ما الشري؟ وما أسبابه؟ وكيف نعالجه؟ تجيبنا عليه أخصائية الأمراض الجلدية الدكتورة كلير القاعي

الشري حالة من التحسس الجلدي شائعة جداً، تصيب الإناث أكثر من الذكور ويمكن أن تحدث في جميع الأعمار، وهو عبارة عن تفاعل وعائي جلدي يظهر على شكل آفات جلدية بارزة، يكون لونها أحمر وتترافق مع حكة شديدة أو إحساس بالوخز. وقد تكون الآفات مركزة في أماكن معينة أو منتشرة في كامل الجسم ومتزامنة مع إصابات بجهاز الهضم على شكل آلام في البطن، وإصابات في جهاز التنفس على شكل صعوبة في التنفس، قد تصل إلى حد انسداد مجاري التنفس، وهي تعتبر من الحالات الخطيرة التي تتطلب دخول المستشفى. يصيب الشري الجلد على شكل هجمات، بحيث لا تستمر الواحدة منها أكثر من 12 ساعة، لتشفى وتعود من جديد وتتكرر على المنوال ذاته، لحوالي ستة أسابيع قبل الشفاء التام. أما إذا استمرت أعراض الشري لفترة أطول فتعتبر الحالة مزمنة، وبالتالي تستدعي المتابعة وتحري الأسباب. وأسباب الشري الأكثر شيوعاً هي تناول الأدوية، ولا سيما البنسيلينات ومضادات الالتهاب الأخرى، أو بسبب تناول بعض الأطعمة والأغذية، مثل المأكولات البحرية والطماطم والفراولة والموز والأفوكادو واللحوم والأجبان والبيض والحليب والشوكولاتة والمكسرات كالبندق والجوز، بالإضافة إلى الملونات الغذائية والحافظة المضافة إلى الأطعمة، والتي تعتبر محفزة أساسية لحدوث الشري. كما أن هناك دوراً للالتهابات للتسبب بالشري الذي قد يترافق مع التهاب مجاري التنفس بالعقديات، كما يحصل في التهاب اللوز أو الأسنان أو الجيوب الأنفية، أو التهاب المرارة والمثانة والكلى، إضافة إلى بعض الالتهابات الطفيلية مثل الديدان التي يمكن أن تصيب الجهاز الهضمي. وتجدر الإشارة إلى أن الانفعال الشديد أو الضغط النفسي من الأسباب التي قد تؤدي أيضاً إلى حدوث الشري.
يتم تشخيص مرض الشري سريرياً للكشف عن الآفات. أما العلاج فيكون بإعطاء مضادات التحسس أو مضادات الهيستامين، في حين يجب في حالة الشري المزمن البحث عن المسببات من خلال إجراء الفحوص والتحاليل المناسبة، والتوقف بحرص عند تفاصيل حياة المريض اليومية، لمعرفة إذا ما كانت الأدوية المتناولة وراء التحسس الحاصل في الجلد، أو النظام الغذائي المتبع لديه.

نصيحة
يعتبر الشري حالة شائعة جداً، ويمكن أن تكون بسيطة أو معممة شاملة وخطرة على الحياة، لذلك مطلوب في كل حالات التحسس، التي تكون واسعة الانتشار أو التي تشمل مساحات واسعة من الجلد وتستمر لفترة تزيد على ستة أسابيع، مراجعة الطبيب.