شميمة بيغوم، بريطانية من أصل بنغالي، التحقت بتنظيم داعش المتطرف حين كانت في الـ15 من عمرها، الآن هي في الـ19، وتحمل جنيناً على وشك أن يرى النور هذا الشهر. «النور» هنا مجرد مجاز. الحقيقة أنّ العتمة في انتظاره.
الصحافة البريطانية، لقبتها بـ«عروس داعش»، وهذا هو الحمل الثالث لبيغوم قبل أن تكمل عامها الـ20، إذ فقدت حملين بسبب سوء التغذية، تعيش مضاعفات بالغة الخطورة بالنسبة إلى فتاة في سنها. فحمل الفتاه وولادتها، في هذا العمر، يعتبر السبب الثاني للوفاة عالمياً.
بيغوم، التي أضاعت سنوات مراهقتها في صفوف التنظيم، لا تأمل اليوم سوى في العودة لمنزل أسرتها في لندن لتضع مولودها هناك، البيت الذي هربت منه قبل أربع سنوات، بعدما غررت بها فتاوى الظلام، ووسائل الإغراء التي استغلّت عدم النضج الهرموني عند فتيان وفتيات جندهم التنظيم.
زوج بيغوم الداعشي، هولندي الجنسية، ارتبطت به في ساحات الإرهاب، بعد وصولها إلى الرقة السورية عبر تركيا، برفقة ثلاث فتيات بريطانيات؛ إحداهن لقت حتفها في غارة، والأخرى مصيرها مفقود، وليس مستقبل بيغوم بأفضل حالاً منهما.
 شميمة الآن وحيدة بائسة. لندن سحبت جنسيتها البريطانية، وانتهت إلى لاجئة في شمال سوريا مع زوجها، بعد تضييق الخناق على تنظيمها، وهي تلخص حال فتيات كثيرات جمعهن واقع مظلم ومصير مجهول في نهاية المطاف، فتيات جندهن التنظيم للانضواء تحت رايته منذ نشوئه قبل عام 2014، وسلب منهن الحياة الكريمة، وأخضعهن للعبودية، وأصبحن مجرد غنائم وسبايا بأسعار محددة.

ضوء
الدرس من قصة شميمة، أنها صنيعة فكر متطرف، تأسس على فتاوى تبيح التوحش، واستغلال الأطفال، وإذ توشك هذه الغمامة القاتمة على الانتهاء من العالم العربي، إثر دحر التنظيم، فإن الأهم أن تواصل مراكز الإفتاء الإسلامية المعتدلة تعرية هذا الزيف، الذي يشبه مخدراً قاد فتيات صغيرات إلى الهلاك.