حياة الفنان الكوميدي المصري محمد هنيدي في بيته، تشبه ما يحدث في الدوري الألماني، في حالة استقرار دائم، و«البايرن» دائماً هو المتحكم في الأمور. وعلاقاته الشخصية تشبه الدوري الإسباني، لا جديد أما «برشلونة» أو «ريال مدريد»، فهي بين صديقين عمرو دياب والراحل علاء ولي الدين. أما أعماله الفنية فلا تشبه إلا الدوري الإنجليزي، ساخن دائماً! لا تعرف من الفائز حتى آخر دقيقة في المباراة بسبب شدة التنافس بينه وبين نجوم جيله، لكنه اليوم يراهن على مسرحيته الجديدة «3 أيام في الساحل» خاصة في جولتها العربية، ويقول إنه سيحصد بها اللقب ويُتوّج بطلاً. فهل ينجح؟.

•  لماذا عدت للمسرح بعد غياب 16 عاماً؟
لم أخطط لكل هذا الغياب، والعودة جاءت بالصدفة، بعد جلسات عمل بيني وبين المخرج مجدي الهوّاري. وللعلم، كانت هناك محاولات كثيرة طوال الفترة الماضية، لكنني كنت أرفضها لأنها لم تكن مناسبة. فالمسرح حلم والعودة بعد مسرحية «طرائيعو» لا بد أن تكون مختلفة.
 
أكثر من نص
• هل وجدت الاختلاف من خلال مسرحية «3 أيام في الساحل»؟
قرأت أكثر من نص، وعقدت مع المخرج مجدي الهواري أكثر من جلسة عمل حتى استقررنا على هذا النص المسرحي، الجيد بشهادة الجميع.

• ولكن المسرحية تعرضت للنقد من جانب الكثيرين؟
أنا أتعرض للنقد منذ فيلم «صعيدي في الجامعة الأمريكية»، وقد تعودت على ذلك، ومع احترامي لكل ما يُكتب، لكني لا أقرأ إلا النقد المحترم الذي يخلو من تصفية الحسابات الشخصية.

• ما رأيك فيما كتبه أحد النقاد بعد عرض المسرحية عنك، تحت عنوان «انتحار كوميديان»؟
بعيداً عن كوني فنان، أنا كناقد لما يكتبه هذا الناقد، أرى أنه «مريض نفسي» يحتاج إلى تدخل جراحي سريع لإنقاذ لسانه من سرطان «قلة الأدب». وهذا الناقد يتلذذ منذ سنوات بالكتابة عني بهذه الطريقة، لذلك فهمت أنه يفعل ذلك حباً في الشهرة، فلا أعيره اهتماماً، ولكن إذا كتب غيره حرفاً آخر أهتم كل الاهتمام.

تنبأ بنجوميتي
• في رأيك لماذا يربط الجميع عودة المسرح المصري بعودة محمد هنيدي بالتحديد؟
هذا هو حب الجمهور الذي يربط اسم هنيدي بالمسرح، بسبب التجارب السابقة الناجحة و«سنوات الشقا على المسرح»، فأكثر سنوات عمري كانت رصيداً كافياً عند الناس من «العسكري الأخضر»، لـ«حزّمني يا بابا»، و«عفروتو»، و«ألابَنْدَا»، و«طرائيعو» وما بينها كثير.

• بمناسبة مسرحية «العسكري الأخضر»، قلت لنا قبل الحوار إنك كنت تتمنى أن يشاهدك الفنان الراحل سيد زيان في عرض «3 أيام في الساحل»، لماذا؟
لأن سيد زيان هو أول من وقفت أمامه على المسرح، وأول من تنبأ بنجوميتي.. فأنا أحبه وأفتقده كثيراً.

• وعلاء ولي الدين؟
الفنان علاء ولي الدين لم يرحل، فهو لا يزال باقياً في حياتي، أراه كل يوم أمامي على المسرح. في كل جملة أشعر بأنه حولي يتحدث ويضحك.

• وهل هذا السبب الذي جعلك تبكي في أول يوم عرض؟
نعم. أنا كتمتُ البكاء بداخلي، لأن المسرح مرتبط عندي بعلاء ولي الدين، والأغنية التي أبدأ بها العرض أمام الجمهور اسمها «وحشتوني».. فالموقف كان أصعب من أن أتحمله.

• لماذا تغير اسم المسرحية بعدما كان في البداية «صراع في الفيلا»؟
«صراع في الفيلا» كان اسماً مبدئياً، وبالاتفاق مع ورشة الكتابة استقررنا على اسم «3 أيام في الساحل».

• ولماذا تغيرت أكثر من بطلة للقيام بدور البطولة أمامك؟
بعضهن تعللن بأن المسرح مرهق ومجهوده شاق، وأنا أعذرهن، لأن الوقفة على خشبة المسرح أصعب من أي عمل آخر. وبالبلدي نقول «الخيرة فيما اختارهُ الله» فقد فاجأتنا كل من ندا موسى، سامية الطرابلسي، ومها أبو عوف التي أصبحت «كومديانة» من العيار الثقيل، بمفاجأت عديدة سيكتشفها كل من يشاهد العرض.

«رمضان ميوزيكال سكول»
• قرأنا خبراً منذ فترة بأنك ستعود بمسرحية «رمضان ميوزيكال سكول»؟
هذا العمل في الخطة انتظروه، لكن نجاح «3 أيام في الساحل» فاجأني أنا شخصياً، ولأول مرة منذ مسرحية «مدرسة المشاغبين»، يتم عرض عمل مسرحي «ماتينيه» و«سواريه» في اليوم نفسه. وقد فعلنا ذلك الشهر الماضي لعدة أيام، وعلى الرغم من المجهود الشاق في ذلك إلا أننا عندما نرى النجاح ننسى أي تعب.

• إذاً سنرى قريباً جملة «3 أيام في الساحل» للسنة الثانية؟
على الرغم من أنني لا أحبذ ذلك، وأميل إلى تغيير الروايات، إلا أننا جميعاً قد نرى هذا الجملة، ولكن قبل ذلك سنقوم بجولة لعرض المسرحية في دول الخليج، ونبدأ هذا الأسبوع في المملكة العربية السعودية، وسنزور بعد الجولة كلاً من الإسكندرية والساحل الشمالي وعدداً من الدول الأوروبية.

نص خليجي
• يتزامن حوارك مع «زهرة الخليج» مع عرضك «3 أيام في الساحل» في السعودية، فماذا تقول للجمهور السعودي؟
الجمهور السعودي وجمهور الخليج كله شهادتي فيه مجروحة، فأنا أحبهم أكثر مما يحبونني، وأفكر في تقديم نص كوميدي خليجي يعرض في الخليج فقط.

• البعض على الـ«سوشيال ميديا» يرددون ساخرين: «ربما عمل هنيدي المقبل عنوانه «السعودية رايح جاي»، على غرار فيلمك «إسماعلية رايح جاي»، جراء كثرة أسفارك إلى السعودية في الفترة الماضية؟
(يضحك قائلاً): «فكرة، أنا عملت إسماعيلية رايح جاي.. يبقى أعمل السعودية كمان». لكن قد يكون السبب في هذا الكلام بسبب سفري المتكرر للسعودية، للاتفاق على عرض المسرحية هناك. وقد يكون بسبب فيلمي الجديد.

• وما علاقة فيلمك الجديد بالسعودية؟
المشاهد الأولى من الفيلم سيتم تصويرها هناك، وبعدها سنعود للتصوير في القاهرة. والفيلم من إخراج سامح عبد العزيز، ولن أقول أكثر من ذلك لأننا لا نزال في مرحلة التحضيرات.

• قلت منذ فترة إنك تحضر لفيلم «صعيدي في الجامعة الأمريكية 2»؟
بالفعل أعلنت ذلك منذ أيام أثناء تكريمي في الجامعة الأميركية، وبالاتفاق مع صديقي المؤلف مدحت العدل، وهو الآن يكتب ونتقابل من فترة إلى أخرى، وسنبدأ التصوير قريباً، وبالتحديد بعد المشروع المقبل.

• وما حكاية مشروعك مع الفنان عمرو دياب؟
شائعة، وأنا تربطني بعمرو صداقة قوية ونتقابل من وقت إلى آخر، ونتشاور في أمورنا الفنية، لكننا لم نتحدث عن مشروع يجمعنا. بالعكس أتمنى العمل معه لأن دمه خفيف و«كوميديان» غير عادي.

• هل ترى أنك أذكى أبناء جيلك؟
الجيل كله ذكي، والجيل كله استغل الفرصة، والجيل كله فرض نفسه على الجمهور، والجيل كله احترم الجمهور، ونحن جميعاً أصدقاء، ومحاولات كل واحد فينا لاقت النجاح.

• وماذا تقول عن محاولات الفنان أشرف عبد الباقي في المسرح خلال السنوات الماضية؟
لا بد أن نشكره جميعاً ونحييه، لأنه استطاع أن يفرض المسرح في ذاكرة الناس طوال السنوات الماضية.

• لماذا لم يحضر أشرف العرض الخاص لمسرحيتك الذي حضره معظم النجوم؟
اتصل بي وبارك لي، واعتذر بسبب وجوده في السعودية لللتحضير لعرض مسرحي جديد.

مشروع عالمي
• هل تسمح بالخروج عن النص في مسرحيتك «3 أيام في الساحل»؟
أسمح إذا كان داخل الموضوع، وهذا اتفاق ضمني بيننا كفريق عمل، وقد اتفقنا على ذلك منذ أول يوم عرض.

• وما الفرق الآن بين النص في أول يوم عرضه، وبعد أكثر من 40 ليلة عرض؟
أعتقد أن الجميع تطور، فهناك فرق بين محمد ثروت في أول يوم عرض والآن، وكذلك بيومي فؤاد وأحمد فتحي وجميعنا، العمل كله تطور إلى الأفضل، وكما قلت الفنانة مها أبو عوف أصبحت «كوميديانة» من العيار الثقيل.

•أخيراً، ما جديدك؟
مشروع فني عالمي سأكشف تفاصيله قريباً.