تحمل «جائزة الشارقة للأسرة الرياضية» رسالة تكريم لأسر الأبطال الرياضيين الذين حققوا إنجازات كبيرة باسم دولة الإمارات، منطلقة من شعار «أبطال خَلْف الأبطال». للتأكيد على أهمية الأسرة الرياضية في المشروع التنموي الثقافي الذي يسود دولة الإمارات، ودورها في تعزيز أواصر الترابط الأسري، الذي ينعكس بصورة إيجابية على الواقع الاجتماعي. إضافة إلى تشجيع الأسر الإماراتية كافة على تبني ثقافة الرياضة الأسرية، وتحويلها إلى نمط حياتي يومي.


بطلة رياضة «الجوجيتسو» شيماء حيدر المازمي، التي تمكنت خلال عام من ممارسة اللعبة، من تحقيق ذهبَيّتي بطولة «أبوظبي جراند سلام للجوجيتسو» وبطولة «العالم للجوجيتسو» اللتين أقيمتا في أبوظبي، في إنجاز متفرّد أبْهَرت من خلاله الساحة الرياضية إلى جوار شقيقتيها، اقتداءً بوالدهن الذي سبقهن بعام في ممارسة اللعبة وشجعهن على ممارستها».

جهود حثيثة
تُرجع بطلة «الجوجيتسو»، الشابة الإماراتية شيماء حيدر المازمي (17 عاماً)، فوزها وأسرتها بـ«جائزة الشارقة للأسرة الرياضية»، إلى دعم عائلتها، مضيفة: «خلال عام واحد من ممارسة اللعبة، حصلت على ذهبيتي بطولة «العالم للجوجيتسو» وبطولة «أبوظبي جراند سلام للجوجيتسو»، اللتين أقيمتا في أبوظبي عام 2018، إلى جانب حصولي على أربع ميداليات ذهبية وثلاث فضيات في بطولات المحترفين، فلولا وجود والدتي ووالدي إلى جواري وتشجيع إخوتي وثقتهم بقُدراتي، لما تمكنت من صنع هذه الإنجازات». وعن بدايتها مع تلك الرياضة، تقول شيماء: «دخلت رياضة الجوجيتسو في بداية عام 2018، عن طريق والدي الذي سبقني بعام في ممارسة اللعبة، وحاول إقناعي بتجربتها، لكني كنت أظنها رياضة عنيفة لا تصلح للفتيات، إلى أن طلب مني والدي الحضور لتشجيعه، ورأيت طريقة اللعب في بطولة «رأس الخيمة للجوجيتسو»، الأمر الذي غيّر وجهة نظري عن اللعبة، وقررت التجربة والتسجيل في نادي عجمان برفقة شقيقتي خولة وجواهر، وخلال شهرين من التدريبات حققت ذهبية «بطولة عام زايد»، التي تُعتبر أول بطولة أخوض غمارها».

ذهبية بطولة العالم
تؤكد شيماء أن تحقيق ذهبية بطولة «العالم للجوجيتسو» بعد أربعة أشهر من ممارسة اللعبة، كان نقطة تحوّل في مسيرتها ودفعها إلى تكثيف التدريبات، كي تتمكن من تحقيق ذهبية بطولة «أبوظبي جراند سلام للجوجيتسو»، وأضافت: «على الرغم من الصعوبات التي نواجهها في «نادي عجمان» بسبب قلة الدعم المادي، لكن ما يُثلج صدورنا الدعم اللامحدود من «اتحاد الإمارات للجوجيتسو» سواء المادي أم المعنوي».

تعلمت الانضباط
تُبيّن شيماء، أن رياضة «الجوجيتسو»، ساعدتها في التطور على الصعيدين الاجتماعي والدراسي، وتضيف: «ساعدتني (الجوجيتسو) على تجنب المواقف الصعبة والحرجة، وعلمتني القدرة على تجاوزها، الأمر الذي يُعتبر أبرز قواعدها، كما منحتني تدريباتها زيادة في المرونة الجسدية والانضباط الذاتي والهدوء، مما ساعدني على الصعيد الشخصي، وأتمنى أن تكون هذه الرياضة ثقافة عامة بين جميع فئات المجتمع، تتفرّد بها دولة الإمارات أمام العالم».

عندما يتفوق الابن على الأب
بمزيج من مشاعر الفخر، يتحدث حيدر المازمي والد شيماء عن ابنته قائلاً: «تمكنت شيماء وشقيقتاها من التفوق عليّ شخصياً، فأنا سبقتهنّ بعام في ممارسة رياضة «الجوجيتسو»، وهنّ يمتلكن إصراراً كبيراً وعزيمة على التفوق». وأشار المازمي إلى أنه تعرف إلى «جائزة الشارقة للأسرة الرياضية» بالصدفة البحتة، من خلال مُعلمة ابنته الصغرى جواهر، التي بدورها شجعت العائلة على المشاركة، ليقدموا في آخر يوم قبل غلق باب التسجيل، ويضيف: «لم نكن ننتظر يوم الإعلان عن الجائزة بشغف، لعدم توقعنا الفوز بسبب وجود قائمة كبيرة من المشاركين الذين يمتلكون سجلات مُشرّفة من الإنجازات الكبيرة، وهذا أعطى الجائزة ثقلاً كبيراً ومنحنا سعادة غامرة بالفوز، وحافزاً للمشاركة بالنسخة المقبلة بثقة كبيرة بالفوز».