يعترف الفنان المصري طارق لطفي بأن السنوات الست الأخيرة كانت نقطة تحول في مشواره الفني، وأسهمت بشكل كبير في إخراج جميع طاقاته ومهاراته الفنية، كاسراً حاجز الدور الثاني ليصعد بقُدراته الأدائية وموهبته إلى صفوف نجوم الدور الأول، وهو حالياً يحصد نجاح تجربته السينمائية الأخيرة في فيلم «122»، والذي تخطت إيراداته في الأسبوع الأول أكثر من ستة ملايين جنيه، إضافة إلى جانب «دبلجة» الفيلم إلى اللغة الهندية، كأول فيلم عربي يحظى بذلك.

• لماذا وقع اختيارك على فيلم «122» ليُعيدك للسينما بعد كل هذا الغياب؟
سواء في الدراما أم السينما أقرأ ما يُقارب الـ30 سيناريو، لأفاضل بينها وأخوض السباق بالأفضل. فمسألة قراءة أكثر من عمل تساعدني على التنوع في الاختيار، وفكرة «122» جديدة ولم يسبق تقديمها بهذه الحرفية في مصر. وحينما قُدمت في تجارب سابقة كانت بتنفيذ متواضع، ولم تلقَ استحسان الجمهور.

تردد ومغامرة

• بلغنا أنك ترددت قبل الموافقة في البداية؟
هذا صحيح، والتردد كان سببه التخوف الشديد من رد فعل الجمهور على الفيلم، وسألت نفسي: هل سيتقبل الجمهور هذه النوعية أم لا؟ لكن في النهاية اقتنعت بخوض التجربة والمغامرة من أجل كسر هذا الحاجز وكسر بعض «التابوهات» الجامدة في عدم المغامرة، وغامرت ونجحت بشهادة النقاد والجمهور.

• كيف جاءت فكرة «دبلجة» الفيلم للغة الهندية وعرضه في أكثر من دار عرض آسيوية؟
كانت بادرة من المنتج سيف عريبي ونجحت، ويعتبر «122» أول فيلم مصري تتم «دبلجته» باللغة الهندية، كما أن الفيلم حقق نجاحاً كبيراً في باكستان، وقام السفير المصري هناك بتكريم المنتج وتهنئته على الفيلم.

 إبداع الياسري

• دائماً تُساور بعض الفنانين حالة قلق عندما يتولى إخراج الفيلم مخرج جديد، فهل حدث هذا معك؟
تخوفت في البداية ولكن القلق والخوف زالا سريعاً لثقتي بأن المنتج لن يغامر بماله مع مخرج جديد غير جيد، ومن المؤكد أن له رؤية في اختياره للمخرج العراقي ياسر الياسري، الذي أبدع وقدم رؤية جديدة في عالم الإخراج السينمائي.

• وجود الفنانين أحمد الفيشاوي ومحمد لطفي ومحمد ممدوح «ضيوف شرف» في الفيلم، هل أضاف إلى الأحداث والسياق الدرامي؟
بكل تأكيد وجودهم كان له دور أساسي وقوي في نجاح الفيلم، وكل فنان قدم دوراً بشخصية محورية لها تأثير في السياق الدرامي، على الرغم من أن مشاهد كل فنان منهم لم تتجاوز الأربعة.

تحدٍّ وتنوع

• كيف وجدت ردود الفعل حول شخصية «الدكتور نبيل» في الفيلم؟
لم أتوقع هذا الكم من ردود الفعل حول شخصية نبيل، ومن خلال هذه الشخصية الصعبة دخلت في تحدٍّ مع نفسي وقُدراتي في التنوع لتقديم شخصيات ذات تركيبة مختلفة.

• هل الغموض الذي صاحب دعاية الفيلم كان في مصلحته؟
بالتأكيد، وكان واضحاً ذلك منذ الإعلان الأول للفيلم في «بانوهات» الشوارع، حيث لفت الإعلان نظر كل المارّة لأنه كان مختلفاً، وما حرصنا عليه هو أننا حاولنا ألا نقدم شيئاً تقليدياً، كما أن المنتج أيضاً كان له توجه خاص بعد أن قام بعمل دعاية أخرى من خلال الـ«سوشيال ميديا».

• ألم تخشَ كمية الشر الموجودة داخل شخصية «الدكتور نبيل»؟
الحياة مُغامَرة، ولا أخفي أنني كنت مرعوباً جداً من الشخصية عندما قرأت الورق، ونبيل حالة خاصة في الفيلم لانحرافه وتناوله العقاقير المخدرة، وأصْدَق دليل أنني نجحت في التأثير في الشخصية وإعطائها حقها، رَدّ فعل إحدى السيدات في دبي عندما وقفت في القاعة وقالت لي: «أنا بكرَهَك»، فعرفت أني نجحت.

• لماذا كان الاتجاه إلى عرض الفيلم بتقنية الـ«4dx»، على الرغم من أنها قليلة في مصر ولا توجد قاعات مجهزة لذلك؟
حتى نقوم بتغيير مفاهيم السينما المصرية والعربية، وقررنا أن يعيش الجمهور داخل الفيلم وألا يكون مجرد مشاهد عادي أمام شاشة سينما تقليدية، فالصناعة في حاجة إلى التطوير، وهو ما بدأنا به.

• كيف ترى المنافسة السينمائية الحالية بين الفنانين؟
المنافسة لا تعنيني، لأنني أبحث دائماً عن العمل الجيد الذي يحجز لنفسه مكاناً حقيقياً عند الجمهور خلال موسم العرض، سواء أكان موسماً مُوازياً أم موسم العيدين، والجمهور دائماً في حالة تعطش إلى الأعمال الجديدة والمختلفة، وفي تجربة «122» قدمنا نموذجاً مختلفاً وغير موجود على الساحة، وبذلك حقق عدداً كبيراً من المشاهدة بدليل الإيرادات.

• فيما يخص الدراما، كيف ترى الموسم الدرامي الرمضاني المقبل، في ظل تقلص العملية الإنتاجية عن الأعوام السابقة؟
كعادة الدراما الرمضانية كل عام، ماراثون طويل وصعب على جميع الفنانين المشاركين بأعمالهم الفنية، حيث يستمر التصوير حتى الأيام الأخيرة من الشهر الكريم، لكن يظل التنوع في الأفكار والاختلاف في تقديمها هو الذي يميّز كل موسم.

• هل يشغلك حالياً الورق أم البطولة بعد هذه النجاحات سينمائياً وتلفزيونياً؟
يشغلني الورق في المقام الأول، لأنه سوف يقدمني بشكل جديد ومختلف، ولم أسْعَ في يوم مــن الأيام وراء البطولة المطــــــلقة، فأنا مؤمن بأن لكل مرحلة متطلباتها.

• هل شعرت بالظلم قبل وصولك إلى مصاف نجوم الدرجة الأولى؟
شعرت به مرة واحدة وكان بيني وبين نفسي، لكنني حسمت ذلك في اللحظة نفسها مع نفسي أيضاً، لأنني على يقين تام بأن لكل مجتهد نصيباً، وأنا أجتهد طوال السنوات الماضية حتى جاءت فرصتي الحقيقية، وأخذت حقي «تالت ومتلّت».

• هل حسمت موقفك من المشاركة خلال موســم العرض الرمضاني المقبل؟
في هذه المرحلة الانتقالية التي تمر بها صناعة الدراما بمَخاض، وجدت أنه من الأفضل أن أكون في مقعد المشاهد، وهي فترة صعبة على الدراما المصرية لم تحدث من قبل.