كم هو حضاري وجميل أن يحتفل محرك البحث غوغل بميلاد الشاعرة والأديبة المصرية جميلة العلايلي، وينشر صورة كارتونية لشاعرة مضت إلى الظل في زمن مزدحم بكل شيء إلا من رجال ونساء تركوا نتاجهم الثقافي ومضوا، فمجرد رؤية صورة الشاعرة نندفع للسؤال عن تجربتها وسيرتها، والزمن الذي عاشت فيه.
 
جميلة العلايلي المرأة التي أعلنت يوماً بأن مثلها الأعلى في الكتابة والأدب هي مي زيادة،  وذلك حين أشارت قائلة :"مي زيادة هي مثلي الأعلى في كفاحي الاجتماعي والوطني"، وأكدت أنها لم تأتِ من فراغ وإنما تأثرت بزعيمة النهضة النسائية هدى شعراوى.
 
كان المناخ الثقافي حينها في مصر، مناخاً مشتعلاً بالأسئلة الثقافية، وكان ثمة صالونات، وصحف، من هنا فإنها أشارت إلى هذا المناخ الذي طلعت منه وتأثرت به، قالت:" مثلي الأعلى في الشعر رائد الشعر الحديث ومؤسس جماعة أبولو الدكتور أحمد زكي "، وقد رسمت أسلوبها الخاص بها والأنا الشعرية، واعتبرت شاعرة أبولونية، كونها أحد الأقلام التي كتبت في مجلة أبولو، وقد لاقت حينها استحساناً من الشاعر المصري صاحب قصيدة الأطلال التي غنتها سيدة الغناء أم كلثوم،إبراهيم ناجي. 
 
أثمرت تجربة الشاعرة عن الكثير من الأعمال الشعرية، والمقالات المتعلقة بالشعر وقضايا الحياة، ولها أيضاً العديد من الروايات الطويلة التي يمتزج فيها السرد القصصى مع الشعر.
 
ولدت العلالي في 20 مارس عام 1907، ورحلت عام 1991، تاركةً خلال هذه المسيرة الكثير من الدواوين، منها ديوان صدى أحلامي، وصدى أيامي، ونبضات شاعرة، والعديد من القصائد والمقالات. 
 
وهذه بعض السطور من ديوان "صدى أحلامي":
 
لو أنَّ أحزاني تُطيع مدامعــي.. لرأيتَ دَمْعي في القريضِ صَبيبا
 
لو أنَّ بحر الحبِّ يأخذ مسرفاً.. ماءَ المَدَامعِ ما شكوْتُ سُكُوبـا
 
لو أنَّ ذاتكَ ما أرُوم وأبْتَغِـي.. مِنْ كُلِّ قلبٍ ما رجَوْتُ حَبيبــا
 
لكنَّني أهوى الفُنون لأنَّهــا.. تحْيا بمِشْكاةِ الخُلُودِ لَهِيبَـا
 
وأظلُّ أُفْتَن بالمُحَال لأنَّه.. رُوحُ الكمالِ فهل عَشِقْتُ عَجِيبَا