يحقق المسلسل الخليجي "غصون في الوحل" المعروض حالياً جماهيريةً كبيرةً من خلال قصته المشوقة وفريق العمل الذي يقدم كل ما لديه من أداء متقن وصادق؛ ما جعله يلامس المشاهدين في العالم العربي، خصوصاً أنه يناقش قصة جديدة ومختلفة عن أثر القسوة والتربية السيئة في نفوس البعض، ما ينعكس على سلوكياتهم في المستقبل وتقبلهم لأنفسهم ولمن حولهم.... وهو من كتابة منى النوفلي، وإخراج محمد دحام الشمري.


وتدور قصة العمل حول امرأة أربعينية شريرة (غصون) تعمل رئيسة قسم في إحدى الوزارات، وتعاني من عقد نفسية وتبحث عن زوج، وعن طريقة للخروج من الوحدة التي تفرضها الحياة المعاصرة، فتجد في أذية الآخرين وتدمير علاقاتهم ملاذاً لممارسة عقدها النفسية وحقدها، فنراها تؤثر على جميع شخصيات العمل المحيطين بها.
إطلالة هدى حسين (غصون) وأداءها التمثيلي المركب في العمل شكلا بصمة حقيقية أضيفت إلى دفتر إنجازاتها، من حيث لغة الجسد، ولغة الروح التي تنعكس على ملامحها، والتي تركز على تخبطاتها وصراعاتها التي جاءت من طفولتها البائسة وبيئتها وأسرتها التي كانت تعاملها بقسوة، وبسبب ماضٍيها الأليم نجدها حاقدة على كل من حولها، وتحاول بأي شكل من الأشكال أن تتسبب في أذية الناس، ورغم دورها الشرير نجد أن رواد مواقع التواصل الاجتماعي متعاطفون معها.


كما يناقش العمل حياة المرأة العاملة، وما تواجهه من صعوبات الحياة بمفردها دون عائل، ويطرح المسلسل حقيقة تقبل المجتمع للأطفال من أصحاب الهمم، إلى جانب الملفات الشائكة على الصعيد الاجتماعي، كطرح مشكلة العنوسة، الزواج، حلم الإنجاب، فقدان الرجل، ومشاكل مواقع التواصل الاجتماعي والتباهي والزيف الذي أصاب معظم أفراد المجتمع من خلال طرح إشكاليات اجتماعية قد تتكرر في المنازل، بين الأصحاب وغرف الجيران، وبالتأكيد فإن نجاح أي عمل يكون من خلال الاقتراب من الواقع ومن يوميات الناس.

واستطاع المخرج السعودي محمد دحام الشمري في تجربته الأولى أن يضبط أداء الممثلين، من خلال رؤيته الإخراجية وقراءة الروح من خلال الصمت، الحركة، والموسيقى. يشارك في المسلسل نخبة من نجوم ونجمات الخليج على رأسهم الفنانة هدى حسين، وأميرة محمد، وريم رحمة، ولطيفة المجرن، وفوز الشطي وعبدالله الطراروة، وعبدالله السيف، وعلي الحسيني وأحمد الهزيم، وسارة القبندي. والجدير بالذكر ان الفنان محمد الرشيد عاد للساحة الفنية من خلال مشاركته بدور فعال في المسلسل وذلك  بعد توقفه فترة عن العمل ، إذ تم توظيف مهاراته التمثيلية بشكل ملفت وجذاب.