بحماس كبير وترقّب مضاعف من الشعراء المشاركين، والجمهور الذي يُتابع بشغف تفاصيل البرنامج، انطلقت سادس حلقات «أمير الشعراء»، وهي أولى حلقات المرحلة الثانية من البرنامج الذي تنتجه «لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية» في أبوظبي، ويُبَث عبر قناتي «الإمارات» و«بينونة»، في إطار استراتيجيتها الثقافية التي تهدف إلى صَوْن التراث، وتعزيز الاهتمام لدى المتلقّين بالأدب عموماً وبالشعر العربي خصوصاً، بشقّيه «النبطي» و«الفصيح». وحضر الحلقة كل من نائب رئيس «لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية» في أبوظبي عيسى سيف المزروعي، ومدير «أكاديمية الشعر» سلطان العميمي، وعدد من الدبلوماسيين، في مقدمتهم السفير الأردني في الإمارات جمعة العبادي، وممثلون عن الجاليات الأردنية والسودانية والمصرية، إضافة إلى عشّاق الشعر.
قبل بدء مُجريات الحلقة، أعلنت مقدمة البرنامج لجين عمران تأهّل الشاعرة دينا الشيخ من السودان، ومحمد الأمين جوب من السنغال، إلى المرحلة الثانية، وذلك بعد جمع درجتي لجنة التحكيم في الحلقة الماضية مع نتيجة تصويت الجمهور لهما، فانضمّا بذلك إلى زميلهما الشاعر السعودي سلطان السبهان، الذي تأهّل في الحلقة الماضية، فيما خرجت الشاعرة منى القحطاني من المنافسة.
آليّة تحكيم المرحلة الثانية
أعضاء لجنة التحكيم المكونة من مدير عام «شركة أبوظبي للإعلام» سعادة الدكتور علي بن تميم، والدكتور صلاح فضل، والدكتور عبد الملك مرتاض، تَرقّبوا خلال الأمسية ما سيُلقيه الشعراء الذين كان عليهم الالتزام بآليّة تحكيم المرحلة الثانية من المسابقة، والتي كشف عنها بن تميم، وحسب ما قال فإن هذه المرحلة تتكون من ثلاث حلقات، يتنافس في كل أمسية من أمسياتها خمسة شُعراء، وتطلب اللجنة من كل واحد منهم في كل حلقة قصيدة مُقفّاة أو عمودية من نظمه، لكن اختيار موضوعها يخضع لحرّية الشاعر، فإن قدّم الشاعر قصيدة عمودية، فلا بد أن يلتزم بكتابة أبيات لا تقل عن ثمانية، ولا تزيد عن 10 أبيات، وإن قدّم قصيدة مقفّاة فعليه أن يكتب 15 مقطعاً في الحدود الدنيا، و18 مقطعاً في الحدود القصوى. أما بالنسبة إلى فقرة المجاراة، ففي كل حلقة تختار اللجنة موضوعاً وعلى الشعراء الالتزام بمجاراته. وليلة الأمسية كانت افتتاحية المجاراة مع أبيات للشاعرة «ولادة بنت المستكفي»، وعلى شعراء الأمسية كتابة أربعة أبيات على وزن وقافية الأبيات التالية: (أغار عليكَ مِنْ عَيني ومنّي/ ومنكَ ومِنْ زَمانك والمكانِ.. ولو أنّي خبّأتك في عيوني/ إلى يوم القيامة ما كفَاني).
نجاة رجوي: فخورة بكوني بعد رجاء وأسما
حلّت الفنانة المغربية نجاة رجوي، ضيفة على الحلقة، حيث قدّمت بصوتها أغنية «كوكب الشرق» أم كلثوم «هذه ليلتي»، وهي من كلمات الشاعر جورج جرداق، وألحان محمد عبد الوهاب، وكانت أم كلثوم قد غنّتها للمرة الأولى في عام 1968.
• غنيت في «أمير الشعراء» للسيدة «أم كلثوم»، ما أسباب اختيارك أغنية «هذه ليلتي»؟
بداية أنا فخورة، لأنني ثالث فنانة مغربية تعتلي هذا المسرح طوال ثمانية مواسم، فقد سبقتني إليه كل من الفنانة الراحلة رجاء بلمليح، والفنانة الكبيرة أسما لمنوّر، فأن آتي أنا لأغني بعد هذين الاسمين فهذا من دواعي اعتزازي وافتخاري، الأمر الآخر أن البرنامج في حد ذاته، إشعاعه جميل، وحضوره طاغٍ، خاصة أنه يجمع شعراء من مختلف أنحاء العالم العربي.. والفن والشعر والثقافة دائماً قادرة على جمع الشمل العربي، وبالنسبة إلى اختياري أغنية «هذه ليلتي»، فأنا أتفاءل بها كونها نالت استحسان لجنة التحكيم في نصف نهائي برنامج «ذا ?ويس»، وأصبحت واحدة من الأغنيات الأكثر طلباً من الجمهور لسماعها بصوتي، لهذا كله اخترتها لأسجلها مرّة جديدة من أبوظبي، عاصمة الثقافة العربية.
• تزوجت مؤخراً، وذلك بعد عام من تخرّجك من برنامج «ذا ?ويس».. فهل الزواج في رأيك سيدفعك إلى الأمام، أم سيكون سبباً في تراجعك؟
أعتقد أنه سيدعمني بشكل ممتاز، لأنني منذ اللحظة الأولى التي تعرفت فيها إلى زوجي، أشعر بأن هناك طاقة إيجابية كامنة داخلي، وأنّ نشاطي تضاعف، لأنني أريده أن يكون فخوراً بي.. أضف إلى ذلك أنه يحب أسلوبي في الغناء ويشجعني دائماً على تقديم الجديد.
• ما جديدك الفني؟
وقّعت عقداً إنتاجياً مع شركة مغربية، وقريباً سأكون في مصر لتسجيل أربع أغنيات، سأصور اثنتين منها، وهناك أغنية خامسة ستكون باللهجة المصرية من ألحان عصام كاريكا.
• هل تراجعت الأغنية المغربية حالياً؟
لا شك في أن الأغنية المغربية في فترة من الفترات كانت تمرّ بطفرة استثنائية، وكان للفنانين الشباب الفضل في ذلك، وهذه الأصوات قدمت الأغنية المغربية بطريقة جديدة ومتجدّدة، فاستقبلها الجمهور العربي. اليوم ليس هناك تراجع في سوية الأغنية، ولكنه تراجع في كمّ الأغنيات المطروحة، لذا أعتقد أن الأغنية المغربية تمرّ بمرحلة تركيز وإعادة حسابات لتعود إلى مكانتها التي وصلت إليها.