قرابة الـ(48 ساعة) أمضتها الفانة نجوى كرم في الكويت، أحيت خلالها وبعد غياب عن «مهرجان فبراير الكويت» حفلاً جمعها مع المطرب ماجد المهندس، وعلى هامش وجودها هناك احتفل الـ«فانز» الخاص بها بعيد ميلاها، كما التقت في الكواليس مع المهندس، فاسترجعا معاً ذكريات الحوار الذي انفردت به «زهرة الخليج» لهما معاً قبل ثلاثة أعوام. وها هي نجوى تخصّنا بتصريحات جديدة:

• أحاط بك الـ«فانز» وأهل الإعلام عند وجودك في الكويت، ولم تبخلي عليهم بوقتك، في الوقت الذي رفض فيه بقية المطربين في «فبراير الكويت 2019» لقاء الصحافيين ومراسلي القنوات؟
ليس بإمكانك أن تنال المحبة من دون أن تعطيها، أي هي انعكاس لما تكنّه الناس لك. أما بخصوص الوقت الذي أمنحه لأهل الإعلام، فتعليقي هو: «ليش إحنا المطربين، مين بيسمع صوتنا.. إذا ما انتوا أهل الإعلام كتبتوا عنّا؟!».

• لكن، هناك الكثير من الفنانين يرون أن حساباتهم عبر وسائل التواصل باتت تُغنيهم عن نشر أخبارهم في المجلات والصحف؟
هؤلاء مخطئون، إذ لا تزال هناك أسماء مخضرمة في الإعلام يهمنا أن تكتب عنا لما تملكه من احترافية وتأثير في الناس. ثم إننا نحن الفنانين قد نقول ما لدينا من أخبار عبر حساباتنا على مواقع التواصل. إنما دوماً نُجمّل الأشياء، لكن حقيقة الأمور هي من واجبات أهل الإعلام والصحافيين. فهذه مهنتهم ومن صلب اختصاصهم، وأيّاً فعلنا فلن نجاريهم في مملكتهم، وطبعاً كلامي ينطبق على من لديهم مصداقيّة.

أنحني لهؤلاء

• بعد انتهاء فقرتك الغنائية في «فبراير الكويت 2019»، التقيت المطرب ماجد المهندس في الكواليس، وبدأت حديثك معه في التطرق إلى الإنجاز الذي حققتماه في الحفل؟

من حقنا أن نفخر بهذا الإنجاز، فنفاد التذاكر وبيعها جميعاً بعد نصف ساعة من الإعلان عن فتح شبّاك بيع التذاكر يُعد حدثاً، وأنا لم أستغرب الأمر لأني واثقة من محبة الجمهور لي، ومتأكدة أني في الحفل إلى جانب فنان كبير مثل ماجد المهندس، لديه هو الآخر جماهيريته الكبرى.

• قلت لماجد في الكواليس: «أنحني أمام أخلاقك»، ولم تقولي له: «أنحني أمام صوتك».. لماذا؟
لأنه ليس كل صوت يملك أخلاقاً، والعكس.. وماجد يأسرني بأدبه وأخلاقه.

• ومَن تنحنين أمام صوته؟
الراحل وديع الصافي، فهو مطرب لا يتكرر.

• عندما سألنا ماجد أمامك: هل سنشهد «دويتو» يجمعك مع نجوى؟ قال: «أتشرف بهذا».. فهل تحمل إجابته مفهوم المجاملة؟
لا. ونحن جادان في تقديم شيء مشترك، لكن هذا في حال وُجد العمل الملائم، شريطة أن يتناسب معنا معاً.

شائعة إيجابية

• سبق أن جمعناك قبل أعوام مع ماجد المهندس في جلسة تصوير حصرية زيّنت غلاف «زهرة الخليج»، تلاها إطلاق البعض شائعة عن زواجكما بعد أن أوْحَت الصور بذلك.. فهل أثّر هذا في علاقتك بماجد؟
إطلاقاً، وأنا قلتها أمام ماجد في لقائنا الأخير: «هذه الشائعة الوحيدة التي عندما أطلقت عن زواجي لم أزعل منها، بل أسعدتني»، لأنه عادة الشائعات التي تُطلق عن الحياة الخاصة للفنان تصيبه بالعصبية والغضب، لكن ما دامت شائعة زواجي جاءت مرتبطة بإنسان محترم وراق مثل ماجد المهندس فنِعْم الشائعات.

• إجابتك ربما يعتبرها البعض مفاجئة؟
لا. لأن هنالك أسماء عندما يرتبط اسمك بهم، ويُقال حينها «كذا وكذا» عنكما، تكون حينها «مش خجلان»، لأنها شائعة إيجابية وجيدة كحال شائعة ارتباطي بماجد.

موعد الطائرة

• نعي قيمتك الفنية، لكن البعض يتساءل: لماذا في حفلك، أنت من افتتحت الحفل، وماجد المهندس من اختتمه، ولم يحدث العكس؟

تم تخييري بين ما إذا كنت أريد أن أبدأ الحفل أو أختتمه، وفضّلت أن أغني أولاً، لاسيّما أني لا أحب التأخير، خاصة أنه كان لديّ في اليوم التالي موعد سفر وإقلاع الطائرة التي ستقلّني إلى بيروت في الصباح الباكر.

• كيف اختلف حفلك بـ«دار الأوبرا» في الكويت عن حفلاتك الجماهيرية الأخرى؟
«مسرح الأوبرا» له عراقته، كما أنه ليس أي فنان في إمكانه الوقوف على «خشبة الأوبرا»، إذ هناك مسؤوليات تقع على عاتقه في هذا الأمر، وعليه أن يعرف ماذا يقدم للجمهور في نوع كهذا من المسارح؛ حتى لا تكون هي المرة الأولى والأخيرة التي يُسمح له فيها بالغناء في «الأوبرا». ولا شك في أن هناك أسماء عديدة غنائية تُعرض على المسؤولين في «الأوبرا» للسماح لها بالغناء في هذا الصرح لكنها تُرْفض.

• لكن البعض استغرب كيف صاحبك «إيقاع الطبل» في حفلك، أليس هذا خارج تقاليد «الأوبرا»؟
أنا قدمت برنامجي في إطار المسموح به، لكن لم تجد الناس قد قاموا و«نطنطوا» مع «إيقاع الطبل»، خاصة في ظل أن الحفل تلفزيوني، ويحمل المكان جدّية وهَيْبَة، بل إن الناس كانوا خائفين أكثر من الفنان، وهذا ما انتقص من «علو صوت الصفقة في الكثير من المطارح» وبعد كل أغنية، الأمر الذي أيضاً ينعكس على الفنان ويجعله مُكبّلاً بتصرفاته».

• في الآونة الأخيرة، وبعد عودتك أنت ونوال الزغبي وأصالة وشيرين عبد الوهاب وأحلام إلى «روتانا»، وفي ظل وجود إليسا وأنغام ونوال الكويتية في الشركة، يتساءل الجمهور والإعلام: مَن هي اليوم نجمة «روتانا» الأولى ومُدللتها؟
هذا الكلام يوحي وكأنّنا أصبحنا في دولة يتنافس عليها الرؤساء من المطربات أمثالنا! والحقيقة أن «روتانا» هي ليست ملكاً لأحد، والأفضل على كل فنان أن يمتلك أعصابه، ويمتلك نفسه ويحقق نجاحات حتى تبقى هذه الشركة صمام الأمان لنا جميعاً، ومع نجاح أعمالنا سيتضح لاحقاً من الأفضل بيننا.

• في رأيك من صاحب فكرة البحث عن النجمة الأولى بين المطربات؟
أنا أرى أن الـ«فانز» هم من افتعلوا هذه الحساسية بين المطربات، وزمان عندما كان عدد المطربات في الشركة قلّة، كانوا يقولون إن نجوى كرم المطربة المدللة، لكن الآن كل أحد ناجح هو مُدلل، لا سيّما أننا لسنا في جمعية خيرية، توقّع عقوداً مع مطربين لا يحققون لها مكاسب، فاستمرارية الشركة من استمرارية الفنان.

مزاجيون ومتطلبون

• هل أنتم المطربين فعلاً التعامل معكم صعب كونكم مزاجيين ومتطلبين، والغيرة من بعضكم بعضاً تملأ قلوبكم؟

أكيد مزاجنا بدلالنا، فإذا وجدنا أنفسنا غير مُعطى القدر لقيمتنا أو تاريخينا، بالتالي نزعل. أي أن مزاجيتنا لا تأتي من دون سبب، فالفنان تشتري مواقفه باحترامك لما يقدمه من جُهد.

• كما هو حال الناس يمرّون بين حالات الغناء والفقر، أو العكس، كيف هو حالكم إذا عشتم الفقر بعد نعيم؟
هذا وضع كثُر من الفنانين الذين سبقونا، والفنان عندما يُصاب بالفقر هذا معناه أنه لم يعد مطلوباً لإحياء الحفلات أو تقديم الألبومات. وليعلم جميع زملاء المهنة، أن الفن ليس كل العمر، بل زهوة في الحياة مدتها معينة، وذلك حسب قدرة الفنان في أن يقدم أشياء ناجحة يكررها الناس ويكون من خلالها مطلوباً، لذلك عليهم أن يحسبوا «حساب بُكرا» قبل أن يأتي.

• إلى متى ستستمرين تُغنين؟
سأستمر إلى أن أشعر وأرى بأنه لم يعد هناك أحد يصفق لي. وبصراحة، لن أستمر في الغناء طويلاً.

حفل السعودية

• سمعنا أنك الشهر المقبل ستُحْيين أول حفل لك في المملكة العربية السعودية.. ماذا تقولين؟
الخطوة التي بادرت إليها السعودية في فتح مجال الحفلات هناك، هي دليل انفتاح ونظرة نحو الحضارة المتطوّرة، والجمهور السعودي تربطني به علاقة حُب وطيدة منذ أن بدأت وللآن، وكما استقبلني بترحاب في أي مكان كنت ألتقيه فيه، سيتكرر المشهد وبعُمق أكثر عندما أزوره في وطنه.

• مؤخّراً قام المستشار تركي آل الشيخ، بزيارة العاصمة المصرية القاهرة، ووقع عقوداً لحفلات ومسرحيات مع مجموعة من نجوم الفن المصري لتقديمها على مدار العام في مدن المملكة، فهل توجّهين لشخصه الدعوة أن يزور لبنان لأجل إبرام اتفاقيات وعقود مع نجوم الغناء اللبناني، على غرار ما حدث في مصر؟
المستشار تركي آل الشيخ رجل ذكي، وهو يعلم أن الوضع في لبنان غير مستقر اقتصادياً وسياسياً، حيث كنّا في صدد تشكيل الحكومة، لكن الآن وبعد أن تشكلت الحكومة أوجّه له الدعوة لزيارتنا، بل أقول لكل الدول العربية: «يا ريت تُشكّلون حكومة خارجية من أعضاء عدة كي يساعدونا في مسألة استتباب الأمن في لبنان، حتى يكون الفن مَصدَر طاقة وجمال وحُب، كما اعتادوا أن يشاهدوا لبنان دَوْماً».