحدث في الدولة من جانب المرأة».
وتضيف: «وجدت المجلة لتدعم المرأة وما زالت الرائدة في هذا المجال. فساهمت بإيجابية بتعريف المجتمع دور المرأة الأم والموظفة، ومن خلالها نستقي معلوماتنا عن المؤسسات التي تعمل في مجال دعم المرأة والتنمية البشرية والأسرة». تشير المغني إلى أن للمجلة دوراً إعلامياً كبيراً في المجتمع الإماراتي على صعيد التنوير والمعرفة والثقافة.


الارتقاء بالذوق
مصممة الأزياء أمل مراد، لا تخفي إعجابها الكبير بالمجلة، بقولها: «كنا ننتظر صدور المجلة أسبوعياً بفارغ الصبر. لقد تعلقنا بها إلى أبعد الحدود ووقعنا بحب ما تنشره عن الموضة والفن، وأعترف أن الموضوعات الاجتماعية التي تعالج مشكلات المجتمع والحياة، كانت من أهم ما كنا شغوفات به، بالإضافة إلى مقالات الكتاب وأصحاب الأعمدة الثابتة، الذين علمونا الكثير وأثروا لغتنا العربية وحفزونا على تذوق الأعمال الأدبية».