نظراً إلى قدسية العلاقة الزوجية، وأهمية هذه «المؤسسة» في بناء مجتمع صحي وسعيد، فمن الضروري أن يسعى طرفا العلاقة إلى إنجاحها بما ينعكس على استقرار الأسرة، وخلق جيل واعٍ من الأبناء الذين هم نُواة المجتمع ومستقبل الأمة.


تؤكد رئيسة قسم «تنمية مهارات وقُدرات الشباب»، مديرة مشروع «رخصة الحياة الأسرية للمقبلين على الزواج» في مؤسسة التنمية الأسرية فاطمة عبد الله الحمادي، أن تحقيق حياة زوجية هادئة ومستقرة من الأمور الممكنة، إذا أردنا ذلك، من خلال بعض الخطوات البسيطة.

• ما السبيل إلى حياة زوجية سعيدة ومستقرة؟
هناك ثلاث خطوات لا بد من اتباعها من أجل الوصول إلى حياة سعيدة؛ تتلخّص في الاختيار السليم منذ البداية.. أحد أهم أسباب نجاح الحياة الزوجية، وعدم رفع سقف التوقعات من الطرف الآخر، والإصرار على الحصول على شخص مثالي خالٍ من العيوب والأخطاء، وعدم مُحاكاة الآخرين.

• ما مهارات التواصل بين الأزواج؟
على الزوجة أن تختار الوقت المناسب للحوار، وتتحدث في موضوع واحد، ولا تتشعّب في موضوعات عديدة، وتلتزم الصوت الهادئ والطريقة الودودة خلال طرحها الموضوع، وأن يرى الرجل دائماً الأبناء في حالة جيدة من حيث نظافة الملابس والمظهر اللائق، وأن يبدو المنزل أنيقاً تملؤه رائحة البخور والعطور، أيضاً لا بد من انتباه الزوجة إلى حديث الزوج معها وأن تعيره اهتماماً، وأن تتغافل عن بعض الأخطاء البسيطة.

الروتين الزوجي
• في رأيك؛ هل الروتين اليومي قد يسبب القضاء على مشاعر المحبة بين الأزواج مع مرور الوقت؟
بالطبع التكرار اليومي للأشياء من الممكن أن يكون سبباً في هدم الحياة الزوجية، والروتين الزوجي إذا كان موجوداً فإن المسؤولية تقع على عاتق الزوجين.. فالزوج مُطالب بالتغيير وكسر الروتين كما هو مطلوب من زوجته، وإذا طلبنا من الزوجة القيام ببعض الأشياء اليومية لكسر الروتين دون مساعدة من الزوج..

الكلمة الطيبة
• ما الأشياء المطلوبة من الزوجين لقتل الروتين الزوجي؟
يجب على الزوجة أن تهتم بمظهرها، وكذلك على الزوج أن يهتم بمظهره، رشاقته، جمال ملابسه، صفاته وخصاله. ومن الممكن أن يتفق الزوجان على القيام بنزهة من وقت إلى آخر، سواء أكان مع الأبناء أم من دونهما. ولا بد من الوصول إلى حل للمشكلات الحياتية اليومية بين الزوجين أولاً بأول، وعدم تركها حتى لا تتفاقم. لكن من المهم أن تُحل الخلافات بعيداً عن الأبناء، كما أن الكلمة الطيبة وإظهار مشاعر الامتنان والتقدير بين الزوجين، من أهم «مفاتيح السعادة» الزوجية.

• في رأيك، كيف يستطيع الرجل أن يُسعد زوجته؟
لا بد أن يهتم الزوج بزوجته، خاصة أمام الناس، من خلال الاستماع لها، لا سيما أن بعض الأزواج قد لا يفعلون ذلك، اعتقاداً منهم بأن احترام الزوجة وتقديرها أمام الناس أمر يتنافى مع الرجولة ويُفقده هيْبَته، فضلاً عن أن تقديم الهدايا من وقت إلى آخر، أمور تُسعد المرأة، والأجمل من ذلك إذا فوجئت بإحضار زوجها هدية لوالدتها، فتشعر الزوجة حينها بأن زوجها يقدّر أسرتها، وتعمّ المودة بين الجميع بمنتهى البساطة، أيضاً الشفافية بين الأزواج من الأمور المطلوبة جداً لاستقرار الحياة الزوجية، ولا بد أن يكون الزوج مثل «الكتاب المفتوح» أمام زوجته والعكس.

شراكة
تُشارك «شركة أبوظبي للإعلام» في «الحملة التوعوية الاجتماعية الأولى»، التي تنظمها مؤسسة التنمية الأسرية، تحت شعار «أسرة متماسكة.. مجتمع متسامح.. وطن آمن »، بدعم من دائرة تنمية المجتمع، وبشراكة استراتيجية فاعلة مع ديوان ولي العهد، و«القيادة العامة لشرطة أبوظبي»، «دائرة القضاء»، «مركز أبوظبي للإحصاء»، «هيئة أبوظبي للإسكان» و«الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف». وتسعى الحملة للتذكير بأن الأسرة هي الحاضنة الأساسية للإنسان، والنّواة الأولى لوطن متماسك ومتسامح وآمن.