أنْهَت الشابة الأردنية سارة خالد أسعد (22 عاماً)، دراستها الثانوية من «مدرسة المونتيسوري» عام 2014، لفتت منذ طفولتها انتباه معلميها وعائلتها، لنشاطها ومشاركاتها في معظم الأنشطة اللامنهجية، إضافة إلى تفوقها الدراسي اللافت، فحصلت على درجة البكالوريوس في international business بامتياز، من جامعة «Surrey» من المملكة المتحدة.


تمكنت سارة في يناير الماضي، من تسلق قمة «جبل كليمنجارو» (وهي من أعلى سبع قمم في العالم، يبلغ ارتفاعها 19.341 قدماً)، بهدف نشر الوعي في حملة «الأردن مُهيّأ»، التي انطلقت لمساندة «أصحاب الهمم» من «أصحاب الاحتياجات الخاصة الحركية»، لتسهيل تنقلاتهم وحركتهم وزيارتهم الأماكن كافة، عن طريق تشجيع بناء الأماكن المخصصة في جميع المباني، إضافة إلى تشجيع المراكز الرياضية على تطوير مرافق يسهل الوصول إليها لرياضيي الكراسي المتحركة.

• لماذا كانت فكرة دعم «أصحاب الصعوبات الحركية» تحديداً؟
يشكل «أصحاب الهمم» في الأردن بين 11و15 % من السكان وهم يواجهون تحديات جسدية ويكافحون في حياتهم اليومية، بسبب افتقارهم المرافق التي تُسهّل عليهم الوصول إليها. سواء أكانوا على كراسي متحركة، أم الأم في «عربة أطفال»، أم من له ساق مصابة، وحتى كبار السن، فشعرتُ بأنها قضية تلمسنا جميعاً.


فكرة المبادرة
• لماذا كان التركيز على تصاميم وتهيئة المباني؟
تصميم مُعين وتهيئة المباني لمساعدة «ذوي الصعوبات الحركية»، من شأنه أن يساعدهم على الخروج من عزلتهم أو حياتهم المقتصرة على أماكن محدودة، والتوجه إلى مناطق مختلفة، مثل المؤسسات والمدارس والمطاعم والمقاهي، وأي مكان يرغبون فيه. وتم التواصل مع العشرات من القائمين على تلك الأماكن، وتحفيزهم على إيجاد منحدر خاص يساعد «ذوي الصعوبات الحركية» أو كبار السن الذين يستخدمون الكرسي، عدا عـن مسـاعدة الأمهـات اللاتي يستـخدمن «عربـات الأطفــال».

• ما أبرز ما توفّره الحملة عبر موقعها الإلكتروني؟
يوفر الموقع لـ«أصحاب الهمم»، دليلاً لجميع الأماكن التي يمكن الوصول إليها حول عمّان وغيرها من الوجهات السياحية في الأردن، مثل المطاعم، الأماكن الترفيهية، المتاحف، المعارض وغيرها.

معوقات
• ما المعوقات التي تواجهكم؟
المشكلة في المجتمع بشكل عام و«أصحاب الهمم» وأهاليهم، عليهم أن يتخلوا عن ثقافة العيب، حول كل ما يتعلق بمفهوم ولفظ إعاقة، فهم في نهاية الأمر أشخاص غير ناقصين، لهم حقوق وعليهم واجبات، ولكن يجب أن نوفّر لهم كل ما يحتاجون إليه من أساسيات الحياة التي تساعدهم على الحركة والتنقل والدراسة؛ إذ سيُساعدهم ذلك على أن يقوموا بكل تفاصيل حياتهم وأعمالهم وواجباتهم.

• لماذا فكرة تسلق «قمة كليمنجارو» لدعم هذه الفئة؟
تعرضت صديقتي آية أغابي في عام 2009، وهي في سن الـ18، لحادث سير جعلها لا تستطيع أن تمشي على قدميها، وهي التي كانت تعشق السفر والترحال. ورأيت قدرتها على التحدي، إذ واجهت الألم بالأمل لتكون من الفتيات الرائدات في مجال العمل التطوعي لخدمة «ذوي الصعوبات الحركية» في الأردن، من خلال مبادرتها «Accessible Jordan الأردن مُهيّأ». التي تعمل من خلالها عبر موقع يحمل الاسم ذاته، ويهدف إلى تسهيل حركة «ذوي الصعوبات الحركية» في مناطق عدة في الأردن، فقررت أن أكون من ضمن المتطوعين في هذه المبادرة، عن طريق شيء أستطيع فعله يلفت أنظار العالم إلى ما نفعله، وينشر التوعية بحقوق تلك الفئة في التنقل والسفر وزيارة جميع الأمكنة، فعزَمتُ على تسلق «جبل كليمنجارو»، باسم آية ومبادرتها، التي حُرمت من ممارسة الرياضات الصعبة التي كانت تحبها، فهي طريقة مختلفة ولافتة ولها علاقة بهواياتي الرياضية، خاصة بعد نجاح تجربة 21 أردنياً العام الماضي، عندما تسلقوا «قمة إيفرست» للتوعية بمرض السرطان ودعم علاجه من كل أنحاء العالم.

مغامرة في 5 أيام
تقول سارة عن مُغامرة تسلق «قمة جبل كليمنجارو»: «استغرقت الرحلة سبعة أيام، خمسة صعوداً، ويومين للنزول، بدأنا الصعود يوم 17 يناير، عند الساعة الـ12 منتصف الليل من غابة مطرية، وفي الطريق إلى القمة كان الأوكسجين يقل، وكان عليّ أن أتذكر كل التعليمات فترة التدريب، الجوّ أيضاً كان يزداد برودة، وأرى الأشجار تصغر ويكبُر حجم الصخور، حتى وصلنا إلى القمة مع شروق شمس يوم 23/‏1. وبعد أخذ الصور التذكارية، بدأنا رحلة الهبوط، ووصلنا إلى المدينة مع نهاية يوم 24/‏1، كنّا فريقاً من ستة أشخاص لا نعرف بعضنا، كل كان له هدف من رحلته، إضافة إلى ثلاثة مساعدين تنزانيّين،  . أما الشعور الذي لا يمكن أن يغيب عن عينيّ وقلبي، لحظة رفع العلم الأردني عند القمة بعد جُهد خمسة أيام، لهدف يدعم فئة لا يمكن إغفال وجودها واحتياجاتها، أعتقد أن هرمون السعادة لحظتها كان يكفي لإحساسي بنشوة الإنجاز إلى حد الطيران».