الفنانة العراقية هند كامل نجمة من الزمن الذهبي للدراما العربية، هي ابنة الفنانة فوزية الشندي، وشقيقة الفنانة هديل كامل، وزوجة المخرج فيصل الياسري، نجمة مكتنزة الذات بثقافة أكاديمية واحترافية عالية، استطاعت من خلالهما أن تكون علامة فنية مضيئة.

• كان للدراما حضور بارز على الشاشات العربية في الثمانينات، حيث شهدنا أعمالاً مُبدعة لا تزال حاضرة في الذاكرة، فأين اختفى ذلك الوهج؟
العمل الدرامي يحتاج إلى تمويل كبير، من قبل الجهات الحكومية أو الخاصة كما في معظم بلدان العالم، وبغياب هذا الدعم أو تراجعه سيقتصر الاهتمام على إنتاج البرامج أو «السيمي دراما» غالباً، لتواضع التكلفة وسهولة التنفيذ، في مقابل ما يتطلبه العمل الدرامي من خضوع لمعايير عالية، حيث التنافس على أوجه مع أعمال يقدمها كبار مُبدعي الدراما، ما يتطلب بالنتيجة دعماً كبيراً، لذلك أقول إنّ فكراً من دون مال لن يكون فاعلاً، ومالاً من دون فكر لن يكون مؤثراً.

تنحّي الدراما العراقية
• أين دور المؤسسات أمام هذا الانحسار في حضور العمل الدرامي؟
دور المؤسسة غائب، عراقياً لدينا إنتاج خاص لكنه ضعيف، يفتقر لمفهوم الإنتاج الصحيح، نحن لا نملك صناعة على الرغم من أن التلفزيون العراقي هو أول محطة عربية، لكن الظروف الخاصة التي مَرّ فيها العراق والتقلبات السياسية، سرقت الكثير من الجهود. أما عربياً، ففي مصر مثلاً هناك إنتاج خاص وإنتاج مؤسساتي، وهناك قنوات كبيرة، تملك قدرة مالية عالية، وقد تنشط حتى في دعم اشتغالات عربية، هذا كله غير موجود حالياً في العراق، لذلك تنحّى العمل الدرامي العراقي بعد أن كان في الصدارة، ولعل الأمر ينطبق على الخليجي أيضاً، لأن ثمّة تحديات كثيرة على مستوى الموضوع والمشاكل التي يرغب المشاهد في التعرّف إليها والإمساك بحلولها.

• ما تقييمك الفني لما تقدمه مؤسسات الإنتاج التلفزيوني في دول الخليج من أعمال فنية؟
كمية الجيّد أقل من كمية غير الجيد، حيث إن الاستسهال لدى صنّاع الفن العرب بشكل عام أضاع جدية الهدف، لكن الأمر لا يخلو من وجود أعمال جادة تحترم عقلية المشاهد، لا يزال هناك الكثير من الفنانين أو القائمين على العمل الفني ممن يحترمون عراقة تجاربهم وعمق تاريخهم.

الجيد يُغريك
• لك تجربة عمل طويلة في الدراما الخليجية، كيف تقيّمين هذه التجربة؟
كانت تجربة رائعة، أجمل سنوات حياتي تلك التي عشتها في الكويت تحديداً، ومن هناك ابتدأت شهرتي الخليجية، ولدي ذكريات رائعة وطيبة مع الرعيل الأول في الكويت التي تتصدر المشهد الدرامي، تليها السعودية والإمارات والبحرين، بتفاوت ليس كبيراً.

• للفن دور تعليمي مهم، كما تجلى ذلك في مسلسلك «مدينة القواعد»، الذي كان دورك فيه «حرف الواو»، ألا ترين معي ضرورة تفعيل الدور التعليمي للفن؟
حاجتنا إلى تفعيل هذا الدور الآن تفوق أضعاف ما كانت عليه سابقاً، لأن الخراب أكثر، والضياع والوجع الذي سببته الحروب العربية، بتقديري الشخصي، عرّضت الإنسان العربي لنكسات ونكبات كبيرة في بنائه الداخلي، لذلك من الضروري تفعيل الدور التعليمي للدراما.

• ما الذي تعلمته من التمثيل وأفادك في حياتك الخاصة؟
تعلمت الكثير، وأتعبني في حياتي الخاصة، لأن ظروف العمل وتوجّهي التام إلى مهنتي جعلتني أبتعد اجتماعياً وحياتياً عن كثير من التفاصيل التي قد تبدو بسيطة للآخر، لكنها بالنسبة إلي في غاية الصعوبة، الممثل يتعامل بمشاعره ونقائه وبتوجهه الكامل وبإخلاصه، وهذا أمر مُتعب جداً في هذه الحياة التي يكلفك وجهك الحقيقي فيها خسارة الكثير، فقد اكتشفت أن الحياة هي التي ترتدي الأقنعة، أنا في التمثيل أكون صادقة لأنني ألعب لعبة لأجل الوصول إلى هدف يتمثل في صناعة متعة. نعم، تعلمت الكثير من التمثيل لكنه لم يُفدْنِي في الحياة.

الجمال وبالاً
• يرى البعض أنه لجمال الممثلة دور كبير في نجاحها وتكريس حضورها، ما رأيك؟
هذا صحيح، لكنه لا يلغي أنه في أحيان كثيرة يكون الجمال مصحوباً بعقل وموهبة.. فإذا توافرت هذه الأوصاف الثلاثة، الجمال والعقل والموهبة، ستتحقق مُعادلة رائعة قد تنجح وقد لا يُكتَب لها النجاح، ربما لأنها غالباً ستُحارَب كثيراً، ولا أود الخوض في نوع هذه الحروب وماهيتها. وباختصار، قد يكون الجمال وبالاً على صاحبته.

• هل كان كذلك بالنسبة إلى هند كامل؟
هذا سؤال مُحرج جداً، الحق أنه أضرني من حيث النظر إلى الجمال، بمُعزل عن الشخصية والذكاء واحترام النفس.