في منتصف فبراير كان «مهرجان برلين السينمائي» ثالث أهم المهرجانات السينمائية في العالم، قد أعلن عن جوائزه السنوية بمشاركة 17 فيلماً في دورته التاسعة والستين، والتي اعتبرها الكثير من النقاد من أضعف الدورات في السنوات الأخيرة، وأقلها وهجاً لغياب الكثير من المخرجين الكبار والمنتظرين عادة، وكان أبرز المشاركين المخرج الفرنسي المعروف فرانسويس أوزون صديق المهرجان، إذ يشارك هذه السنة للمرة الخامسة، واستطاع أن يحصل على جائزة لجنة التحكيم الكبرى عبر فيلم «By the Grace of God» الذي يحكي عن ثلاثة من أصدقاء الطفولة يلتقون، ويتجه بهم الأمر للمقارنة بين حياتهم مهنياً وأسرياً، وتجاربهم الشخصية التي مروا بها خلال السنوات السابقة؛ مما حدا ببعض النقاد لاعتباره نسخة فرنسية من الفيلم الأميركي «Spotlight» فيما عبر عنه آخرون بأنه «مُبهر، قصة حساسة ومؤثر عن فضائح الكنيسة».

قاتل تسلسلي
المخرج الآخر الذي كان منتظراً هو التركي فاتح آكن الذي كان قد فاز عام 2004 بالدب الذهبي في برلين عن فيلم «Head-On»، قدم هذا العام فيلماً بدا مخيباً للآمال والتطلعات؛ إذ يحكي عبر فيلمه «The Golden Glove» قصة قاتل تسلسلي في السبعينات كان قد أفزع سكان هامبورغ. لكن بعض النقاد وصفوه أيضاً بأنه «مثير للجدل» و«جريء» و«مملوء بالمشاهد العنيفة» بينما رأى البعض أنه «تمجيد لقاتل متسلسل لا فائدة منه». وكان الأمر أن يكون لصالح المهرجان لو أن المخرج الصيني الكبير زانغ ييمو لم يسحب فيلمه الجديد «One Second» ويؤجل عرضه للسنة المقبلة.

مستوى آخر
على مستوى آخر كان المهرجان قد افتتح بفيلم «The Kindness of Strangers» من إخراج الدنماركية لوني شيرفيغ، التي قدمت عام 2009 فيلمها الجميل «An Education» كما أنها سجلت حضوراً كبيراً في مهرجان برلين عام 2001، بفيلم «Italian for Beginners» والذي حصل حينها على جائزة لجنة التحكيم الفيبرسي. لكنها هذه المرة حصلت على مراجعات متوسطة من النقاد، عن فيلمها هذا الذي يحكي قصة أربعة من الأشخاص يعانون أسوأ الأزمات في حياتهم.

تجارب جديدة
بينما جاءت جوائز أفضل ممثل وممثلة للصينية «Yong Mei» والممثل الصيني «Jingchun Wang» عن دورهما في فيلم «So Long, My Son» والذي يحكي قصة زوجين يتأقلمان مع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية الواسعة التي تحدث في الصين منذ الثمانينات وحتى الوقت الحاضر. الفيلم حظي بردود فعل ممتازة ووصفه البعض بأنه «أكثر فيلم متكامل في المنافسة، تحفة، مليء بالمشاعر الصادقة». كما كانت جائزة أفضل أول فيلم من نصيب المخرج الألماني ميهميت آكيف عن فيلمه «Oray» ذلك الرجل المسلم الذي يتشاجر مع زوجته فيطلقها ثلاثاً ليقع في ورطة حينما يفتيه الإمام بوجوب مفارقة زوجته.
فيما كانت هناك مجموعة من الآراء عن بعض الأفلام حتى وهي خارج المسابقة، مثل التجربة الإخراجية الأولى للممثل البرازيلي المعروف «Wagner Moura» الشهير بدور اسكوبرا في مسلسل «ناركوس»، وسلسلة أفلام «Elite Squad» حيث حصل على مراجعات نقدية جيدة من خلال فيلم «Marighella» عن الكاتب السياسي البرازيلي كارلوس ماريغيلا، كما أصبح النجم كاسي أفلك عبر فيلمه الجديد في مشاركته الأولى في برلين خارج المسابقة «Light of My Life» حول أب وابنته يحاصران في غابة.

جوائز
فيما جاءت نتائج جوائز المهرجان، بفوز الفيلم الفرنسي «Synonyms» بجائزة الدب الذهبي كأفضل فيلم، ويحكي قصة شاب يذهب إلى فرنسا هرباً من جنسيته. وجاءت أوصاف النقاد للفيلم بأنه «جريء، مثير، فيلم غريب بعض الشيء لكنه ممتع».
فيما حققت المخرجة الألمانية أنجيلا شانليك في مشاركتها الأولى في برلين، جائزة أفضل إخراج عن فيلمها «I Was at Home, But» والذي يحكي قصة اختفاء طالب في الثالثة عشرة من عمره لمدة أسبوع من دون أي أثر، ثم عودته بشكل مفاجئ لتنهض معه الكثير من الأسئلة مع أمه ومعلمته واللتين تغيرت نظرتهما للحياة، وانقسمت الآراء حول الفيلم بأنه «من أقوى الأفلام في المنافسة، فاشل، فيه لحظات جميلة لكن لم يكن مميزاً بالشكل المطلوب». بينما حقق الفيلم الإيطالي «Piranhas» جائزة أفضل سيناريو، ويدور حول عصابة مسلحة من المراهقين في شوارع نابولي في المشاركة الأولى في برلين للمخرج الشاب كلاوديو جيوفانيسي، والذي حظي بإشادات نقدية جيدة بجانب طاقم التمثيل الشبابي خلافاً للفيلم الذي حصل على مراجعات نقدية متوسطة.