«لا مستحيل مع العزيمة والإصرار»، جملة كانت عنواناً مُبسّطاً لما شهده العالم من طاقات هائلة زيّنت منافسات «البطولة العالمية للإعاقة الحركية والبتر» التي احتضنتها إمارة الشارقة، وأهّلت الفائزين بها إلى «دورة الألعاب البارالمبية» في طوكيو 2020، وسط أجواء من التحدي والإثارة والحماسة، بمُشاركة 555 لاعباً ولاعبة من 50 دولة، تنافسوا في سبع ألعاب.


فرصة كبيرة
اعتبرت لاعبة المنتخب الإماراتي لألعاب القوى سارة السناني، صاحبة برونزية «دفع الجلة» في «دورة الألعاب البارالمبية»، أن حصولها على فضية مسابقة «دفع الجلة» بفئة «إف 32» خلال منافسات البطولة، إضافة كبيرة لمشوارها مع اللعبة، مُهدية الميدالية إلى كل من أسهم في وصولها إلى منصات التتويج، سواء أكان من أهلها أم مدرّبها.  وقالت سارة (27 عاماً): «مثلت الدورة فرصة كبيرة من أجل تقديم نخبة مُتميّزة من اللاعبين واللاعبات من جميع الدول، والكشف عن مواهبهم وتأهيلهم إلى (أولمبياد طوكيو) في اليابان، الحدث الذي يتوق إليه «أصحاب الهمم» الذهبية حول العالم، للتنافس على أصعب المستويات، لتحقيق إنجاز يُحفر بحروف من الذهب على مرّ التاريخ». وبيّنت سارة أنها تمكنت من الوقوف على مستويات اللاعبات المشاركات في فئتها من حيث الأرقام والنتائج، لافتة إلى أنها ستسعى في الفترة المقبلة إلى الاستعداد بقوة على ضوء هذه المشاركة القيّمة، للتحضير لخوض منافسات «بطولة العالم لألعاب القوى» التي ستُقام في دبي نهاية العام الجاري، والتي لم تقتصر المنافسة فيها على ألقاب أبطال العالم فحسب، بل تمثل المحطة التأهيلية الأخيرة إلى «الألعاب البارالمبية - طوكيو 2020».


أرقام قياسية
أوضح نائب رئيس «اللجنة العليا للبطولة العالمية للإعاقة الحركية والبتر»، رئيس اللجنة التنفيذية، طارق سلطان بن خادم، أن البطولة حققت نجاحات باهرة، تمثلت في تسجيل عدد كبير من الأرقام القياسية، التي أهدت لاعبيها ولاعباتها التأهل لمنافسات (أولمبياد طوكيو) في الألعاب التي تضمنتها المنافسات. وأضاف بن خادم: «نَنْعَم في إمارة الشارقة برعاية كريمة ودعم متواصل يُوليه نصير المعاقين، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، لهذه الفئة المهمة من المجتمع.. فالشارقة التي تمتلك البنية التحتية المتطورة، باتت واحدة من المدن العالمية الصديقة للمعاقين، ومسرحاً مثالياً لمثل هذه الأحداث الرياضية التي سعينا من خلالها إلى تأكيد دور الشارقة على خارطة رياضة ذوي الإعاقة بمختلف أشكالها وتنوعاتها، إلى جانب حرصنا على خروج الدورة بما يليق بمكانة الإمارة وسمعتها إقليمياً وعالمياً».

فخر
لاعبة المبارزة الروسية جوليا مايا، بطلة أوروبا العام الماضي والحاصلة على ميداليتين ذهبيتين، أكدت أن الحصول على المركز الثاني في منافسات المبارزة للفرق في مسابقة «سلاح الشيش»، يُعتبر بمثابة فخر لفريقها لقوّة المنافسات في الحدث الرياضي الأبرز من نوعه على مستوى ألعاب الإعاقة الحركية في العالم، مُعربة عن سعادتها بالتغلب على المجر في نصف النهائي، على الرغم من خسارة فريقها بصعوبة في اللحظات الأخيرة بالمباراة النهائية أمام إيطاليا. وأضافت جوليا (37 عاماً): «قدّم فريقي أداء جيداً جداً خلال المنافسات، كان ثمار الاستعدادات المكثفة التي خططنا لها مسبقاً، وحرصنا خلالها على التدريب يومياً، وإقامة معسكر إعدادي في موسكو، ليُحالفنا الحظ في النهاية بتحقيق الألقاب». كما كشفت جوليا عن سعادتها الكبيرة بوجودها في الشارقة، التي تحظى بطقس دافئ شتاء، على العكس من البرد القارس في روسيا، مُتمنية أن تحظى بفرصة المشاركة في جميع الألعاب العالمية التي تُقام في الإمارات.


ذكريات رائعة
قالت اللبنانية ريتا سعادة، الفائزة بفضية منافسات الزوجي المختلط في مسابقة «الريشة الطائرة»، إنها لم تكن تتوقع تحقيق أي نتيجة خلال منافسات البطولة، إذ إنها بدأت ممارسة رياضة «الريشة الطائرة» قبل انطلاق الحدث بتسعة أيام فقط، مُشيرة إلى أن تحقيق هذا المركز في بطولة عالمية تُعد واحدة من أقوى البطولات، لاسيّما أنها تجمع فرقاً ولاعبين من مختلف أنحاء العالم، منحها الثقة والرغبة في تكرار المشهد ورفع راية بلادها في جميع المحافل التي ستشارك فيها في الفترة المقبلة. وأضافت ريتا: «أضْفَى الخليط المتميّز من الرياضيين المحترفين والرياضيين الجدد جمالاً، خاصة على المنافسات، كوننا نملك هدفاً واحداً، ألا وهو الظهور والتألق في البطولة، كما أن العدد الكبير من الأبطال العالميين أسهم في رفع مستويات المنافسة بين جميع اللاعبين واللاعبات، وعزّز من مستويات الخبرة والاحتكاك لديهم».