من رَحِم المعاناة رسموا أحلاماً وردية، وبالصبر والتحدي حققوا تلك الأحلام، مُثبتين للعالم أجمع أن «الإعاقة» لا يُمكن أن تقف يوماً عائقاً أمام طموحاتهم، فبرز منهم الممثل، المغنّي، الرياضي، السياسي، المؤثّر، الأديب وغيرهم كثُر ممّن صنعوا من إعاقتهم، سواء أكانت جسدية أم ذهنية، جسر عبور إلى عالم الإنجازات الباهرة. وأبرز أولئك المشاهير، هُم:


العالم الفيزيائي
Stephen Hawking
تحولت قصته إلى فيلم سينمائي مُلهم، لكل شخص يظن أنه غير معني بأوضاع «أصحاب الهمم»، إذ بين ليلة وضحاها، انقلبت حياة هذا الشاب النابغ في «علم الفيزياء»، رأساً على عقب، فقد القدرة على التحرك ومن ثم النطق، وقيل له إنه لن يعيش لأكثر من بضعة أشهر، لكنه عاش 76 عاماً، أمضى جزءاً كبيراً منها وحتى مماته، مُقيّداً في كرسي متحرك. هوكينغ تحدّى إعاقته المتجسدة بفعل إصابته بمرض نادر، ولم يستمع لكلام الأطباء، وتابع دراسته الجامعية ثم تزوج ليس مرة واحدة وإنما مرتين، وأنجب من زوجته الأولى ثلاثة أطفال. ولم يكتفِ بذلك، بل أصدر عدداً من الكتب، ونال جوائز عدة وألقى محاضرات في جامعات حول العالم.

Nicholas Vujicic
كل من سمع بقصة نجاح نيكولاس فوجيسيك، الذي ولد من دون قدمين ويدين، وكل من شاهده يلقي المحاضرات ويمد الناس بطاقة إيجابية، أصيب بالانبهار والدهشة. أثبت فوجيسيك أنه أشهر من تحدّى إعاقته في العالم، وأن النجاح لا يُستمَد من رجلين أو يدين لا وجود لهما، ولكن من الروح القوية القابعة داخل الجسد. حقق فوجيسيك إنجازات عدة، إذ حاز على ثلاث شهادات في إدارة الأعمال والاقتصاد، وألّف عدداً من الكتب، ويرأس حالياً عدداً من المنظمات التي تهتم بـ«أصحاب الهمم»، كما أنه أصبح رجُلاً متزوجاً.

الممثلة وعارضة الأزياء Jamie Brewer
على الرغم من إصابتها بـ«متلازمة دوان»، إلا أن بروير حققت حلمها بأن تصبح ممثلة مشهورة في «هوليوود». فبدعم وتشجيع من عائلتها، نجحت بروير في الحصول على دور لها في العديد من الأفلام السينمائية، ابتداء من عام 2011، أي عندما كانت في سن الـ26. وفي مسلسل الرعب الشهير «قصة رعب أميركية»، أثبتت بروير قدرتها على تأدية أدوار عدة فنالت التقدير. شهرتها في التمثيل أوصلتها إلى أن تدخل التاريخ في أن أصبحت أول عارضة أزياء مصابة بـ«متلازمة داون».

عارضة الأزياء Heather Mills
بُترت ساقها بعد تعرضها لحادث سيارة،  لكن ميلز تسلحت بالعزيمة والمثابرة، وتابعت تبَخْتُرها على منصات عروض الأزياء برجل صناعية، غير عابئة بنظرات عارضات الأزياء «المكتملات» إليها فحصدت الإعجاب، وذاع صيتها أكثر عندما تزوجت المغني البريطاني الشهير سير بول مكارتني،  قبل أن ينفصلا. واليوم تواصل ميلز حياتها بشكل طبيعي، وتنشط في الترويج لاتّباع النظام النباتي.

مغني «الأوبرا» Andrea Bocelli
فقد الإيطالي بوتشيللي حاسّة النظر في سن الـ12، وكان قبلها يعاني ضعفاً في بصره، ومع ذلك، نجح في أن يصبح اليوم واحداً من أشهر مُغنّي «الأوبرا» في العالم، يتهافت الناس على شراء ألبوماته وحضور حفلاته، التي تُباع تذاكرها بأسعار خيالية. بوتشيللي وعلى الرغم من إعاقته البصرية، تحدّى ذاته، وتعلّم في سن مُبكرة جداً العزف على آلات «البيانو»، «الناي» والساكسوفون، متسلحاً بتشجيع عائلته ودعمها له، ليسجّل إنجازاً آخر يُضاف إلى سجل إنجازات «أصحاب الهمم» المتميّزين.

الممثلة Marlee Matlin
لم تَدَع ماتلين إعاقتها الجسدية المتمثلة بفقدان حاسة السمع، تقف عائقاً أمام طموحها في أن تصبح نجمة عالمية، ففي عام 1986 فازت هذه الشابة بجائزة «أوسكار» في فئة «أفضل ممثلة» عن دورها في فيلم Children of a Lesser God، وكانت وقتها في سن الـ21. قليلون كانوا يعرفون أنها واحدة من «أصحاب الهمم»، لأن ماتلين كانت قادرة على قراءة حركة شفاه الممثل الذي يُشاركها الحوار في أفلامها، وتتجاوب معه انطلاقاً من ذلك، من دون أن يشعر المشاهد بأي خلل في أدائها.