كان السعوديون ينتظرون بفارغ الصبر يوم الأحد الموافق 10 مارس الجاري للاحتفاء بمنجزهم التاريخي والإعلان عنه رسمياً أمام العالم، وهو تدشين وزارة الثقافة السعودية، وكشف أهدافها وبرامجها وخطة عملها على المدى القصير والمتوسط والبعيد.
وهي الوزارة التي لم يمر على تأسيسها عام واحد، وإذا بوزيرها الشاب الأمير بدر الفرحان آل سعود يصرح بتأجيل الموعد إلى 27 من هذا الشهر، وأنه ما زال ينتظر المزيد من المقترحات والرؤى من المعنيين والمختصين والمراقبين في القطاع الثقافي والأدبي والفكري والفني والإبداعي في المملكة العربية السعودية، الدولة مترامية الأطراف الممتدة من الماء إلى الماء. وعطفاً على ما تقدم فإن الآمال والطموحات معقودة بقوة على هذه الوزارة الوليدة في ترجمة أحلام السعوديين قاطبة في العناية بمقدراتهم التاريخية والجغرافية والثقافية والفنية على حد سواء، ولذا فإن أطياف المجتمع السعودي كافة وبخاصة المهتمون بالعمل الثقافي والفني والإبداعي بمختلف أنواعه يتطلعون إلى قيام الوزارة بالتالي: أنجزت الحكومة السعودية تقدماً مهماً بتأسيس وزارة للثقافة لرسم مشاريع استراتيجية لإنعاش القطاع الثقافي الذي عانى كثيراً جراء إقصائه من برامج التنمية طوال خمسة عقود في ظل توافر معطيات جبارة من شأنها القفز بصورتنا الذهنية أمام العالم وتتركز مطالب المثقفين السعوديين في الآتي:
ماذا نريد من وزارة الثقافة السعودية؟
ـ القيام بعمل مسح شامل للمحتوى الفكري والأدبي والثقافي والفني منذ تأسيس البلاد.
ـ الجلوس مع ممثلين لجميع أجيال الأدب والثقافة والفكر والفن السعودي لمعرفة تصوراتهم حيال إعداد منظومة أهداف الوزارة التي أنشئت من أجلها.
ـ حصر جميع القطاعات المنتجة للعمل الثقافي والفني والأدبي وضمها إلى الوزارة.
ـ إعادة تصنيع المنتج الثقافي بصوره المتعددة بمعطيات متطورة والتعريف به للرأي العام بمستوياته كافة.
ـ استيعاب ودمج الطاقات الوطنية كافة القادرة على التعامل مع الشأن الثقافي والإبداعي.
ـ إنتاج مشروع ثقافي للوطن يدور كافة المناطق والمحافظات لتوطين المعرفة بما يلبي احتياجات رجل الشارع.
ـ إعادة دراسة الأنشطة والبرامج الثقافية كافة وتطويرها بما يتفق ومشروع التحول الوطني.
ـ انتشال الفنون السعودية من معاناتها.
ـ استثمار الثروة الأدبية والثقافية والفنية وتسليعها بما يجعلها رافداً للاقتصاد الوطني.
ـ الإسراع في توثيق التراث الفني السعودي فلكلوراً وموروثاً وابتكاراً.
ـ تأسيس المجلس الأعلى للثقافة والآداب والفنون.
ـ إعادة العمل سريعاً بجائزة الدولة التقديرية في الثقافة والفنون والآداب.
ـ تنظيم مهرجانات وطنية في الأقاليم السعودية بما يوفر معرفة ثقافة ومبدعي وفناني الوطن.
ـ تأسيس قطاع للعناية بالمبدعين بما يليق بهم.
ـ إنشاء برامج تعنى بالمواهب وذوي الميول وتستوعبهم في المجالات كافة.
ـ إيفاد المختصين لمعرفة تجارب الدول المتقدمة في تأسيس الكيانات الثقافية الفاعلة في التنمية الوطنية والمدنية ومضاهاة تجاربها.
ـ تصحيح وضع جمعية الفنون وتحويلها لقطاع فاعل ومنتج وإيجابي كمؤسسة مجتمع مدني.
ـ إعادة النظر في هيئة الثقافة وتصويب عملها.
ووفق ما تم التطرق إليه فإن ما تقدم يمثل الخطوط العريضة لما يتطلع له أهل الثقافة والفنون والآداب في المملكة العربية السعودية من وزيرهم الشاب الذي عينته الحكومة على رأس هذا القطاع وهو الذي ليس ببعيد عن طبيعة أهله، فممارسته للعمل الإداري في كبرى الشركات الإعلامية الوطنية وإشرافه على قطاع الفنون في إحدى أبرز المؤسسات الفنية الحديثة لدينا وتنفيذه لمشروع محافظة العلا السياحي وقيامه بإنتاج برنامج شتاء طنطورة وتلك المبادرات التي أفصح عنها مثل إطلاق اسم الفنانة منيرة موصلي على إحدى المنشآت العامة تسجل له، ويعلق عليه منسوبو الحياة الثقافية والفنية السعودية الكثير مما كانوا ينادون به زمناً طويلاً، والله الموفق.