ينفق كثير من الأمهات والآباء على مواهب أطفالهم أموالاً طائلة من دون فائدة، وربما تحاول الأم زرع أحلامها، أو أمنياتها الشخصية التي لم تستطع تحقيقها في رأس طفلها الصغير، ليست هذه هي المشكلة، ولكن المشكلة الحقيقية عندما لا تكون هذه الأحلام والأمنيات في مدار عقل طفلك، ربما تمنيت أن تكوني سباحة عالمية، أو رسامة، أو مؤلفة، أو ممثلة، أو مغنية، أو لاعبة جمباز، لكنك لم تحققي ذلك، فهل هذا يعني أن الحلم الذي لم تحققيه أنت، سيحققه لك طفلك أو طفلتك؟

موهبة حقيقية
عليك أن تكتشفي موهبة طفلك الحقيقة، وما هو مهووس بعمله طوال اليوم، ولا يريد أن يتركه مهما كانت الإغراءات، علمي طفلك أن موهبته سر نجاحه في الحياة، والقاعدة الأساسية، بل السر الذي سيجعل من موهبة طفلك مصدر سعادة وغنى، هي إنفاق ماله الخاص على هذه الموهبة، وليس مالك أنت، بل ماله هو.. كيف ذلك؟
لك أن تعرفي أن أي مبلغ سينفقه طفلك على موهبته، سيكون له الأثر الأكبر في تقدير قيمته لهذه الموهبة، ستجدين أنه يسارع لتعلمها من دون تقاعس، قد تكونين ممن يفضلون حضور المدرب إلى بيتك ليصقل موهبة طفلك، أو ترسلينه إلى أحد المركز المتخصصة، أياً كانت الصورة التي ترغبينها، عليك ألا تتفقي مع مدربه من دون حضوره، دعيه يستوعب أن هذا الوقت الذي سوف يلتزم به مع مدربه له ثمن، وفي مقابل هذا الثمن والتزامه ستكون النتيجة، التي هي موهبة تميزه عن الآخرين.

برمجة الموهبة
بعد أن تعرفي موهبة طفلك حقاً إن كانت الرسم، التخطيط، الألعاب الإلكترونية، الرياضات المختلفة، الميكانيكا والفك والتركيب أو غيرها. لكي تبرمجي عقل طفلك، ليخرج موهبته خارج عقله، لتصبح صورة مرئية أمامه:
- اعقدي مع طفلك اتفاقاً مفاده أنه يمكن أن ُينمي موهبته عن طريق ادخار جزء من مصروفه لصقل هذه الموهبة.
- حددي مبلغاً معيناً كل شهر بالإضافة لمصروفه الشهري، على أن تضعيه في ظرف وتكتبي عليه (موهبتي سر نجاحي) ويبقى الظرف لديه.
- ضعي مع طفلك خطة مالية للإنفاق على موهبته، فحين يشارك في ذلك من مصروفه، وما تم تخصيصه له، سيصبح لذهابه والتزامه مع مدربه قيمة ومعنى آخر، وسيكون حريصاً على أن يقدم أفضل ما لديه.