ليس الرقم 2025 المهم في سطوري اليوم، بل ما يدور حوله من توقعات تغيير جذري في طريقة العيش والعمل بحلول هذا العام، وطبعاً التحوّل بدأ منذ الآن وليس بالضرورة أن ننتظر حتى ذلك الوقت. استضافت دبي مؤخراً حدثاً عالمياً آخر، جمع قادة التقنية من منطقة الشرق الأوسط مع نخبة من القادة العالميين، وبين العناوين الكثيرة المتعلّقة بأثر التقنية على حياة الناس وعمل المؤسسات جذب انتباهي عنوان (كيف سنعيش في عام 2025؟).
واحتفظت لكم من بين طيّات الحديث والنقاش ببعض التوقعات المفصلية، التي يجب أن نعيها فوراً، حتى لا نكون نحن وأبناءنا في صدمة تتعلق بشكل سوق العمل وبيئات العمل المؤسسية التي تنتظرهم قريباً.
ملامح عديدة أوردها الخبراء، لكن أبرزها أن الذكاء الاصطناعي سيستحوذ على المهام الروتينية كافة التي تتكرر يومياً في بيئة العمل. وأن المعرفة الرقمية أو المهارة الرقمية لن تعود كافية، ولكن ستصبح البراعة الرقمية هي السمة الغالبة وهي ما يعرف بـ(Digital Dexterity) وأوردته بالإنجليزية لتكون لديكم فرصة البحث أكثر عن هذا المصطلح.
وأقصد بالبراعة الرقمية أنه لن يكون كافياً إلمام الموظف بالمهارات الرقمية المرتبطة بوصف مهامه فقط، ولكن عليه التطوير المستدام لقدراته، بحيث يكون مستعداً للعمل ضمن فريق أي مشروع جديد يتطلب قدراته وخبراته. ومن الملامح أيضاً أن طبيعة هياكل المؤسسات ستتغير ويتلاشى نظام التراتبية لتحل محله منظومة قائمة على تكامل الأدوار والتعاون.
ومن أهم التحولات أن المؤسسات ستوجد شبكة خبرات داخلية تتضمن وصفاً لأهم مهارات وخبرات موظفيها، بحيث تكون منصة تختار منها الجهة الموظفين الأنسب لمشروع معين، بناءً على تطابق ملفهم وليس منصبهم الوظيفي، وستنتشر أسواق رقمية لخبرات خارجية ترفد أي احتياجات غير متاحة داخلياً.
هي ملامح، ولكن معناها كبير وجوهري. فعلينا سواء كنّا أفراداً أم المؤسسات، التي لها علاقة ببناء القدرات لجيل المستقبل، وخاصة التعليمية منها، أن نضع هذه التحولات أمام أعيننا حتى يكون لدى أبنائنا والموظفين على اختلاف الأجيال مناعة أمام ما يحمله المستقبل من تحديات وقدرة على تحويلها لفرص حقيقية. وما أؤمن به أن هذه التحولات، على الرغم من أنها قد تثير قلق كثيرين، تحمل في طياتها إعادة الكثير من الوقت للناس ليستمتعوا بحياتهم من جديد.