أيها الأم الجديدة: احضني طفلك جيداً، لاعبيه بكثير من الحب، لكن بحذر! كيلا تصابين بأضرار قد تؤثر في أعصاب وعضلات الظهر والكتفين والمعصم.

ما تجهله كثيرات من الأمهات أن الآلام المتكررة التي يشعرن بها وتبدأ بسيطة، يمكن أن تتصاعد وتشتدّ وتُصبح قوية مستمرة لا تُحتمل، إذا لم ينتبهنّ إليها منذ اللحظات الأولى. وتتسبب بها غالباً حركات يومية يقمنّ بها مثل رفع الطفل من السرير والإمساك به، في حركة معينة متكررة، في حالة الرضاعة الطبيعية، وهذا ما يتسبب بالتهابات مزمنة في العضلات والأوتار والمفاصل. ويُعزز هذا التدهور، بحسب أساتذة العلاجات الطبيعية، التغيرات الهرمونية عند المرأة خلال مرحلتي الحمل والولادة والتي تؤثر في النسيج حول المفاصل، من أجل السماح للحوض باستيعاب الطفل أثناء الولادة، كما أن عملية الحمل ثم الولادة، تؤدي إلى حدوث ما يُشبه الحفرة في عضلات البطن والحوض، يضاف إلى ذلك أن وزن الطفل يدفع بالثقل إلى الأمام. وهذا كله، في حال لم يُعالج إثر الولادة عبر الانتباه أولاً وتجنب الحركات التي تفاقمه ثانياً، يعزز حالات الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة. أكثر ما تعانيه الأم الجديدة هو التهاب غمد الوتر، وتحديداً ما يعرف بالتهاب معصم اليد، ويتسبب هذا الألم بالتهاب أوتار الرسغ والإبهام.

احمِ المعصم
هذه التحولات المرضية في هذه المرحلة الجميلة في حياة كل امرأة، يجب أن يتم التعامل معها بذكاء، بحيث تحمل الأم طفلها، لكن من دون أن تضغط بشدة على عضلات اليدين والمعصم والرسغ والساعد. فليبق الرسغ واليدّ في خط مستقيم، بدل ثني المعصم لتثبيت رأس الطفل. ولتأخذ الأم فترات استراحة من أي نشاط عضلي متكرر يدوم أكثر من عشر دقائق متواصلة. ولتحرص على حمل الطفل بكلا الذراعين، وعند دفع عربة الأطفال إلى الأمام، فلتضع راحة اليد فوق المقبض من أجل الحدّ من ثني المعصمين.
ممنوع تجاهل آلام الرسغ، أي المفصل بين الساعد والكف، لأن أغلبية من يتجاهلنه يركزن نشاطهن على اليد الثانية؛ وحينها تتأثر اليدان معاً. العلاجات متنوعة قد تبدأ بتدليك لطيف على المعصم، وصولاً إلى حقنة كورتيزون لخفض الالتهاب، وقد تتطلب حالات نادرة عمليات جراحية لفتح جزء من غمد الأوتار لإطلاق الضغط الذي يُسبب الألم. أما بالنسبة إلى طريقة حمل الطفل، فتكفي حركة خاطئة واحدة كي تسبب آلاماً في الظهر أو الكتفين، وهي تشتد مع تكرار نفس حركات رعاية الطفل، وأكثر ما يتأثر هو القرص أو الديسك بين فقرات الظهر والعضلات والأربطة في المنطقة نفسها، ما يجعل من الآلام مشكلة حقيقية. لهذا لا بد من الحرص على عدم الوقوع في المشكلة من الأساس عبر الانحناء على الركبتين حين ينوين التقاط لعبة وقعت على الأرض.

آلام الظهر والرضاعة
أهم علاج لشفاء آلام الظهر هو الراحة وهذا، بالنسبة إلى الأمهات الجديدات اللواتي منذ رأين أطفالهن نسين أنفسهن، شبه محال؛ لهذا لا بد من التركيز على وسائل الوقاية الأخرى عبر اختيار الحركات الأقل ضرراً. ومعلوم أن العضلات تحتاج إلى وقت كي تشفى وهذا يستغرق ما يصل إلى أسبوع أو أكثر. وينصح بعض الأطباء في هذا الإطار باستخدام كمادات ساخنة من شأنها أن تُساعد. هناك  من سمعن أن الثلج قد يفيد أيضاً، لكن الأطباء يحبذون الحرارة لا الثلج، لأن من شأن الحرارة التخفيف من تصلب الأنسجة.
الرضاعة الطبيعية من جهتها قد تسبب تشنجات في عضلات الرقبة والكتفين، خصوصاً وأنتن تنظرن بحنان وانتباه شديدين إلى أطفالكن خلال جلسات الرضاعة، لذا نصيحة، حاولن خلال هذه الجلسات تحريك الرأس في كل الاتجاهات، واستعن أحياناً بوسادة يتكئ عليها أطفالكن قليلاً؛ فيخف الوزن الذي تحملنه.