أعلنت ملكة جمال فرنسا لسنة 2019 أنها قضت سهرة عيد الحب وحدها. نعم، أجمل امرأة في فرنسا، التي تطلق على نفسها لقب «خطيبة الفرنسيين» لا خطيب لها ولا حبيب!
وقبلها، شكت الممثلة الهندية وملكة جمال العالم سابقاً إشواريا راي مأساتها قائلة: «إن العثور على رجل مثالي صعب جداً بالنسبة إليّ». أما بريجيت باردو فقد أوصلها اليأس إلى أن تقرّر أن تكون «رجل حياتها».
فهل الجمال لعنة نسائية، يؤكدها المثل اللبناني «يا حلوة دبّري حالك ويا بشعة الله مدبّرك». ذلك أن الله تكفّل بتدبير أمر القبيحات، اللاتي اكتسبن غالباً قدرة عجيبة على المراوغة والمثابرة في استدراج الرجل إلى فخاخهن، ممّا مكّنهن من الفوز بأزواج وأحبة، تعجز الجميلات عن الاستحواذ عليهم. وهكذا تنتهي الجميلات غالباً عوانس. أمّا الفاتنات من النجوم اللواتي دوخن ملايين الرجال، فأشهرهن رحلن منتحرات.
أيكون ريلكه على حق حين قال: «ليس الجمال سوى بداية ذعر يكاد لا يُحتمل»، تؤكده مأساة أيقونات الفن الثلاث اللواتي ما استطعن التعايش مع جمالهن، واخترن الموت في عز نجاحهن ومجدهن وأنوثتهن الفاتنة. داليدا الإيطالية، ذات المزاج الرومانسي، التي أقدمت على الانتحار بسبب شدّة الوحدة التي تلت زوابعها العاطفية، فتناولت بإفراط جرعات زائدة من الأقراص المهدئة، كما كانت تفرط في تناول الحبّ دون الالتزام بأي وصفة للمنطق أو تحذيرات للعقل.
بالطريقة نفسها انتحرت أيقونة الجمال والإغراء مارلين مونرو، ودفنت في الفستان المفضّل لديها بعد أن داهمها البرد، لأن من بين ملايين الرجال الذين حلموا بضمها، أحبت رجلاً كانت وكالة الاستخبارات الأميركية تتجسس حتى على أنفاسه، فأودى بها حبها المستحيل لجاك كينيدي. وهي القائلة: «لا أريد الشخص الذي يراني جيّدة، أريد الشخص الذي يعتقد أنني سيئة ومع ذلك يصرّ على البقاء معي». لم يبقَ معها في النهاية أحد لمواساتها على لعنة جمالها.
هناك أيضاً رومي شنايدر، التي دخلت المجد بدورها الأسطوري في «الإمبراطورة سيسي» والتي قررت المغادرة عندما لم تجد جواباً لسؤال شغلها وهي في عز مجدها وأنوثتها «لماذا يتركني الرجال الذين يحبونني الواحد تلو الآخر؟». فهل كلّما ازداد جمال المرأة، ازداد احتمال تعاستها.
كأنّ هذه اللعنة غير كافية، فلقد صدرت قبل فترة أبحاث علمية عدة تحذر من الارتباط بالمرأة الجميلة، بحجة أنها تؤثر سلباً في صحة الرجل، وتقصّر عمره. فهي تقلق راحته، وهي مغرورة، وتوتر أعصابه بمطالبها الكثيرة، وما تخلق لديه من مشاعر الغيرة. تزعم الأبحاث أن الجميلة غير صالحة لبناء أسرة، وأنها مسببة للضغط، والسكري، والكثير من الأمراض النفسية والجسدية للرجل. فكلّما زاد جمال الزوجة توفي الزوج في سنّ مبكرة! وهكذا تحوّلت الجميلة من ضحيّة إلى جانية، ومن منتحرة بسبب غياب رجل في حياتها، إلى قاتلة لمن يجازف بأن يختارها امرأة حياته!
يقول د.مصطفى محمود إنّ المرأة تفقد نصف جمالها حين تلمّح بالزواج، وأضيف بأنها تفقد النصف الآخر لِـما يطولها من تشويه اجتماعي بعد الزواج.
إبراهيم ناجي الذي أبدع في وصف الإنسان فائق الجمال، حين قال في الأطلال «ظالم الحسن» أكان يدري أن الجمال ظالم لصاحبه، أكثر من ظلمه للآخرين؟