يرتبط اسم إيزابيل أبو الهول بتجربة ثقافية متميّزة في الإمارات، منذ أن قدمت إليها في عام 1968، إذ شاركت في تأسيس سلسلة مكتبات، ونظمت برامج تهدف إلى تشجيع الكتابة والقراءة. وفي عام 2009 أنشأت إيزابيل وترأســت «مهرجان طيران الإمارات للآداب» وهو أكبر مهرجان في الشرق الأوسط للكلمة المكتوبة والمسموعة? ويستقطب أدباء من أنحاء العالم ومن أجيال مختلفة? وتشغل إيزابيل حالياً منصب الرئيس التنفيذي وعضو مجلس أمناء «مؤسسة الإمارات للآداب». ونالت إيزابيل أبو الهول العديد من الجوائز والألقاب تقديراً لجهودها، ومنها جائزة «شخصية العام الثقافية» عام 2010، ووسام الإمبراطورية البريطانية من قِبل الملكة إليزابيت عام 2012، وصُنّفت في عامي 2013 و2014 من أكثر الشخصيات البريطانية المؤثرة في الشرق الأوسط، كما اختيرت عام 2014 ضمن مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)

• ما الهدف من تأسيس «مهرجان طيران الإمارات للآداب»؟
نهدف إلى الاحتفاء بالكلمة المكتوبة والمقروءة، واستقطاب الجمهور من جميع الأعمار والجنسيات والثقافات، واستضافة المؤلفين من شتّى أنحاء العالم، لتعزيز الحوار الثقافي البنّاء، مع التركيز بشكل خاص على غرس حُب القراءة والكتابة والمطالعة في نفوس الأجيال.

• بعد 10 أعوام على تأسيس المهرجان، ما قراءتك حوله؟
تكرار زيارات كل أفراد الأسرة والمجتمع إلى المهرجان، خير دليل على وجود شريحة واسعة من الجماهير المهتمة بهذا النوع من المهرجانات، واعتراف بنجاح أنشطته وفعالياته، والفرص التثقيفية الواسعة التي يقدمها للجميع دون استثناء.

مسيرة نجاح
• ما هو عمل «مؤسسة الإمارات للآداب»، وما الذي حققته إلى اليوم؟
أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي (رعاه الله)، مرسوماً في عام 2013، يقضي بإنشاء «مؤسسة الإمارات للآداب»، لتقوم بسلسلة من الفعاليات على مدار العام، وتصل إلى أوسع شريحة مُمكنة من الأطفال والكبار على حد سواء، وتلتزم بتعزيز تنوع المواضيع الأدبية التي تهدف إلى جذب الجمهور غير المعتاد على القراءة والمطالعة. مسيرة نجحنا فيها ونُكملها وقد أسهمنا إلى اليوم ومن خلال المسابقات وورش العمل، في تشجيع مجتمع الكلمة المكتوبة، وتوفير منصة لدعم المواهب الجديدة والمتميّزة في مجال الكتابة على الصعيد المحلي والعالمي.

• كيف تترجمون العلاقة التي بنتها المؤسسة مع الأدباء العرب والأجانب؟
حالفنا الحظ ببناء شبكة واسعة من الأصدقاء عبر مجتمع الكتّاب العالمي، وترجمنا ذلك في «مهرجان طيران الإمارات للآداب»، الذي يُرحّب بالكثير من المؤلفين سنوياً، ويُتيح لهم فرصة تأسيس صداقات دائمة وعلاقات مثمرة مع أشخاص يتشاطرون معهم الأفكار والاهتمامات نفسهما، والبحث عن حلول للتحديات، إضافة إلى مشاركتهم تفاصيل الناشرين والمترجمين، وربما تأليف قصص وابتكار شخصيات تجسد تجاربهم الغنية.

التحدي الأكبر
• هل من السهل نشر ثقافة القراءة في زمن التكنولوجيا والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي؟
يقرّ الجميع بأننا نعيش في عصر التكنولوجيا المتقدمة، ومن الصعب في غمرة هذا العصر إيجاد الوقت الكافي للتركيز على المطالعة. لذا يتعيّن على الآباء والأمهات أن يكونوا مثالاً يُحتذى به عبر قراءة القصص لأطفالهم بشكل يومي، ومناقشتهم في الكتب التي استمتعوا في قراءتها، والتفاعل مع القصة الصحيحة، سواء أكان ذلك من خلال الكتب الورقية أم الإلكترونية أم الصوتية أم حتى القراءات الحية.

• كيف يمكن تعزيز ثقافة الكتب والأدب والمطالعة؟
يجب التركيز على اتخاذ القرار الحاسم بالقراءة، ومساعدة جيل الشباب على ترسيخ عشقه للقصص بأشكالها كافة. وهي ليست مشكلة مستعصية الحل، إذ يتطلب الأمر فقط انتقاء الكتاب الصحيح من بين الكتب التي ألّفها ألمع المؤلفين لقراءته في الوقت المناسب.

متفائلة بالشباب
• ما الموضوعات التي تركزين عليها عندما تكتبين للأطفال؟
أبحث دوماً عن القصص الفريدة التي تحتوي على شخصيات ومناظر ومشاهد طبيعية تُميز المنطقة العربية، وأركز على العديد من الموضوعات المهمة مثل التسامح، الاستدامة، الصحة الذهنية وغيرها.

• هل يصعب الترويج لكتب الصغار؟
على الإطلاق، يحب معظم الأطفال القصص ويُدرك الأهل جيداً قيمة القراءة والمطالعة، والدليل على ذلك أن تذاكر الدخول إلى الجلسات المخصصة للأطفال سرعان ما تَنْفد.

• ما الذي يُميز الجيل الشباب؟
متفائلة بهم، فهم يتميزون بحماسة عالية ويبذلون ما في وسعهم من أجل إحراز مزيد من التقدم في شتّى المجالات، من خلال الإسهام في معالجة ظاهرة تغيّر المناخ، أو العمل كأطباء وعلماء، أو مُناصرين لقضايا التسامح وتعزيز المساواة بين الجنسين. أثق في أنهم سيحققون إنجازات سنفخر بها.