تروي المطربة أريام حكاية شقيقها أحمد (14 سنة) المصاب بـ«متلازمة داون»، وتكشف عن مشاعرها أمام الناس عندما تكون برفقته.
بداية تقول المطربة أريام، التي تشغل أيضاً من جديد وظيفة «باحث علاقات حكومية» في «أبوظبي للإعلام»: «شقيقي حمود هو أجمل ما في الدنيا بالنسبة إليّ. وباختصار، هو (بَرَكة منزلنا) وشخص كله إيجابية، وفي المجمل أصحاب الهمم لديهم نقاء في القلب، ولما تحبهم وتحسن معاملتهم يشعرون بك، خاصة أن هناك مَن لا يجيد التعامل معهم أو ينفر منهم». وتضيف: «حمود، الذي لديه متلازمة داون، يحب الضحك واللعب والموسيقى والتصوير، ويحاول أن يثبت نفسه أينما يذهب، وهو اجتماعي من الطراز الأول».

• وكيف زرعت والدتكم الوعي لديكم بكيفية التعامل مع شقيقكم، كونه من «أصحاب الهمم»؟
عندما ولد حمود، كنّا نحن إخوته كباراً وواعين لأمره، وجميعنا قدّرنا أن هناك حالة صعبة. وبدأنا نتعامل معه بعناية، ولا أخفيكم أن حالته وهو صغير كانت سيئة جداً، إذ كان يصرخ في الأماكن العامة، ومزاجه دَوْماً مُتعكر، لكننا لم نتخلَّ عنه أو نتركه، فلما بدأ يكبر أخذناه إلى مراكز تأهيل فبدأ يتغير، وهو اليوم فعلاً يحاول إثبات وجوده.

يقتدون بي
• بصراحة، هل تخجلين كفنانة من تصرفات حمود عندما يكون برفقتك؟
عُمري ما خجلت من مسألة أن لدي شقيقاً من «أصحاب الهمم»، بل أسعى إلى أن أظهر معه في الأماكن العامة، وأفتخر به، عسى أن يرى كثير من الناس كيف أتعامل معه فيغيروا طريقة تعاملهم مع إخوانهم من «أصحاب الهمم» ويقتدوا بي، خاصة أني أسمع قصصاً عن البعض، أنهم يُحرَجون من «أصحاب الهمم»، بل يحبسونهم أحياناً في غرفة خاصة، وكم أستغرب من هذا الشيء!

• وكيف تتعاملين مع التعليقات السلبية التي تتناول شقيقك عبر وسائل التواصل؟
لا أرد عليها. ولا أتأثر أنا وأفراد أسرتي بها، وشقيقتي رانيا إذا سمعت أحداً يتفوّه بكلمة سلبيّة على حمود، تبدو وقتها مستعدة لأن تفترس مَن يُسيء إليه. عموماً، الناس اليوم باتوا يُدركون كيف يتعاملون مع «أصحاب الهمم»، ذلك لأن الوعي زاد لديهم في هذا الجانب.

غنّيت لـ«أصحاب الهمم»
• لماذا لم يُشارك حمود في «الأولمبياد الخاص» المقام حالياً في أبوظبي؟
فكرنا في الأمر، لكنه حالياً في مرحلة التدريب والتأهيل في (مؤسسة زايد العليا للتأهيل) في مدينة العين، وأرجو أن يكون له نصيب المشاركة في الدورات المقبلة، خاصة أنه شاطر في «البولينغ» ويحب السباحة. وحدث أن رافقني حمود عندما لبّيت دعوة كريمة لحضور «الأولمبياد الخاص»، الذي أقيم قبل سنوات في مدينة لوس أنجلوس الأميركية، وكنا ضمن البعثة الرسمية مع لاعبي الإمارات المشاركين في البطولة، وشكل هذا عاملاً إيجابياً لشقيقي. أيضاً ومن باب الدعم المعنوي للمتسابقين من «أصحاب الهمم» غنيت لهم حينها، وفي أي مناسبة تخصّهم، تجدني حريصة على أن أحضرها.

• ما جديدك فنياً؟
أغنية عاطفية شعبية سأطرحها Single، من كلمات الشاعر سعيد بن مصلح، وألحان الفنان عيضة المنهالي.